جريمة أخرى ترتكب في حق بلد المليون ونصف المليون شهيد : الأمن المصري يجرّد الرعايا الجزائريين من ملابسهم بمطار القاهرة

لم يسلم الرعايا الجزائريون بالقاهرة، مرة أخرى، من همجية المصريين الذين ارتكبوا في حقهم أبشع جريمة بمطار القاهرة، حيث جردوهم من ملابسهم وداسوا على العلم الوطني وجوازات السفر، وبصقوا على صورة الفريق الوطني ونعتوهم بأبناء الكلاب والزبالة، و''مرمدوهم'' ثلاث ساعات كاملة بعد أن تعرضوا إلى مطاردة عبر أزقة القاهرة بالحجارة.
هكذا اختار ''مصاروة أم الدنيا''، توديع 39 جزائريا وهم يذرفون الدموع بعد الرعب والحرب النفسية، وكذا استفزاز الشعب والشرطة المصرية، قبل أن يتركوهم يغادرون أرض الفراعنة أمس، حيث رموا أمتعتهم، وداسوا على العلم الوطني، بل واستفزوا كل من يحمل الراية في حقيبته. في الوقت الذي أشرف فيه مدير أمن المطار شخصيا على عملية إجراءات سفر الرعايا المصريين في هدوء، بل وفرض على أعوان الأمن استقبالهم بابتسامة عريضة.
نعتونا بأبناء الزبالة وزملاؤنا يعيشون الجحيم بالقاهرة
إنصاف بن موسى، طالبة بمعهد البحوث للدراسات العربية بالقاهرة، أوردت شهادتها عن همجية رجال الشرطة المصرية بالمطار المصري، وهي تذرف الدموع؛ إذ قالت إنهم منذ يوم المباراة وهم محتجزون في العمارة حيث يسكنون دون أكل أو شرب أو نوم، وظنت أنها ستجد الأمن في مطار القاهرة، إلا أنها اصطدمت بوابل من الشتائم، من شاكلة ''أبناء الزبالة''، ''خنازير''.. وعبارات أخرى تخدش الحياء.. قبل أن يتم رمي جميع أمتعتها على الأرض، وتعرضت إلى تفتيش عسكري، وطلب منها نزع حذاءها.
أما زميلتها زينة قدور، طلبت وهي تبكي بحرقة، تدخل السلطات الجزائرية لإنقاذ ما تبقّى من الجزائريين الذين يعيشون الحصار بمصر، وراحت تروي تفاصيل الهستيريا المصرية؛ إذ قالت إنه بمجرد دخولها المطار رفقة زملائها حاصرهم الأمن المصري، وبدأ يستفزونهم وينعتونهم بأقبح الشتائم، لدرجة أن الرئيس الجزائري لم يسلم منها. وواجه الرعايا الجزائريون حربا نفسية قذرة قادها أعوان الأمن بالمطار، وصلت إلى حد التعذيب مثلما حدث لسامي تنافي، طالب بالجامعة، إذ يقول إنه تعرض للضرب المبرح حتى أصيب بالدوار، وفرض عليه نزع جميع ملابسه بحجة التفتيش، وقيل له هذه الصور ستجدها على موقع اليوتوب، قبل أن ينال حصته من الشتائم..
واستنجد طلبة معهد البحوث بالرئيس بوتفليقة لتسوية وضعيتهم في الجامعات الجزائرية، رافضين العودة إلى مصر.
الجواز الأحمر لتفادي البوليس المصري
ومن حسن حظ الرعية الجزائري ''ب.كمال'' أنه كان يحمل جواز سفر فرنسي جنّبه شتائم البوليس المصري، إذ قال إن أحد أعوان الأمن سب والدته، وعندما أظهر له الجواز الأحمر لم يحرّك ساكنا، ليُسمع كمال ''الشويش'' وابلا من الشتائم والسباب، دون أن يحرّك هذا الأخير ساكنا.
السيد كمال يقطن بالزمالك، ويعمل رفقة زوجته بشركة فرنسية خاصة منذ 5 سنوات، وعاد بنا إلى اليوم الذي سبق موقعة أم درمان، حيث قال إن الخوف من المصريين دفعهم إلى إشعال الشموع، والبقاء طيلة أربعة أيام محاصرين داخل البيت، دون أكل أو نوم، لأن المصريين كانوا يترصدون بالحجارة والعصي كل تحركات الجزائريين بالقاهرة. كما أكد لنا أنه تعرّض لمحاولة اعتداء من قبل أحد من وصفهم ''البلطجية'' بالسكين أثناء المقابلة الأولى بين الخضر والفراعنة.
أما الشاب حمادي سفيان، فمن سوء حظه أنه سافر إلى القاهرة سائحا لمدة 15 يوما فقط بينت له حقيقة المصريين، حسبه. كان سفيان يضع على رقبته وشاحا يحمل الألوان الوطنية، وأول من دخل قاعة الاستقبال بالمطار، وكان في قمة الغضب، ومصرا على فضح الممارسات البوليسية المصرية، إذ قال ضربته شرطية على كتفه ونعتته بمليون ونصف مليون جزمة ''يا بلطجية''، ويا إرهابيين. وحدث أن أراد أحد الجزائريين الاستنجاد بأحد رجال الأمن المسؤولين في المطار لفضح الممارسات المشينة، فقال له بالحرف الواحد ''عادي مافيش حاجة''.
الأئمة المصريون يحرّضون على العنف
وأكد جميع الرعايا الجزائريين بمصر أن الأئمة المصريين حرّضوا الشباب المصري على التظاهر أمام مقر السفارة الجزائرية وحرقها مباشرة بعد صلاة الفجر.


حرمنا من ''لقمة العيش''
بينما تعرّض الرعايا الجزائريون للعنف في المطار، ودّعت الجزائر الرعايا المصريين بالجزائر بالابتسامات، حيث غادر حوالي 300 رعية، حسب مدير أمن المطار الجزائري على متن الخطوط جوية القطرية والمصرية والإيطالية، كان أغلبهم يعمل في مركب أوراسكوم بوهران. وقد أكدوا لنا أنهم عاشوا سنوات جميلة بالجزائر وكان فيها الشعب طيبا وجاؤوا ''لياكلو عيش''، كما قال رضا محمد، الذي عاش أربع سنوات في بلادنا، وتمنى العودة للجزائر، ونفى تلقيه لأية إهانة من جزائري بل قال بصريح العبارة ''الجزائريين كويسين جدا جدا''.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق