في سابقة هي الأولى من نوعها، والتي تعكس التردي الذي وصل إليه الوضع العربي، قامت إسرائيل باقتراح وساطة لوضع حد، حسب زعمها، للخلاف بين الجزائر ومصر.
وقد كشف موقع بوابة التعليم المصري الإلكتروني على شبكة الأنترنت، أن أطرافا إسرائيلية بادرت بإرسال رسائل هاتفية قصيرة تدعو فيها إلى التهدئة والتوسط بين الجزائر ومصر، لحل الخلاف الذي نشأ على خلفية إجراء مباراة في كرة القدم برسم الدور الأخير من تصفيات كأس العالم.
وإذا كانت القاهرة تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع الكيان الصهيوني منذ ,1978 وقد أقامت سفارة لإسرائيل في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة القاهرة، كما قامت بإبرام اتفاقيات تجارية واقتصادية ووسعت دائرة التعامل الاقتصادي عبر اتفاقية الكويز رغم ـ وشهادة الحق واجبة ـ رفض شريحة كبيرة من الشعب المصري لها، فإن الجزائر لا تربطها بهذا الكيان لا اتفاقيات ولا تعاملات سياسية أو اقتصادية، فكيف يعقل أن يتجرّأ الإسرائيليون بعرض مساعيهم الحميدة لفض ما اعتبر خلافا بين بلدين عربيين، يفترض أنه تربطهما روابط أسمى وأقوى.
ولم يكتف العدو الصهيوني بإحداث اختراق كبير في قلب الأمة العربية منذ مخطط كامبل بنرمان عام ,1904 وانتهاء باتفاقية كامب ديفيد، مرورا باتفاقية فيصل وايزمن ونداء الملوك العرب للفلسطينيين بإيقاف ثورة سنة ,1936 دون ذكر العدوان على غزة، فهاهو اليوم يعرض وساطته التي تزامنت مع زيارة شمعون بيريز لقاهرة المعز.
وقد وجدت الأقلام الإسرائيلية فرصة سانحة من خلال الشرخ العربي الجديد، لتظهر نواياها، وقد أبرز موقع بوابة التعليم المصري ذلك من خلال الإشارة في مقال خاص، بقوله ''لقد أظهرت وسائل الإعلام الصهيونية حالة واسعة من الشماتة بسبب الأزمة الحالية بين مصر والجزائر''.
وخصصت القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تقارير موسعة في نشرات الأخبار الرئيسية عن الأزمة، فقد نشرت صحيفة ''هاآرتس'' الصهيونية استطلاعاً للرأي العام الإسرائيلي عن هوية الفائز في مباراة مصر والجزائر.. ووصف مذيع أحد أكثر البرامج شعبية في التليفزيون الإسرائيلي الأزمة بأنها ''حرب كرة القدم بين مصر والجزائر''. ووصف مذيع آخر المباراة بأنها ''شأن سياسي بكل معنى الكلمة، لأن بها خلافات وأزمات دبلوماسية، وهناك اتهامات وكراهية بين البلدين وصلت إلى مستوى عالٍ لم نشهده من قبل''. وعليه، فإن الإسرائيليين يرددون اليوم بأن عودة منطق داحس والغبراء تريحنا..
ولكل داء دواء يستطبّ به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها..
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق