فيما نحيي "أقداما" كانت أشرف من حملة الأقلام : فيما نحيي "أقداما" كانت أشرف من حملة الأقلام

التحية، كل التحية للاعبين الاثنين وعشرين الجزائريين والمصريين، الفائز منهم والذي لم يوافقه الحظ، لأن النخبة في البلدين وإعلام القطرين قد حولهم، رغم أنفهم، من لاعبين يتنافسون في مقابلة رياضية، لا بد أن تنتهي بتأهيل فريق على حساب آخر، إلى مقاتلين بالوكالة، نيابة عن طغمة من السحرة في حقل السياسة والإعلام، ساهموا في بناء جدار من الكراهية بين شعبين شقيقين...


وحولوا الجاليتين الجزائرية والمصرية إلى رهائن يرتعدون خوفا من قيام القيامة على رؤوسهم. وإني لأشعر بالخزي والعار، كإعلامي عليه أن يتحمل وزر ما اقترفه الزملاء، وأدعو النخبة في البلدين إلى الاعتذار للشعبين، ثم يذهب كل واحد إلى تنظيف إسطبلات بلاده القذرة في ساحات السياسة والإعلام والفكر والفن التي أصيبت بالهوس والجنون.
أنا جد حزين، للأوضاع التي آل إليها الأشقاء في مصر. لست حزينا على ما آلت إليه مقابلة إستاد القاهرة التي انتزع فيها الأشقاء المصريون ورقة المشاركة في لقاء الاستدراك بوسائل غير شريفة، ومع حكم انهار في الدقائق الأخيرة من المقابلة، أمام ضغط الثمانين ألف متفرج، ليمنح هدفا قاتلا، أجمع المحللون الرياضيون على أنه مشوب بالتسلل، ولست حزينا حتى على التصرفات الهمجية لطائفة من المشجعين المصريين، الذين كادوا يصنعون فتنة بين الشعبين، إن لم يكونوا قد صنعوها فعلا بالاعتداء على الأنصار الجزائريين. ولست حزينا حتى على ما صدر من نفس الأنصار على حافلة اللاعبين الجزائريين قبل المقابلة، وإن كنت أستحي، بوصفي عربيا، أن ينسب ذلك الفعل القبيح لبلد عربي، كان إلى وقت غير بعيد يحمل راية القومية العربية مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لكني حزين، وحزين لذلك الكم من الأكاذيب والافتراءات التي صدرت عن الإعلام المصري أولا، وعن مسؤولين كبار في الاتحادية المصرية والقادة الأمنيين، بل وحتى على لسان قيادات سياسية عليا في الحزب الحاكم في مصر.

أقدام أشرف من أقلام

سوف أترك لخبراء كرة القدم الحكم على مجريات المقابلتين، وعلى دور الحكام فيها الذي لم يكن مشرفا للحكام الأفارقة، ومع ذلك ما زلت أؤمن أن المنازلات الثلاث، لم تكن سوى مقابلات في كرة القدم، لن تضيف شيئا للبلدين والشعبين، وقد وجدت نفسي منذ بداية هذه المواجهة مدفوعا إلى الإحساس بالشفقة على لاعبي الفريقين، وقد حملتهم دولهم، وحكوماتهم، وأنصارهم فوق طاقتهم. وكنت قد عقدت العزم على توجيه تحية إكبار لهم كيفما تكون نتيجة لقاء الأربعاء الماضي، وأخص فريق مقاتلي الصحراء الذين قاتلوا بشرف، وبوسائل رياضية صرفة، وكانوا خير سفير ينقل لأشقائنا المصريين والعرب، ولشعوب العالم صورة رائعة عن الروح القتالية، التي هي صفة ملازمة للشعب الجزائري، ومقياسه الأول في تحديد مقدار احترامه للآخر. وكنت قد عقت العزم على الدفاع بشراسة عن هذا الفريق أيا كانت نتيجة مقابلة الخرطوم، لعلمي أن الانتصار له على الدوام أكثر من أب، وتبقى الهزيمة يتيمة، ولأني مع خبرتي المتواضعة في كرة القدم قد رأيت في هذا الفريق مقدمات كثيرة تبشر بميلاد فريق كروي كبير، سوف يكون له شأن في المستقبل، وسوف تكون جريمة كبرى أن ينقلب عليه أنصاره، وتحوله آلة السياسة والإعلام إلى كبش فداء، في حالة عدم التوفيق في لقاء الأربعاء لا قدر الله. وأهيب بالأشقاء في مصر ألا يحملوا فريقهم فوق طاقته في حال انهزامه، لأن أداءه في المقابلات الأخيرة كان مشرفا، ولم يكن بحاجة إلى ذلك الكم من الأساليب غير الشريفة التي لجأ إليها المسؤولون عن الرياضة في مصر، ولا إلى تلك الحملة المجنونة التي قادها الإعلام المصري، والتي سوف أتوقف عندها مطولا.
عندما يفقد الإعلام مصداقيته وشرفه
لا بد أن أعترف، أنه لم تكن عندي صورة جيدة عن الإعلام المصري، حتى قبل انزلاقه إلى هذه الحملة التي هدمت كثيرا من الجسور بين الدولتين والشعبين الشقيقين، وسوف أعتذر مسبقا لفئة قليلة من الإعلاميين المصريين الشرفاء، رغم أني لم أشاهدهم يرفعون صوت الحكمة، ويأخذون بلحى زملائهم، أو لعلهم كانوا ضحية الجماعة المكلوبة التي استولت على عملية شحن الرأي العام المصري. وللأمانة أيضا فإني حزين لبعض العناوين التي قرأتها في بعض الصحف الجزائرية، التي أساءت للإعلام الجزائري بمحتواها البذيء، الذي لم يميز بين حق الإعلامي في الدفاع عن شرف بلاده ورموزه، والواجب المقدس في احترام الشعوب الأخرى، وعدم الاعتداء على رموزها تحت أية ذريعة. ومع ذلك، فما كان في الإعلام الجزائري محض فلتات، وسقطات هامشية، كان هو القاعدة في الإعلام المصري، ولا أعني هنا فقط بعض الفضائيات الرياضية المصرية الخاصة، التي تحولت إلى أوكار لزرع بذور الفتنة بين الشعبين، وحطمت أرقاما قياسية في البذاءة، وقلة الحياء، ما يقصر عن وصفه لسان العرب، مع ثرائه، واتساع خيال اللسان العربي في وصف ما تعجز ألسن بقية الشعوب عن وصفه.
أنا حزين لهذا الإعلام المصري ومشفق عليه، لأنه على ما يبدو لم يتعلم الكثير من إداراته السابقة لمواقع ومنازلات سابقة كانت أخطر في ميزان الشعب المصري من هذه المقابلة الكروية مع بلد عربي شقيق. فهو لم يتعلم من الدور الخطير والبائس الذي لعبه في انتكاسة حرب جوان 1966، وتخديره للشعب المصري، ولشعوب الأمة العربية، بما زرعه من أوهام مبنية على الأساطير والأكاذيب، التي غطت على هزيمة كانت معلنة حتى قبل الضربة القاصمة، التي وجهها الطيران الصهيوني لعمق التراب المصري، وما لحقها من إهانة للجيش المصري الذي هزمته قيادة بلده وإعلامه قبل أن يهزمه العدو.
أساطير الأولين في إعلام أم الدنيا
الزملاء الإعلاميون في مصر، في الصحافة المكتوبة الحكومية كما في الفضائيات الرسمية، لم يتعلموا من تجربة أخرى أفقدت الإعلام المصري الكثير مما بقي له من مصداقية، في إدارته البائسة للموقف الرسمي المصري من محطات عربية أربع، كان لها تأثير رهيب على مشاعر الأمة العربية، بدءا بمعاهدة كامب دافيد، مرورا بالعدوان الغربي على العراق في 1991 و2003، وانتهاء بالعدوان الصهيوني على جنوب لبنان وعلى غزة.
ومرة أخرى أعتذر مسبقا للشرفاء من الزملاء الإعلاميين المصريين، فإني لا أجد توصيفا أصدق لسلوك وتصرفات الإعلام المصري غير عبارة الكذب الموصوف، والدجل على الرأي العام المصري، ومعه الرأي العام العربي، ولأن المجال لا يتسع لاستحضار أرشيف الإعلام المصري في هذه المواقع الأربع، فإني سوف أقف عند آخر محطة، عرت بالكامل الإعلام المصري الخاص والعام إلا ما رحم ربك. فقد نتفهم حاجة النظم أحيانا إلى قدر من التحايل على الحقيقة، ولي ذراعها، لكن ما اقترفه الإعلام المصري الرسمي من أكاذيب، ومن تزوير للحقائق، في سياق التغطية على الموقف الرسمي المتآمر على أهل غزة وهم يبادون، وقد سدت البوابة العربية الوحيدة في وجههم، سوف يظل شاهدا على جرأة الإعلام المصري على الكذب دون حياء.
نذكر جميعا كيف كان يخرج علينا وزير الخارجية المصري بتصريحات، يشهد فيها الله على أن معبر رفح مفتوح في وجه الجرحى والمصابين من أهل غزة، وكيف أن المعونات العربية والإسلامية والمصرية تتدفق عبر معبر، كان العالم كله ينقل بالصورة والمشاهدة العينية أبوابه الموصدة بإحكام، وقد استمعت وقتها لزملاء مصريين وكتاب كبار وهم لا يترددون في نقل أكاذيب الحكومة، ويغالون في تحبير الموقف المصري، الذي أساء في تقديري للشعب المصري، الذي كنا نرى حرقته على أشقائه في غزة وهم يذبحون على مرمى حجر خلف بوابة معبر رفح. وحتى لا يساء الفهم، فإني أشهد أنه لم أرى وقتها شعبا عربيا، أكثر حرقة ومرارة على ما يجري في غزة من الشعب المصري، وقد حشرت نخبه الشريفة في زوايا ضيقة للتظاهر، قد أحكمت إرتاجاتها الأمنية بقوى أمنية كانت على الدوام تفوق عدد المتظاهرين.
يأكلون من غلة الشعوب ويسبون ملة الأمة
وقتها فقدت بصراحة ما بقي عندي من احترام للإعلام المصري، غير أنني لم أكن أتصور أن يلجأ الإعلام المصري إلى نفس أساليب الكذب والتلفيق، ولي عنق الحقيقة، والانزلاق بالعلاقات بين البلدين والشعبين إلى أتون الفتنة، والتضحية بمصالح بلدين عربيين كبيرين لا يجوز أبدا، وتحت أي عذر، أن نجازف ونقامر بعلاقاتهما وبرصيدهما في ما بقي من ميزان القوة عند العرب، كل ذلك على هامش مقابلة في كرة القدم، يحق فيها للشعبين وللإعلاميين أن يناصر كل طرف فريق بلده في حدود اللياقة والأدب.
دعونا نترك جانبا مهاترات الفضائيات الرياضية المصرية طوال أسابيع قبل موعد مقابلة القاهرة. وسوف نتجاوز عنها وعن سلوك، يطبعها النفج والخيلاء والكبر، المعهود عند الإعلام المصري، بل عند شرائح واسعة من النخبة المصرية السياسية والفكرية والفنية، وقد وضعتاها في مقال سابق، في سياقها الطبيعي، كعملية تعويض -نتفهمها- على ما حصل من تفكك للقوة الناعمة لمصر بعد معاهدة كامب دافيد، وتراجع دورها الإقليمي، وتدني سمعتها في العالم العربي، خاصة بعد انخراط القيادة المصرية في معسكر معادي لقوى المقاومة والممانعة في المنطقة.
القذف بالكذب ألعن من الرشق بالطوب
غير أنه لا يمكن صرف النظر عن التعامل الكاذب للإعلام المصري الرسمي مع حادث الاعتداء على حافلة الفريق الوطني الجزائري، والاستمرار في نفي وقوع الحادث، بل الذهاب إلى حد الادعاء أن الحادث برمته هو من تلفيق أفراد الفريق الوطني. وقد استمعت إلى إعلاميين ومسؤولين مصريين حتى صبيحة الأربعاء، وهم يرددون هذه الكذبة، رغم وجود توثيق مصور سلم للفيفا، وتحقيق لذات الجهة هو الذي كان وراء توجيه تحذير للجانب المصري.
العقلاء من الجزائريين كانوا سيتفهمون إخفاق أجهزة الأمن المصرية في تأمين حماية كافية للفريق الوطني ولأنصاره، فهذا يحدث في دول كثيرة. وقد نصرف النظر عن الحادث، حتى لو تأكد لدينا ما يشير إلى تقصير عمدي من جهة الأجهزة الأمنية، لكن أن يختار المسؤولون المصريون والإعلام المصري طريق التضليل والكذب، والافتراء المفضوح، والقدح في شرف الفريق الوطني، وشهادة الوفد الوزاري الجزائري، الشاهد على الحادث فذلك لا يغتفر، ولا يمكن السكوت عنه.
ضربني وبكى وسبقني واشتكى
كنا سوف نلتمس الأعذار لأشقائنا المصريين، لو أنهم أقروا بالحادث، واعتذروا لأفراد الفريق الوطني، ووعدوا بتحقيق لملاحقة الشرذمة التي اعتدت على الفريق الوطني، وألزموا وزارة الداخلية المصرية بإجراء تحريات للوقوف على مواطن التقصير في حماية الفريق الوطني. كان ذلك كفيلا بنزع الفتيل، بل وكان عليهم أن يبادروا إلى مشاركة الوفد الجزائري بطلب تأجيل موعد المبارة ليوم واحد، تهدأ فيه الأنفس، وتجبر الخواطر، لكن الذي حدث، هو ما شاهدناه من صور قبيحة لأنصار مصريين، لم يمنعهم فوز فريقهم بالمقابلة عن ملاحقة الأنصار الجزائريين في شوارع القاهرة. وحتى مع التسليم أن ما أشيع عن سقوط قتلى لم يتأكد حتى الآن، فإن الصور التي نقلها الإعلام الجزائري من القاهرة كافية لإدانة الحكومة المصرية بأكثر من التقصير، وإدانة الإعلام المصري بتهمة التحريض على القتل، بل ويحمل الطرف المصري جانبا من المسؤولية على ردات الفعل عند أنصار الفريق الجزائري حيال مقرات الشركات المصرية، التي ينبغي لنا أن ندينها بقوة، ولا يجوز للإعلام الجزائري أن يبررها، وهو لحسن الحظ لم يفعل، وقد اطلعت على تقارير كثيرة في العديد من الصحف الجزائرية، نقلت بأمانة التجاوزات التي اقترفها بعض أنصار الفريق الوطني ضد محلات مصرية، وأدانوها بشدة، وهذا يحسب ويضاف لرصيد الإعلام الجزائري.
ليلة شحذ السكاكين الطويلة على قناة "نايل سبورت الساقطة"
الإعلام المصري بلغ قمة الرداءة والتسويق للكذب بالكذب الموصوف، والتلفيق المفضوح لأساطير مزرية، في ما نقلته فضائية "نايل سات" عشية لقاء الأربعاء، بدعوة ثلاثة مصريين "عائدين من جحيم الجزائر" في رواية هوليودية هي أقرب إلى أسوأ الأفلام المصرية الهزلية، خرجنا منها وكأن الجالية المصرية في الجزائر تتعرض إلى "بوغروم" شبيه بما يدعيه اليهود أنهم قد تعرضوا له في غيطوهات أوروبا. ولا شك عندي أن الثلاثة قد لقنوا درسا، وقسمت عليهم الأدوار، وألقي في أفواههم كلام، كان يراد له أن يشعل أمس الأول فتنة في مصر والجزائر، يذهب ضحيتها الأبرياء من الجاليتين المصرية والجزائرية، الذين وضعهم الإعلام غير المسؤول تحت التهديد، وأصبحوا رهائن في بلدين يدعي كلاهما أنه بلدهم الثاني.
اتحاد الصحفيين العرب، الذي خرج علينا ببيان يدين فيه الصحف الجزائرية التي نقلت نبأ وفاة بعض أنصار الفريق الجزائري، لم يحرك ساكنا لإدانة ما أقدمت عليه قناة "نيل سات" الإخبارية ليلة أمس الأول، وادعائها بتعرض الكثير من المصريين للاعتداءات في الجزائر، بل ونقلها إشاعة موت مصريين اثنين، ولجوء آخرين إلى الغابات والأحراش، وهروبهم إلى الصحراء كما زعم أحد ضيوف الحصة.
حمالات الحطب من حملة الأقلام
لقد آثرت التعرض إلى هذا الجنون الذي أصاب الإعلام المصري، في أغلب عناوينه وفضائياته، ومعه جانب من الإعلام الجزائري، الذي ما كان له أن ينقاد إلى الساحات التي قادته إليها الفضائيات المصرية، آثرت أن أقول ما ينبغي علي أن أقوله، قبل التعرف على نتيجة المقابلة عشية أمس، لأنها كيفما تكون قد انتهت، فإنها لن تضيف للشعبين والبلدين الكثير، ومع التقدير الكامل للفريق المنتصر، وللفريق الذي لم يحالفه الحظ، وللمدربين الذين حملهم السحرة والمشعوذون فوق طاقتهم، فإني أترك للساسة في البدين تقييم أدائهم الذي يتعارض مع واجباتهم ومسؤولياتهم على شعوبهم، لكني أدعو زملائي في الإعلام المصري والجزائري، ومعهم الإعلام العربي إلى إجراء مراجعة ذاتية داخل أطرهم القطرية، وداخل أطر الاتحادات المهنية العربية مثل اتحاد الصحفيين العرب، والإسراع بوضع مدونة لحسن السلوك المهني، تضع حدودا حمراء للإعلامي العربي، وتشجع المشرعين على سن قوانين رادعة لكل من تسول له نفسه العبث بأمننا العربي القومي، وزرع الفتن بين الشعوب.

أبناؤها أجناؤها
فمن حق الحكومات أن تتنافس فيما بينها على الريادة، بطرق شريفة وبما تقدمه لشعوبها وللأمة، ومن حق الإعلام القطري أن يتغنى بأمجاد بلده وشعبه، لكن ليس من حق الأنظمة، ولا من حق الإعلام، تحت أي طارئ أن يعتدى على الشعوب، بالاستفزاز الوقح، والتحريض الرخيص للمشاعر البهيمية، واللعب بالعواطف الوطنية. فهذه جريمة في حق الشعبين المصري والجزائري، بل وفي حق الأمتين العربية والإسلامية، التي تخضع لعملية استنزاف وتخريب لجبهاتها الداخلية، وضرب حصونها من قبل أعداء كثر، حتى تنالها معاول أبنائها، كالباحث عن حتفه بظلفه، ويحق فيها قول المتمثل: أبناؤها أجناؤها.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق