إذا كان المدرب الوطني رابح سعدان قد انتهج خطة حذرة في آخر لقاء من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 أمام المنتخب المصري بالقاهرة، لغلق كل المنافذ الموصلة إلى شباك الحارس فاواوي، أو على الأقل، تفادي الخسارة بفارق أكثـر من هدف واحد، فإنه سيضطر هذه المرة إلى لعب أوراقه كاملة في مباراة فاصلة تتطلب تحقيق الفوز.
ولا يستبعد أن يعود ''الشيخ'' سعدان إلى طريقة اللعب 3/5/2 للتحكم في مجريات اللعب وإجبار المنافس على الركون إلى الوراء. وتجلى هذا الطرح من خلال تصريحات المدرب الجزائري لدى وصوله إلى العاصمة السودانية الخرطوم. حيث أوضح بأن أداء التشكيلة الوطنية سيكون أحسن منه بالقاهرة يوم 14 نوفمبر الماضي، رغم غياب الثنائي فاواوي ولموشية بسبب العقوبة، واحتمال غياب البعض الآخر بداعي الإصابة على غرار عنتر يحيى، لأن رفاق زياني سيكونون محررين من الضغوط التي مورست عليهم في المباراة السابقة. وأبدى رابح سعدان تفاؤله باقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، بعد أن اقتنع بهشاشة الدفاع المصري الذي ارتبك في لقاء 14 نوفمبر رغم تواجد مهاجم واحد في الخط الأمامي ممثلا في رفيق صايفي. كما أن تقدم لاعبي ''الفراعنة'' في السن لا يخدم مصلحة المنتخب المصري بخصوص الاسترجاع خلال 96 ساعة، خاصة أن بعض اللاعبين لم يظهروا أشياء كثيرة في المباراة السابقة على غرار أبو تريكة وعمرو زكي وحتى زيدان، إضافة إلى إرهاقهم مع نهاية المباراة، على عكس العناصر الجزائرية الشابة القادرة على استعادة أنفاسها خلال هذه الفترة الزمنية القليلة. وانطلاقا من هذا، سيبني رابح سعدان خطته لهذه المواجهة التي سيلعب فيها كامل أوراقه، حيث ينتظر أن يخلف حارس وفاق سطيف شاوشي زميله فاواوي المعاقب، ويحتفظ بعناصر الخط الخلفي باستثناء لاعب نادي بوخوم الألماني عنتر يحيى الذي تبقى مشاركته غير مؤكدة بسبب معاناته من الإصابة التي عاودته في الدقائق الأخيرة من المباراة السابقة. وفي هذه الحالة، سيضطر المدرب إلى تعويضه بمدافع الوفاق العيفاوي، في حين سيكون حليش حاضرا في المباراة بعد تماثله للشفاء. وتبقى أمام المشرف الأول على العارضة الفنية لـ''الخضر'' عدة خيارات على مستوى وسط الميدان، رغم غياب لاعب الوسط الدفاعي لموشية، المعاقب. حتى ولو أن المعطيات تشير إلى تجديد ثقته في الثلاثي منصوري، مغني وزياني، الذين تركوا انطباعا حسنا في المباراة السابقة، مع احتمال إقحام كل من يبدة وبزاز خلال المباراة. وفي الخط الأمامي، يرتقب أن يعتمد المدرب الوطني على مهاجمين اثنين من أجل الوصول إلى مرمى عصام الحضري، من خلال تجديد الثقة في صايفي وإقحام غزال في بداية المباراة.
ومن جهة أخرى، وفي ظل حنكة المدرب سعدان ودهائه في مجال التدريب وتسيير المباريات، سوف لن يترك الفراغات للمنافس لشن هجمات مرتدة قاتلة، لأن المدرب المصري حسن شحاتة يرتقب أن يلجأ إلى هذه الخطة لتفادي إرهاق لاعبيه وترك المبادرة لـ''الخضر'' من أجل مباغتتهم من الجهة اليسرى، كونه يعلم جيدا أن بناء اللعب الهجومي من الجزائريين يقوم به المدافع الأيسر نذير بلحاج.
? المصدر :الجزائر: أ. أيمن
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق