عنتر يحي مدافع بوخوم الألماني لـ''الخبر'' : ''دفنــّا غروركم ''يا فراعنة'' ولسنا بحاجة إلى تشجيعاتكم في المونديال''

رغم الهدف التاريخي الذي وقعه في مرمى عصام الحضري في المباراة الفاصلة ضد المنتخب المصري، إلا أن مدافع الخضر عنتر يحي بقي متواضعا وأكد في هذا الحوار أن التأهل إلى المونديال صنعه الجميع من لاعبين وجهاز فني ومسؤولين وكل الشعب الجزائري. كما اعتبر أن الغرور المصري قد تم دفنه في السودان وأن المصريين سيبقون يدفعون ثمن الدم الجزائري الذي أهدروه في القاهرة.
كدت تطير من الفرحة بعد نهاية المباراة الفاصلة ضد المنتخب المصري، فكيف عشت تلك اللحظات؟
صراحة لا يمكنني التعبير عن فرحتي بالتأهل إلى المونديال، وأظن أن الأجواء التي صنعناها رفقة أنصارنا في ملعب أم درمان بالخرطوم غنية عن كل تعليق.لقد بهرنا العالم وأكدنا أحقيتنا ببلوغ المونديال. وهذه الفرحة ستستمر أياما وأسابيع.
سجلت هدفا تاريخيا في مرمى عصام الحضري أهّلنا إلى المونديال، فهل كنت تتوقع التسجيل في مباراة فاصلة؟
هذا الهدف هو الأغلى والأجمل في مشواري الكروي، لكن ما أريد قوله أنني لست الوحيد الذي ساهم في تأهّلنا إلى المونديال، بل كان ذلك ثمرة تضافر جهود الجميع من زملائي اللاعبين ومسؤولين والطاقم الفني، وحتى الطبي الذي أشرف على متابعتنا وتحضيرنا للمباراة دون أن أنسى جمهورنا الذي ساندنا منذ بداية التصفيات، وحضر بقوة إلى السودان من اجل دعمنا.
كيف كان شعورك وأنت بصدد تصويب الكرة؟
ركزت كثيرا أثناء تصويبي الكرة في مرمى الحارس عصام الحضري واستعنت بكامل قوتي أثناء قذف الكرة ولم اترك أية فرصة للحارس عصام الحضري لصدها، فبعد مرور الوقت وسيطرتنا على مجريات اللقاء شعرت بقدرتي على التسجيل. ولذلك فضلت مساعدة زملائي في الهجوم إلى أن جاءت الفرصة المواتية التي حولتها إلى هدف. وأشكر بالمناسبة زميلي زياني الذي منحني كرة على طبق من ذهب وقدم مردودا كبيرا في المباراة وكانت أغلب الأهداف التي سجلناها في التصفيات عن طريق تمريراته الدقيقة.
لكنك لم تتمكن من مواصلة المباراة بسب الإصابة التي تعرضت لها ألم تخشى تكرار سيناريو لقاء القاهرة؟
كنت واثقا من أن زميلي زاوي قادر على تامين الدفاع رفقة حليش وبوفرة. وهو وما حدث فعلا في اللحظات الأخيرة من زمن المباراة التي عشناها جميعا على الأعصاب. ولولا الآلام الحادة التي عاودتني في الشوط الثاني لما تركت مكاني.
إذن غامرت في تلك المباراة وتحديت الإصابة، أليس كذلك ؟
بالفعل فطبيب فريقي الألماني بوخوم تنقل معي وأشرف على علاجي واخبرني بأنني سأغامر إذا شاركت في المباراة الفاصلة بالسودان. وهناك احتمال كبير أن تتعقد إصابتي لكنني فضلت المخاطرة من اجل بلدي، وكنت مستعدا للّعب ضد المنتخب المصري بقدم واحدة إذا استدعى الأمر ذلك.
لماذا؟
لأن ما حدث لنا ولأنصارنا في القاهرة لم أشاهده من قبل، ولا يتصوره العقل. لقد تجرّد المصريون من القيم الرياضية والإنسانية وعاملونا كأننا أعداء وأظهروا حقدا واضحا، كما تمادوا في غرورهم.. ولو فازوا علينا بكرة نظيفة وأحسنوا استقبالنا في القاهرة لكنت أول من يهنئهم على التأهل إلى المونديال، فهم لم يهضموا الحقيقة بأننا الأقوى والأحسن واحتلالنا الريادة منذ بداية التصفيات لم يكن وليد صدفة بل كان نتاج عمل كبير.
هل تعتقد، بعد فوزكم على المنتخب المصري بأرمادة من نجومه في مباراة فاصلة، بأنهم سيعترفون بقوتكم وأحقيتكم في التأهل إلى المونديال؟
صدقني لا يهمني رد فعل المصريين بعد تأهلنا. والسودانيون، بل العالم كله شاهد المباراة التي جرت في أجواء عادية ولم تحدث أية تجاوزات فيها. وكان جمهورنا رياضيا ناصرنا بطريقة مميزة وأعطانا الدعم الكبير منذ أن وطئت أقدامنا أرضية الميدان. تعرضنا إلى الظلم في القاهرة لكن عدالة السماء أنصفتنا واستطعنا دفن غرور المصريين وإقصاءهم من حلم بلوغ المونديال. وأقول لكل مصري اعتدى على الجزائريين في القاهرة لسنا بحاجة إليكم لمناصرتنا في المونديال.
ينتظر مطلع السنة القادمة الموعد الإفريقي في أنغولا التي ستحتضن كأس أمم إفريقيا، فما هي طموحاتكم في هذه المنافسة؟
أعلم أن مستوى المنتخبات الإفريقية تحسن كثيرا في السنوات الأخيرة، لكن في المقابل منتخبنا تحسن أيضا، وصرنا من بين المنتخبات الأقوى في القارة السمراء. ولهذا استهداف التاج الإفريقي حق مشروع وليس حلما؛ لأننا نملك كل الإمكانيات التي تسمح لنا بالتتويج بكأس أفريقيا والعودة بقوة بعدما غابت الجزائر عن الموعد في الطبعتين السابقتين.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق