البطل فوزي شاوشي يروي قصة الانتصار : تأهلنا ردٌّ كافٍ على من أهان الشهداء وأسال دماء الأبرياء

فيلم رعب القاهرة لا يُنسى وسيصنّف ضمن الممنوع إعادة مشاهدته
هذا ما طلبه مني "الشيخ" ولو أواجه المصريين مرات عديدة لن يتمكّنوا من التسجيل
"لم يكن حارسا عاديا... إنه "سوبرمان" لقد حرمنا من المونديال"... هكذا علّق المصريون على إخفاقهم في بلوغ الانتصار...

فوزي شاوشي، الذي شارك لأول مرة مع الخضر، أثار الرعب في قلوب مهاجمي الفراعنة بعد أن صدّ كل كراتهم الخطيرة، كان بطلا حقيقيا يصعب اختزال نجوميته في كلمات في غمرة من الفرحة. انفردت الشروق جانبا بالنجم القادم الذي حكى قصة الانتصار.
مبروك الفوز والتأهل لكأس العالم؟
هنيئا لنا جميعا لقد وصلنا إلى المونديال، إنه أمر غاية في السعادة استطعنا إدخال الفرحة إلى قلوب الجزائريين وهو ما لا يضاهيه أي شيء آخر، نحن سعداء جدا جدا، إنه يوم تاريخي لكل الشعب الجزائري.
في غمرة هذه الفرحة، من تتذكر ولمن تهدي التأهل؟
أبدأ من الشطر الثاني. أهديها إلى كل سكان برج منايل إلى عائلتي فردا فردا وأحبابي إلى رئيس الوفاق وأنصاره لأعود وأقول اهديها لرئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي الذي قال من قبل إن شاوشي هو من سيؤهل الجزائر لكأس العالم، مباشرة بعد صافرة الحكم تذكّرت كلامه... الحمد لله ما تنبّأ به من قبل تحقق وشاركت في المباراة الحاسمة وكنت واحدا من المساهمين في هذا الإنجاز التاريخي.
هو أول إنجاز لك مع الخضر...
وأي إنجاز... إنه الأغلى والأروع في مشواري لحد الآن. أن تحقق التأهل لكأس العالم وبعد ثلاثة وعشرين عاما من غياب الجزائر عنها، فذلك أمر في غاية السعادة... لقد شرّفنا البلاد وهو الأمر المهم وأعتقد أن أي انتصار سابق أو لاحق مهما كان نوعه لا يمكن أن يضاهي إنجاز التأهل لكأس العالم.
لعبت دون خوف على الرغم من أنها المباراة الأولى لك مع الخضر؟
مجرد أنك تلعب للمنتخب الوطني لا تحسّ أنها الأولى أو المائة، ومجرد أنك تلعب في مباراة فاصلة وأمام المنتخب المصري لا تحس أبدا أنك ستشارك لأول مرة... كنت واثقا من نفسي، دخلت في المباراة مباشرة، لم أفكّر في أي شيّء سوى إسعاد هذا الجمهور الذي قطع المسافات من أجل دعمنا، التفكير في أن الملايين من الجزائريين يشاهدونك ويعلقون كل آمالهم على المنتخب فهو في حد ذاته تحفيز قوي.
قراء الشروق يرغبون في معرفة النصائح المقدمة لك قبل المباراة؟
في الحقيقة مباشرة بعد نهاية مباراة السبت المنصرم في القاهرة، وأنا اشتعل، أردت خوض المباراة ضد مصر في نفس اليوم الذي انتهت فيه، لذلك لم يجد مدرب الحراس بلحاجي أو سعدان أي مشكل في رفع معنوياتي مثلما يتم في العادة مع لاعب يشارك في أول مباراة، لكن النصائح التي قدمها لي الشيخ كانت مهمة جدّا زادتني شعورا بالمسؤولية وحرصا على تقديم مباراة كبيرة، لقد جاءني سعدان قبيل المباراة وقال لي: "لقد جاءتك الفرصة، مباراة اليوم لك، أنت من ستمنحنا التأهل لكأس العالم"، في تلك اللحظات أحسست بشعور غريب جدا لا يمكن أبدا وصفه.
أنقذت المنتخب من عدة كرات، هل أحسست بخطورة المنافس في فترة ما؟
يجب الإقرار بأننا لعبنا أمام منتخب في المستوى لا يمكن الاستهانة به، خاصة وأنه يملك لاعبين متميّزين على شاكلة أبو تريكة، لكن وصولهم إلى الشباك كان يتطلب منهم التجمع كلهم أمام خط المرمى وإبعادي بالقوة، من غير ذلك لا أعتقد بأنهم كان باستطاعتهم الرد على الهدف.
زيدان شتمك في إحدى اللقطات... أليس كذلك؟
في مباراة من هذا الحجم لا يمكن لأي لاعب إلا أن يرمي عصبيته قبل الدخول إلى غرف تغيير الملابس، لأن أي تهوّر يمكن أن يكلّف صاحبه الطرد وبالتالي وضع المنتخب في موقع حرج قد يكون سببا في الإخفاق، لذلك فضلت الرد عليه في الميدان، وأنا أعذره، لأن عجزه عن التسجيل جعله يغيّر أسلوبه ومعي لا تنفع مثل هذه الأمور ولو بقي ساعة أخرى رفقة كل اللاعبين المصريين لما تمكنوا من التسجيل، وأتحدّاه أن يسجل عليّ هدفا واحدا فقط.
كنت بديلا لقواوي المعاقب، هل توقعت أن تأتيك الفرصة في هذه المباراة؟
أولا يجب عدم نسيان الحارس قواوي الذي كانت له مساهمة فعالة في التأهل للمونديال من خلال مشاركته وأدائه المتميّز في كل المباريات التصفوية، كما لا ننسى أن التأهل جاء بتكاتف الجميع من لاعبين وطاقم فني والرئيس بوتفليقة وروراوة والأنصار القادمين من الجزائر ومن بلدان أخرى، والشعب السوداني الذي لم يبخل علينا بدعمه المتواصل. وإجابتي على الشطر الثاني أقول، إنني كنت في السابق أحلم فقط بارتداء قميص »الخضر« الغالي وإذا بي أجد نفسي أشارك في مباراة رسمية حاسمة وأمام المنتخب المصري وأساهم في التأهل للمونديال... أحمد الله على كل ذلك لأنه الموفق في الأخير.
المنتخب لعب بشكل مغاير تماما مقارنة بمباراة السبت بالقاهرة؟...
لا يمكن المقارنة أبدا بين مباراة القاهرة ومباراة السودان، فما حصل في مصر يمكن تصنيفه ضمن أفلام الرعب الممنوع مشاهدتها من طرف الأطفال وذوي القلوب الرهيفة... إنه فعلا أمر خطير جدا، فالسيناريو لم يكن يخطر على بال أحد، لقد ظلمونا واعتدوا علينا لدى وصولنا، فاستبدلت الورود بالحجارة... كسروا الحافلة، أصابوا الكثير منّا... ولم يكتفوا بهذا الحد، بل واصلوا "الحقرة" بالاعتداء على الأنصار واحتجزونا رغم خسارتنا، كل هذه الأمور ساهمت في خسارتنا... وفوزنا عليهم جاء ليؤكد بأنهم بدون الاعتداءات لا يمكن أن يحققوا شيئاً، هم يركزون على الأمور اللاّرياضية، في حين نحن لم نرد عليهم بنفس المعاملة، لأن الرياضة في الأخير أخلاق قبل أن تكون حربا.
المصريون بعد الاعتداء الهمجي زعموا بأنكم من كسّرتكم زجاج الحافلة حتى تخلقوا ضجة. ما رأيك في هذه الإدعاءات؟
وما عساهم يقولون بعد أن سمع كل العالم بالفضيحة، لقد تصدّر الاعتداء واجهة كل وسائل الإعلام العالمية، ما أوقعهم في حرج شديد. وردا على مزاعمهم الكاذبة أقول: هل يمكن لأي لاعب ضرب نفسه بالزجاج في رأسه، هل يمكن للأنصار أن يصيبوا أنفسهم؟ هل يمكن للاعبين أن يحتجزوا أنفسهم بعد نهاية المباراة؟ أعتقد أن ما قاموا به سيبقى وصمة عار في جبين كل من دعا إلى الفتنة ومنهم هؤلاء الصحافيون في القنوات المصرية الذين استباحوا دماء الجزائريين وقللوا من قيمة شهدائنا الأبرار... ما قاموا به زادنا إصرارا على الفوز والتأهل، وأتصور مشهدهم الآن بعد الإخفاق... أمر مضحك للغاية.
احتفالك كان برفع شبيه مجسم كأس العالم...
أردت أن أظهر للجميع أننا الأحق بالذهاب للمونديال، إننا سنشرّف كل العرب في جنوب إفريقيا، سنكون أحسن سفراء للعرب ولإفريقيا ولن نكتفى بالمشاركة الرمزية، ولمَ لا إعادة ما حدث في مونديال إسبانيا، لأننا لم نعد ذلك المنتخب العادي الذي يعجز عن التأهل لكأس إفريقيا.
على ذكر كأس إفريقيا أكيد، أن المشاركة ستكون بأهداف كبيرة؟
المنتخب الذي يحجز مكانة في كأس العالم ويتصدر مجموعته منذ البداية لا يمكن له إلا أن يلعب للفوز بكأس إفريقيا، هدفنا بأنغولا كبير ونطمح للتتويج بها... إنه طموح مشروح، خاصة وأننا نتوفر على أحسن اللاعبين وفي جميع المناصب.
لنعد إلى مشوارك الشخصي، من برج منايل إلى الشبيبة ثم الوفاق، أين سنجد شاوشي بعد ذلك؟
برج منايل مسقط رأسي، والشبيبة احتضنتني وقدمتني في أحسن صورة والوفاق فريق كبير أتشرّف باللعب له، لأنه نادي محترف بأتم معنى الكلمة، وطموحي الحصول على أحسن حارس إفريقي، لأن الحضري ليس أحسن مني وإن شاء الله سألعب في أوروبا قريبا.
البعض يرى أن التحاقك بالخضر جاء متأخرا. ما رأيك؟
أحمد الله على التحاقي بالخضر... شاءت الأقدار أن ألعب في مباراة مهمة انتظرها الجميع. سعدان يعرف عمله، وتأخري في ارتداء قميص الخضر زادني مثابرة ومضاعفة العمل... وفي النهاية وجهت لي الدعوة التي تشرّفت بها كثيرا لأن ارتداء قميص المنتخب أمر لا يوهب لأي كان.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق