أليس لكم إلا العاهرات و''العاهرون''؟ .. العالم يريد الأدلة و أنتم تجرون وراء أكاذيبكم

أخيرا دخل المصريون في الموضوع وشعروا بالحقيقة، وهي أنهم لم يقدموا أي دليل مادي على ما يتحدثون عنه من اعتداءات تعرضوا لها في الخرطوم ولا صور تبين ذلك. وكل ما قدموه للعالم هو مجموعة من العاهرات و''العاهرين'' الذين تجاوزهم الزمن في السينما والمسلسلات التلفزيونية وفقدوا تأثيرهم على الجمهور العربي وتراجعت مكانتهم في الساحة الفنية العالمية، أمام بروز نجوم في نقاط أخرى من المنطقة العربية والإسلامية كتركيا وسوريا.
هؤلاء الذين كانت قاعات السينما الجزائرية تعرض أفلامهم بنصف سعر الأفلام العالمية الأخرى، وأحيانا أقل من نصف، حتى تجلب إليهم مشاهدين، ظهروا وكأنهم لا يعرفون الجزائر وأنهم اكتشفوا هذا البلد يوم 18 نوفمبر الماضي فقط. وهم الآن بصدد البحث عن صور تعبّر عن وجود العنف في الجزائر ولو كانت من عهد حرب التحرير. فلا تستبعدوا أيها الجزائريون إن وجدتم صور مجاهدينا الأبطال ضمن الملف الذي تستعد السلطات المصرية لتقديمه إلى الفيفا كدليل يثبت ''همجية'' الشعب الجزائري. تلك الصور التي أعدها رجال ليست لنا بهم علاقة عرقية ولا دينية ولا لغوية، بل بعضهم ينتمي عرقيا إلى نفس القوة الاستعمارية التي كنا نحاربها. هؤلاء الناس رهنوا مستقبلهم المهني في بلدانهم الأصلية لسبب واحد هو اقتناعهم بشرعية القضية الجزائرية وانبهروا بقوة كفاحه وتحمّله للتعذيب وقساوة الحياة التي فرضها عليهم الاستعمار... ولو تصرف كل هؤلاء المصورين والصحفيين الأوروبيين بنفس المنطق الذي يتصرف به المتطفلون على الفن والثقافة في مصر، لما اكتشف العالم بشاعة المجازر التي ارتكبتها الإدارة الفرنسية في الجزائر أيام حرب التحرير وقبلها.
والأكيد أن الجهل الذي أظهره هؤلاء ''العاهرون'' والعاهرات هو الذي جعل مفكري وكتاب مصر الحقيقيين يتفادون الدخول في هذه الحرب القذرة، وليس فقط وجود رأي آخر على ضفاف النيل يدعو إلى الحفاظ على تماسك الأمة العربية. فالذي يفكر فعلا ويسعى لانتزاع مكان له في ساحة الفكر والكتابة العالمية، يدرك أن التهجم على شعب بأكمله هو دعوة للعنصرية وكل قوانين الكتابة في العالم، سواء كانت كتابة أدبية أو صحفية أو فلسفية... تدين العبارات والألفاظ العنصرية، وبهذه الطريقة تفوقت علينا كل الدول والشعوب التي نعتبرها ستدخل جهنم ونحن ندخل الجنة.
وأخيرا إذا كان أشباه الفنانين في مصر يترجون سيدهم مبارك لقطع العلاقات مع الجزائر ويبحثون عمن يساندهم من الفنانين خارج مصر لفرض الحصار على الجزائر، فالجمهور الجزائري الذي فرضت عليه المسلسلات المصرية أيام التلفزيون الأحادي قرر من تلقاء نفسه تغيير الوجهة، بمجرد ظهور الفضائيات.

Iouanoughenem@yahoo.fr

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق