وجدت الحكومة المصرية نفسها في مأزق سياسي وتخبط كبير بشأن آلية التعامل مع الأزمة الناشبة بين مصر والجزائر، بسبب تداعيات مقابلة الخرطوم بين الفريق الجزائري والمصري، وهو ما يتضح في التناقض بين تصريحات وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، ورئيس مجلس الشورى، صفوت الشريف، والمتحدث باسم الخارجية، حسام زكي.
طلبت السلطات المصرية من الحكومة الجزائرية تنظيم زيارات ميدانية لمسؤولين جزائريين إلى مواقع تواجد الجالية والعمال المصريين في الجزائر للإطلاع على أوضاعهم وطمأنتهم، واعترفت الحكومة المصرية باستقرار وضع جاليتها ومصالحها الاقتصادية والدبلوماسية في الجزائر. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر، إن القاهرة طلبت من السلطات الجزائرية إرسال مسؤولين جزائريين إلى مواقع تواجد الجالية والعمال المصريين والشركات المصرية لطمأنتهم والاطلاع على أحوالهم ودعم تأمينهم كشكل من أشكال حسن النية في التهدئة وتجسيد التزامات الحكومة الجزائرية المعلنة بشأن توفير كامل الحماية للمصريين في البلاد، واعترف زكي أن ''الأيام الماضية شهدت شكلا من أشكال الاستقرار في التعامل، والسفارة في الجزائر لم ترصد أي شكاوى جديدة من جانب المصريين''.. مضيفا أن ''المصالح المصرية مستقرة ومقرات الشركات لم تتعرض لأي نوع من الاستفزاز ولم يحدث فيها تدهور خلال الأيام الأخيرة''.
وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، ردا على سؤال حول مسألة عودة السفير المصري، عبد العزيز سيف النصر، إلى الجزائر، بعد استدعائه إلى القاهرة يوم الخميس الماضي، أن ''عودته مرهونة بزوال الأسباب التي أدت إلى استدعائه، والأمر يخضع للتقدير السياسي وسيظهر في الأفق الوضع الذي سندخل فيه خلال الفترة المقبلة''. موضحا أن ''السفارة المصرية في الجزائر تقوم بعملها على مستوى القائم بالأعمال''.
في سياق آخر طالب صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى المصري، في بيان ألقاه فى جلسة للمجلس، أمس، الحكومة الجزائرية الإعلان عن موقف واضح بشأن المزاعم بوجود اعتداءات على مصريين في الخرطوم، ودعا الشريف البرلمان الجزائري إلى اتخاذ مبادرة تهدئة في هذا الشأن.
وفي الاتجاه المعاكس وصف وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، الاعتداءات المزعومة ضد المصريين بأنه ''عمل إرهابي منظم ضد مصر والمصريين''. وقال الفقي في بيان ألقاه أمام اجتماع اللجنة المشتركة المكونة من لجان الشؤون العربية والدفاع والأمن القومي والشباب بمجلس الشعب، أمس، ''لقد وقعنا في مواجهة مجموعة من المرتزقة والإرهابيين المنظمين''.
شوبير يحمِّل جمهور مصر مسؤولية أحداث السودان
عكس ذلك حمّل الإعلامي والنائب أحمد شوبير الجمهور المصرى مسؤولية أحداث الشغب التى وقعت في السودان من قبل المشجعين الجزائريين. وقال شوبير خلال تدخله في اجتماع اللجنة البرلمانية المشتركة في البرلمان المصري ''نحن مسؤولون عن واقعة إلقاء الطوب على أتوبيس الفريق الجزائري بالقاهرة، وهناك احتمال لتوقيع عقوبات من قبل الفيفا على الجماهير المصرية بعدم حضور مباريات الفريق المصري لمدة 4 شهور كاملة''.. وقال شوبير ''إن الملف المصري الذي سيقدم إلى الفيفا ضعيف للغاية''. وقد أثار تدخل شوبير غضب وزير الإعلام أنس الفقي والنواب الذين حضروا الاجتماع، حيث طالب الوزير أنس الفقي شوبير بالتوقف عن الحديث، قائلا ''أنت كده بتعطي الجزائريين ذريعة للنيل من مصر، وتهيج مشاعر المصريين ضدك''.. وطالب رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب سعد الجمال بحذف كلامه من محضر الجلسة.
مثقفون عرب يصدرون بيانا لإنهاء التوتر الإعلامي بين مصر والجزائر
وأعلن أكثر من 140 مثقف وإعلامي عربي في بيان عن أسفهم لما وصلت إليه العلاقات المصرية الجزائرية من تدهور. وقال الموقعون على البيان إن العلاقات بين الشعبين تاريخية، وأدانوا التصرفات غير المسؤولة التي أقدم عليها متعصبون من الجانبين، ويوجد من الموقعين المصريين الروائي بهاء طاهر والشاعران أحمد عبد المعطي حجازي وجمال بخيت وسلطان أبو علي، وزير الاقتصاد الأسبق، والإعلامي حمدي قنديل والسيد ياسين، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط الجاري تأسيسه، وحلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق، وحلمي النمنم، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. ومن الموقعين الجزائريين الإعلاميون عياش دراجي ومحمد حنيبش وعبد الحق صداح ومحمد دحو، إضافة إلى إعلاميين من الأردن والسودان وسوريا.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق