في يوم من أيام الثورة المباركة وبينما كان الشهيد العربي بن مهيدي معتقلا لدى السفاح بيجار ومكبل اليدين، سأله أحد الصحفيين الفرنسيين عن سبب استهداف المدنيين، من المعمّرين من خلال وضع القنابل داخل القفف في الأماكن العمومية، فرد بن مهيدي بمقولته الشهيرة ''أعطونا طائراتكم .. نعطكم قففنا''.
والتاريخ يعيد نفسه، اليوم، عندما تتحالف فضائيات القاهرة المدججة بأحدث تقنيات البث عبر الأقمار الاصطناعية، فقط من أجل الرد على ما أسموه ''هجمة الصحافة الجزائرية''. وما يسعنا أمام هذا الوضع سوى ترديد ما قاله بن مهيدي بطريقة أخرى ''أعطونا فضائياتكم نعطكم صحفنا''.
لقد تكالبتم وخرجتم عن كل الأعراف، المتعامل بها في الشأن الإعلامي، إلى درجة مساسكم بأغلى وأقدس رموز شعبنا من قداسة الشهداء مرورا بحرق العلم الوطني أمام الرأي العام العالمي وصولا إلى الخدش في تاريخنا وهويتنا ومعتقداتنا... وبالرغم من ذلك استطاعت صحافتنا، الورقية، الوقوف كدرع قوي تحطمت أمامه جميع أكاذيبكم وافتراءاتكم وادعاءاتكم إلى درجة أنكم أصبتم بالذهول وأصبحتم ترددون ''همّا واصلين الزاي لكل العالم''. وانطلقت مخابركم في البحث عن الوصفة السحرية من أجل الوصول إلى وسائل الإعلام العالمية، لكن هذه الأخيرة بقيت مقفولة في وجهكم. فهل تدرون لماذا؟
فشلتم لأنكم، ببساطة، أغبياء وتنساقون وراء إملاءات أبناء رئيسكم بدون ذكاء، والسبب الثاني أنه تنقصكم الاحترافية في العمل الإعلامي لأنكم من الجيل القديم ولا تفقهون في العمل الصحفي الجديد الذي يتطلب الخروج للبحث عن الحدث، بينما تنتظرونه يأتيكم إلى مكاتبكم وتترصدون من يحنّ عليكم بمكالمة هاتفية لا فائدة ترجى منها. والنتيجة أنكم طوال الوقت لا تنتجون سوى كلام في كلام وسب وشتم، حتى أننا أصبحنا نتابع حصصكم من أجل التسلية والترفيه عن النفس.
ومحصلة كل ما سبق نقول إنكم انهزمتم إعلاميا، وأنه من الأجدر بكم أن تضعوا فضائياتكم في المزاد العلني، أو تتنازلوا عنها للإعلاميين الجزائريين الذين، والله الذي ليس سواه، سيستعملونها بطريقة من شأنها الإطاحة حتى بأقوى دول المنطقة، ولنقل.. إسرائيل.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق