''أنجدونا من هذا الكابوس، نحن محتجزات في غرفنا لم نر النور منذ أسبوع.. إننا نعيش حالة رعب حقيقية''. بهذه العبارات الممزوجة بدموع الخوف والرعب خاطبتنا طالبات جزائريات مقيمات في مصر وهن في حالة هيستيريا، مستنجدات بـ ''الخبر'' لإنقاذهن من جحيم القاهرة وجنون من ''تفرعنوا'' على فتيات مغلوبات على أمرهن.
أمينة، جميلة والأخريات، يعشن سجنا حقيقيا منذ يوم الأربعاء الماضي الذي كان شؤما على المصريين، اتصلن بـ''الخبر'' أمس، لنقل شكواهن إلى السلطات الجزائرية، من أجل ''إجلائهن'' مما وصفنه بـ ''قلب المعركة'' التي انتهت بردا وسلاما على الجزائريين، لكن فتيلها لا يزال ملتهبا تحت أنف أبو الهول.
تقول أمينة ابنة مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، والطالبة في السنة ثانية حقوق بمعهد الدراسات والبحوث بالقاهرة. ''لم نذق طعم النوم منذ أسبوع، الحجارة تتهاطل على المنزل من كل حدب وصوب، والإهانات في حق بلد المليون ونصف المليون شهيد متواصلة، بل موجة الغضب تتزايد كلما تحدّث شياطين الإعلام في القنوات المصرية''.
تتوقف أمينة عن الحديث للحظة، تسترجع أنفاسها بعد أن غلبتها الدموع، قبل أن تواصل'' تصوّري أنني وزميلاتي نتناول وجبة واحدة في اليوم حتى لا تنفد المؤونة التي جلبناها من الجزائر، نحن مرعوبات وخائفات من مغادرة البيت حتى لا يكون مصيرنا مثل زميلاتنا اللواتي تعرّضن للضرب والشتم في طريقهن إلى المطار''.
وأكدت المتحدثة التي تقطن شقة بحي الجيزة بالقاهرة، رفقة طالبات جزائريات من قسنطينة، جيجل، تيارت ووهران، أنهن فكرن في المغادرة إلى الجزائر، لكن الأصداء التي وصلتهن من الجزائريات اللواتي اتخذن هذه الخطوة جعلتهن يتراجعن، في انتظار تدخّل السفارة والسلطات الجزائرية.
وفي هذا السياق، أكدت أمينة أن صديقاتها اللواتي قصدن المطار واجهن الأمرّين قبل الوصول إلى الجزائر، موضحة ''تصوري أن سائقي سيارات الأجرة يجبرون كل من يقصد المطار على استظهار جواز السفر، وإذا تأكد أن الزبون جزائري تلقى أمتعه في الأرض ويتعرض للضرب على أيدي المصريين المتربصين بكل ما هو جزائري، وهذا ما حدث لصديقاتي اللواتي أجبرن على خلع ملابسهن والسير على جوازات سفرهن بأحذيتهن في المطار''. وأضافت المتحدثة أنهن معزولات عن العالم الخارجي، لكنهن وجدن أبناء بلاد الرافدين وهم الطلبة العراقيون في صفهن، حيث تكفلوا بإيواء الجزائريين الذين تم طردهم من بيوتهم المؤجرة، وقاموا بدور همزة الوصل بينهم وبين الجامعة لاسترجاع كشف النقاط. أما عن دور السفارة، أكدت زميلتها جميلة، فهي غائبة تماما. مشيرة إلى أنهن حاولن الاستنجاد بها، لكن الردّ كان أن السفارة محاصرة أيضا وليس بيد موظفيها فعل شيء، رغم أن بعض الطالبات في حي المعادي تم مهاجمتهن واحتجزن، كما تعرض بيتهن للتخريب، حسبها، دون أن تحرك السفارة ساكنا. مشيرة أنها وزميلاتها استقبلت أمس طالبة جزائرية طردت من البيت الذي كان تؤجره. وعبّرت الطالبات الجزائريات عن تخوّفهن من أن تذهب سنوات الدراسة التي قضّينها بمصر في مهب الريح، خاصة وأنهن غير مستعدات للعودة إلى القاهرة مجددا في حال مغادرتهن إلى الجزائر، وناشدن وزارة التعليم العالي للنظر في وضعيتهن حتى لا يذهب جهدهن سدى.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق