''الفراعنة'' سجّلوا أكثـر من هدف ولم يتأهّلوا
مفارقات غريبة تعبّد طريق ''الخضر'' إلى المونديال
لا يمكن الحديث عن مباراة مصر والجزائر التي انتهت أول أمس، بانتصار ''الفراعنة'' بهدفين دون رد على ''الخضر'' في إطار التصفيات المزدوجة لكأسي أمم افريقيا والعالم 2010، دون العودة إلى المفارقات الغريبة التي تربط المنتخبين كرويا، وتصبّ في كل مرة في صالح الجزائريين.
سبق وأن تحدثنا عن المفارقات في الأهداف المسجّلة من طرف المنتخب المصري في مرمى الجزائريين خلال كل المباريات التي تحتفظ بها الذاكرة الكروية، وحدّدت عدد الأهداف المسجّلة من طرف ''الفراعنة'' في مرمى ''محاربي الصحراء''، بشكل غريب، تأهّل أو إقصاء المنتخب المصري.
الهدف الثاني لمصر يعزّز ''سخرية الأقدار''
بشكل أوضح، فإن المنتخب المصري كسب رهانات مهمّة أمام المنتخب الجزائري كلّما سجّل هدفا واحدا فقط بملعب القاهرة، حيث سبق لمنتخب مصر أن تأهّل إلى نهائيات الألعاب الأولمبية 1984 بلوس أنجلس الأمريكية، عندما فاز بنتيجة هدف دون رد في لقاء الإياب بمصر، وبلغ ''الفراعنة'' مونديال إيطاليا 1990، عندما فازوا علينا سنة 1989 بهدف يتيم، وبلغ منتخب مصر أيضا نهائيات كأس أمم افريقيا 1996 بجنوب افريقيا رفقة الجزائر، وانتهت مباراة الإياب بين المنتخبين بمصر في إطار المجموعات، بنتيجة 1ـ1، أي أن منتخب مصر سجّل هدفا واحدا، حين ضمن التأهّل.
وبالمقابل، فإن تسجيل منتخب مصر أكثر من هدف أمام الجزائر بالقاهرة، يكون نقمة حقيقية على ''الفراعنة''، وتشهد المباراة التاريخية، بين مصر والجزائر سنة 2001 بملعب القاهرة في إطار تصفيات المجموعة لبلوغ مونديال كوريا الجنوبية واليابان سنة 2002، على ذلك بالدليل والحجّة.
ونتذكّر جميعا، مثلما يتذكّر المصريون، أن مباراة الذهاب بين المنتخبين بمصر انتهت بنتيجة 5 ـ 2 لصالح أصحاب الأرض، غير أن ''الفراعنة'' لم يضمنوا التأهّل إلى المونديال الآسيوي، بعدما فرض عليهم عناصر ''الخضر'' نتيجة التعادل 1ـ1، وتأهّل السنيغال عن تلك المجموعة.
وبما أن لعبة المفارقات ''رفضت'' أول أمس، أن تخرج عن ''قاعدة الهدف الواحد في القاهرة الذي يؤهّل ''الفراعنة'' إلى موعد رياضي كبير''، جاء الهدف الثاني ليعزّز ''سخرية الأقدار''.
فقد ارتأت لعبة الأرقام أن تضيف هدفا ثان لمنتخب مصر أمام الجزائر، حتى لا يكون عليه الخروج من المونديال الإفريقي رغم تحقيقه للمعادلة الصعبة بتسجيله للهدف الواحد المطلوب أمام الجزائر، حيث مدّدت ''لعبة المفارقات'' ''السوسبانس الهيتشكوكي'' للمصريين، وجعلت منتخب مصر يسجّل الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع، دون أن تزيح ''الخضر'' من مونديال جنوب افريقيا، وبعثت بالمنتخبين إلى المباراة الحاسمة في السودان يوم الأربعاء التي تضمن الإبقاء على ''قواعد اللّعبة''.
الملعب المحايد نقمة أخرى على ''الفراعنة''
بما أن المفارقات أقوى، على ما يبدو، من مشعوذي وسحرة المصريين، فإنها قادت تشكيلة المدرّب المصري حسن شحاتة إلى ''المصير المحتوم''، وهو فصل آخر وأخير من ''ذاكرتها الكروية'' التي تعبّد طريق المونديال لـ''الخضر''.
وتحتفظ الذاكرة الكروية بأن المنتخب الجزائري كان الأقوى في ثلاث مناسبات جمعت المنتخبين المصري والجزائري في ملعب محايد، حيث سبق للنخبة الوطنية أن تأهّلت، كما ذكرنا في عدد أمس، إلى نهائي كأس أمم إفريقيا على حساب مصر في نيجيريا سنة 1980، ونال المنتخب الجزائري المركز الثالث في دورة كوت ديفوار سنة 1984 أمام ''الفراعنة''، وفاز منتخبنا في نظام المجموعات لدورة تونس 2004 على المصريين، ما يعني منطقيا أن إقامة مباراة مصر والجزائر الفاصلة بملعب محايد، يصبّ في صالح نخبتنا الوطنية، ويمنع ''الفراعنة'' من أية فرصة لمخالفة القاعدة، خاصة وأن الملعب المحايد هو نذير شؤم على ''الفراعنة'' الذين فشلوا في التأهّل سنة 1993 أمام زيمبابوي في ملعب ليون الفرنسي بعد نهاية المباراة بالتعادل 0/.0
ويمكن القول إن عدم انتزاع ''الخضر'' لتأشيرة المونديال من أرض ''الفراعنة'' كان أحد المشاهد المهمّة، التي تخدم الجزائريين أكثـر ممّا تضرّهم، رغم وقع الهدف الثاني للاّعب عماد متعب، حيث جعل كل الجزائريين في منأى عن تجاوزات أو اعتداءات أخطر من المصريين، طالما أن الرشق بالحجارة والمضايقات والاعتداءات كانت السمات البارزة لسلوكات أحفاد ''الفراعنة'' أمام الجزائريين، قبل موعد تلك المباراة، حيث إن انتزاع تأشيرة التأهّل من بلد محايد، يضمن سلامة كل الجزائريين عند عودتهم إلى أرض الوطن.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق