شهادة عائدين من القاهرة : ''مطاردة كل من يتكلم اللهجة الجزائرية''

شهادة عائدين من القاهرة
''مطاردة كل من يتكلم اللهجة الجزائرية''




اتصلنا، أمس، بجزائري انتقل لمناصرة رفاق حليش، يتواجد حاليا شبه محجوز في أحد فنادق العاصمة المصرية، قص علينا ما يعيشه الجزائريون الذين لا زالوا في جحيم الأهرامات.
طلب منا محدثنا عدم ذكر اسمه، لذا سنسميه ''ناصر'' لتفادي المزيد من المضايقات. يقول محدثنا إن عشرات الجزائريين لا زالوا محتجزين بعشرات الفنادق المتناثرة بالعاصمة المصرية. وعن ما يعيشه هؤلاء قال محدثنا ''بطبيعة الحال الجميع متخوف مما قد تؤول إليه الأمور، فمستوى التوتر لا يزال مرتفعا، لذا يفضل أغلب الجزائريين عدم مغادرة الفنادق، ومنهم من يحجب عن الخروج لشراء الأكل، ولولا التضامن الذي يعرف به الجزائريون لاستدعى الأمر نقل بعضهم إلى المستشفى''.
ويواصل محدثنا ''طبعا الفنادق محاصرة من قبل الشرطة المصرية، لكن لما نعرف أن هذه الشرطة نفسها تواطأت في الأحداث التي أعقبت المباراة، فإن نسبة الثقة في هذه الإجراءات ضئيلة وضئيلة جدا''.
نعتونا بـ''الإرهابيين'' و''الحرامية''
ويقول ناصر ''الشرطة تمنعنا من الخروج بأمتعتنا إن كانت الرحلة غير مبرمجة، فقد حاولت الهروب من الفندق غداة اللقاء، غير أنني منعت لأن رحلة العودة إلى أرض الوطن كانت مبرمجة اليوم''. وفي ظل هذه الظروف، حاول ناصر الالتحاق مباشرة بالسودان، فذهب إلى سفارة السودان لمباشرة إجراءات الحصول على التأشيرة، ''وطلب منا إحضار صورتين شمسيتين. وفي طريقنا إلى المصور العمومي، حاول عدد من المصريين الاعتداء علينا بعد أن انتفض أحد مرافقي غضبا ضد الاستفزازات، ولم نجد مفرا إلا بعد مرور دورية للشرطة وتدخل بعض العقلاء''.
ويحكي خالد زروق، العائد من القاهرة، والمقيم ببلدية الأربعاء ولاية البليدة، أطوار القصة المرعبة التي بدأت من مطار القاهرة.
''وصلت يوم الخميس 12 نوفمبر، وعندما وطأت قدماي مطار القاهرة مع باقي أنصار الخضر لتشجيع فريقنا في المباراة المرتقبة، كان الاستقبال في البداية شبه عادي مع مناوشات كلامية فقط بين أنصار الفريقين، لكن ما إن ركبنا الحافلات التي تقلّنا إلى فندق ''أوروبا ''، الذي يبعد حولي 10 كلومترات فقط عن المطار، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، رشق بالحجارة، نعتنا بالإرهابيين، وكانت عبارة ''انتو حرامية وإرهابيين تعملوا إيه في بلاد الحزارة''.
عرضوا علينا بائعات هوى في الفندق
أوّل سؤال طرحه العاملون في فندق ''أوروبا'' بشارع الأندلس لمناصري الخضر عند دخولهم هو ''حضرتك بدك شقة مفروشة ولا لأ''، وفهمنا الأمر، يحكي خالد، أن تكون الغرفة مفروشة بالأغطية وأجبنا كلنا بنعم، وما إن دخلنا غرفنا حتى بدأ دق الباب على كل غرفة من طرف نساء شبه عاريات جميلات يهمن بالدخول، لم نفهم ما الذي يحدث. خرجنا دفعة واحدة إلى بهو الفندق نتساءل ما الذي يجري وأجابونا أنتم طلبتم شقة مفروشة ولبينا طلبكم، وفهمنا في النهاية أن الشقة المفروشة يعني غرفة مع مرافقة امرأة، ''شكرناهم على كرمهم الزائد''.
''ويوم المباراة، خرجنا من الفندق على الساعة الرابعة مساء، في حين أن المباراة تبدأ على الساعة السابعة والنصف في توقيت القاهرة، وعندما وصلنا إلى الملعب دخلنا بعد تفتيش وكأننا مجرمين. وفي المنصات المخصصة لنا وجدنا الملعب ممتلئا عن آخره، حافظنا قدر المستطاع على الرّوح الرياضية التي جئنا بها ومن أجلها، رغم استفزازات المناصرين الذين هدّدونا بالذبح في حال الانتصار، والحمد لله لم يشأ الله أن نفرح في مصب النيل بل في منبعه إن شاء الله. وبعد نهاية المباراة بتحقيق المنتخب المصري الأهم وهو التعادل مع منتخبنا، أوقفا في منصاتنا حوالي ساعتين وهذا من أجل تجنب أي تشابك بيننا وبن المناصرين''.
ويواصل ''قضينا ليلة بيضاء، لم يغمض لنا جفن خاصة أن معظمنا قد تعرض لجروح بليغة وأنباء تؤكد مقتل آخرين لم يدخلوا الفندق. قضينا لحظات عصيبة في تضميد الجروح وانتظار أخبار المفقودين ولكن لا شيء ظهر. تعتيم يجعلك تحس أنك في حرب حقيقية ولا أمل لك بالنجاة. وفي حوالي الخامسة صباحا خرجنا جماعات وفرادى مشيا على الأقدام إلى المطار ولحسن الحظ لم نثر انتباه المصريين ونجحنا في العودة، وآثر آخرون التوجه مباشرة إلى السودان. أما العشرات من المفقودين فلم يظهر عنهم أي خبر عنهم''.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق