المدعو زاهر بعدما أصبح بلا "زهر" يرفض الاعتذار للجزائر مثلما طلبت الفيفا من الإتحاد المصري ، فالاعتذار يعني الاعتراف ، و هذا معناه أن زاهر في هذه الحالة سيفقد رأسه بعدما فقد صوابه و توازنه و أفقد العائلة الحاكمة في مصر مشروع التوريث ، و لذلك لن يعتذر زاهر حتى و إن أعدمته الفيفا ، المهم أن يرضى عليه الباب العالي و لا يطرده من سراديب الفراعنة .
و لأن زاهر يعلم جيدا أن إعدام الفيفا لا معنى له ، و أن الاعتذار للجزائر هو الإعدام الحقيقي ، فقد اختار التعنت و التهرب من الحقيقة ، حتى يحافظ على الدفـء في الإتحاد الذي يقضي فيه مصالحـه ، فهناك يمارس السياسة و الولاء و الطاعة باسم الرياضة و كرة القدم ، من باب أن الغاية تبرر الوسيلة و أن للضرورة أحكام ، و ضرورة زاهر في عدم الاعتذار هي تفادي مقصلة " أولياء نعمته " ، أما الإتحادية العالميـة لكرة القدم فـ" أدز معاهم " .
تبين الآن أن مصر لا تريد أن تعتذر ، أي أنها ترفض عقد "مصالحة " عادلة و منصفة ، تعطي لكل ذي حق حقه و تعيد الحقوق لأصحابها و تعاقب كل متآمر و خداع و متطاول و متحامل ، و زاهر ما هو إلا الشجرة التي تغطي الغابة و الواجهة التي تمثل كل الفراعنة الرافضين لمنطق الاعتراف بالاعتداءات و الجرائم اللفظية في حق الجزائر شعبا و دولة و تاريخا .
و منذ البداية كان الأمر جليا ، بأن زاهر و من ورائه مصر ، لن يعتذر حتى و إن انهارت الأهرامات أو جف وادي النيل ، فمصـر هي " أم الدنيا " و أم الدنيا تأمر و على " أبنائها " السمع و الطاعـة ، و هي لا تعتذر بل يجب أن يعتذر منها و لها ، حتى إن أخطأت أو أجرمت هـذه الأم " أم الدنيا " ، و لذلك فإن فضائيات العدوان المصرية على الجزائر مازالت تصـر على إخفاء اعتداءات ما بعد مباراة 14 نوفمبر بالقاهرة ، و بالمقابل تضخيم مسرحية الخرطوم التي انطلق أبطالها في التمثيـل و التمهبيل بعد ملحمة أم درمان .
سواء اعتذر زاهر أو لم يعتذر ، فإن الجريمة ثابتة في حق الجزائر التي التزمت موقفا دفاعيا على عكس ما يريده "إخواننا" في مصر.
و الدفاع عن النفس حق مشروع ، و بعض المصريين هم الذين دخلوا البيت الجزائري من خلال فضائيات تحولت إلى " لص "، اقتحموا بيوت آمنة في عز الليل بغرض الاعتداء على الآمنين مع سبق الإصرار و الترصد .
نعم ، الاعتذار المصري لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن ينسي الجزائريين حماقات و تفاهات و رطت بعض المصريين إن لم نقل الكثير في السب و الشتم و الإهانة ، و إن كان يعتقد المخلوق الذي يسمى " زاهر " أو عرابيه بأن الاعتذار يعني تمزيق الصفحة ، فهو مخطئ و مذنب أيضا ، لأن ما حدث من اعتداء فاضح و غير مبرر في حق الدولة الجزائرية و رئيسها و مؤسساتها و شهدائها و شعبها ، لا يمكن أن ينسى حتى و إن أشرقت الشمس من الغرب أو اكتشف المؤرخون بأن لا علاقة لمصر بالفراعنة .
دون شك هناك جزائريون يرفضون قبول الاعتذار خاصة إذا كان مشبوها و هدفه الإفلات من الحساب و العقاب ، و قديما قالوا بأن جراح الألسن لا تشفى ، و لا نعتقد أن سب الشهداء و وصفهم بـ " الجزمة " و شتم الجزائريين على أنهم " بلطاجية و و صيع و حرامية و لقطاء "، يمكنه أن ينسى هكذا ببساطة في رمشة عين ، و لذلك على زاهر أن يعلم بأن اعتذاره - لو حصل – ليس صدقة أو " مزية " يمن بها على الجزائريين ، و لكنها جزء من التكفير عن الذنوب و الخطايا و الكبائر التي لا تمحيها سوى التوبة النصوح و الجلد و صوم الدهر و عتق الرقاب و إطعام مساكيـن الكون .