أكد إطار سام في شركة ''أوراسكوم '' للبناء بوهران، أنه لم يتم تسجيل أي جريح ولو خفيف في صفوف العمال المصريين المقيمين في قاعدة الحياة بقرية الشهايرية بدائرة بطيوة بوهران. وأضاف ''إننا لم نتمكن من إقناع العمال المصريين بالبقاء في الجزائر. ونخاف من رد فعلهم العنيف تجاهنا نحن أبناء بلدهم''.
بعد ''دعاية الاعتداء'' على عمال شركة ''أوراسكوم'' للبناء في قاعدة الحياة التي يقيمون فيها في قرية الشهايرية بدائرة بطيوة بولاية وهران، والتي روجت لها القنوات التلفزيونية المصرية طيلة ليلة الأحد الماضي، تأكدت ''الخبر'' أن المواطن المصري الذي تكلم مع قناة المحور هاتفيا وادعى أن اسمه ممدوح، هو في الحقيقة إطار في شركة ''أوراسكوم'' واسمه الحقيقي ميخائيل. م ويقيم في شقة فاخرة وسط مدينة وهران. ولم يكن في وقت الأحداث التي شهدتها قاعدة الحياة في الشهايرية في عين المكان، بل كان في الشقة التي أجّرتها له الشركة المصرية وسط مدينة وهران. وقد أثارت المكالمة الهاتفية لهذا الإطار المصري الفزع خاصة وأنه وجه اتهاما خطيرا لمصالح الدرك الوطني.
ومعلوم أن مسيري هذه الشركة المصرية واجهوا العديد من المشاكل مع العمال الجزائريين، الذين نظموا العديد من الاحتجاجات لأسباب مهنية بحتة، خاصة منها التأخر في دفع رواتبهم. إلا أنه مباشرة بعد انتهاء مقابلة السبت الماضي، خرج المصريون في قرية الشهايرية من قاعدة الحياة التي يقيمون فيها وشرعوا في استفزاز سكان القرية عن طريق التفوه بالشتائم. ''قلنا إنه من حقهم أن يعبّروا عن فرحتهم بفوز فريقهم. ثم إن الكثير منهم كانوا في حالة سكر ولم نقترب منهم، ولكننا أبلغنا مصالح الدرك الوطني ورئيس بلدية عين البية بالأمر وطلبنا حمايتهم، خاصة وأن مركز الحياة يقيم فيه أكثر من 1300 عامل مصري وخشينا أن يتجرأوا ويهجموا على القرية'' كما يقول سكان الشهايرية، الذين التقيناهم صباح أمس.
ومباشرة بعد نشوب المناوشات، انتقل مسؤول كتيبة الدرك الوطني لبطيوة إلى قاعدة الحياة بالشهايرة، وتفرّق شباب القرية. وعندما حاول الحديث مع العمال المصريين قابلوه بعنف منقطع النظير، حيث رموه بالحجارة وأصابوه في الرأس وطلبوا منه أن يطلق النار على سكان الشهايرية.
وقبلها حاول العمال المصريون نزع السلاح الناري من أعوان الأمن العاملين في الشركة الخاصة ''إي. أس.أس'' ليهاجموا بها سكان قرية الشهايرية. ولولا رزانة أعوان الأمن الجزائريين لوقعت الكارثة.
وعندما كانت الأمور مرشحة للانحراف، قررت القيادة الولائية للدرك الوطني لوهران، إرسال مجموعات التدخل السريع التي أحاطت قاعدة الحياة التي يقيم فيها المصريون بحزام أمني لحمايتهم. وفي ذات الوقت لم تسجل المصالح الإدارية لشركة أوراسكوم أي جريح ولو خفيف في صفوف العمال المصريين، وهو ما تأكدت منه ''الخبر'' صباح أمس في عين المكان. وأكثر من ذلك حاول العمال المصريون الاعتداء على مسؤولهم الإداري وحجزوه بالقوة في أحد الشاليات، وكانوا مدجّجين بالقضبان الحديدية وفرضوا عليه ترحيلهم إلى مصر في تلك الأثناء وكانت الساعة الواحدة صباحا.
وعندما فشلت كل محاولات إطارات الشركة في إقناع عمالها بالبقاء في الشهايرية التي أرسلت إليها قيادة الدرك الوطني بوهران عددا معتبرا من الأعوان لحماية العمال المصريين، بدأت الحافلات تتوافد إلى القرية. ويظهر أيضا من خلال الحوار الذي أجريناه مع إطارات الشركة المصرية أن الأمور تجاوزتهم هم أيضا.
مع الإشارة أيضا أن النشاطات كانت مشلولة بمشروع مركب الآمونياك التي تشرف على إنجازه شركة ''أوراسكوم'' للإنشاء في المنطقة الصناعية لأرزيو بسبب رفض العمال المصريين الالتحاق بمناصب عملهم.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق