في الوقت الذي علق فيه العالم الوطني في جنوب إفريقيا، ضمن الدول المتأهلة لمونديال 2010 وكذا شروع الفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، أول أمس، في توزيع الفرق المتأهلة لكأس أمم إفريقيا بأنغولا، لم يخرج الإعلام المصري من وضعية ''التسلل'' التي وضع نفسه فيها، وما يزال يتحسر على مباراة في كرة القدم طوت ملفّها بكل مقاييس ''الفيفا'' التي لم تتخلف عن تقديم تهانيها لمسؤولي الكرة الجزائرية. خسارة مصر لم تكن كروية فقط، بل كانت إعلامية أيضا بعدما نجحت القنوات الفضائية المصرية في ''تكريه'' الجزائريين حتى في صورة 85 مليون مصري كنّا نرفعهم عاليا، ونكن لهم الاحترام والتقدير؛ لأنهم كانوا شعب مكافحا قبل أن تسقطه الفضائيات.
لقد انهزمت مصر رياضيا. وهو الحد الذي كان يطمع فيه الجزائريون فقط، لكن أن تنهزم مصر سياسيا، فهو ما لم نكن نرضاه أو نتمناه أو نسعى إليه، لكنه للأسف الشديد وقع، وعلى أيدي ''أقلام'' مأجورة كانت ملكية أكثر من الملك، مما أوقعها في أكثر من ''مطب''إعلامي وسياسي. لقد سمعنا إعلاميين يطالبون حكومتهم بطرد السفير الجزائري. وهو أمر لم يحدث أن تجرأ عن طلبه أي أحد منهم، عندما كانت إسرائيل تذبح في غزة وقبلها في جنوب لبنان. بل لم يحدث للنظام المصري بقيادة حسنى مبارك أن استدعى السفير الإسرائيلي للتشاور طيلة إقامته في القاهرة، أكثر من استدعائه للسفير الجزائري عبد القادر حجار في ظرف أسبوع وبخصوص مباراة في كرة القدم. فأي سياسة هذه التي يستدعى فيها سفير الجزائر وترشق فيها السفارة الجزائرية بالحجارة في القاهرة؟
والإعلام مثل الدواء، عندما لا تحترم جرعته ينقلب إلى ضده، وهو ما قام به إعلاميو مصر ونجحوا فيه بامتياز؛ بحيث عوض أن يجلبوا لبلدهم الدعم والتعاطف ضيعوا عليها كل شيء، هزيمة في الرياضة، وأخرى في السياسة ووجدت نفسها تقطع نفسها عن العرب على غرار ما جنته غداة كامب ديفيد.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق