بعد نهاية التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم و افريقيا 2010، تبيّن بأن عدة نقاط إيجابية سجّلت على المنتخب الوطني من حيث التنـظيم والبرمجة وغيرها من الأمور اللوجيستيكية، كما ظهرت عدة نقاط سلبية، وجب التخلّص منها، ويستخلص رئيس ''الفاف'' العبرة منه، قبل الدخول في مرحلة أكبر بلواندا ثم جوهانسبورغ.
وقف جميع الصحفيين الجزائريين على سلبية تعامل ''الفاف'' مع وسائل الإعلام الجزائرية في ظل فوضى عارمة فوق الميدان وأمام غرف تغيير الملابس مع نهاية كل مباراة لـ''الخضر''.
وبدا واضحا بأن محمّد روراوة ''لم يقدر'' على وضع حد للفوضى ومعاناة الصحفيين، وفشل في تنظيم طريقة التعامل مع الإعلاميين الجزائريين لأسباب تبقى غامضة.
والغريب في الأمر أن الصحفيين الجزائريين وجدوا في كل مرة الأبواب موصدة في وجوههم حين يتسارعون لجلب المعلومة أو أخذ الانطباعات من اللاّعبين والمدربين وحتى المسؤولين الجزائريين، بينما يشاهدون، بالمقابل، كاميرات ''كنال بلوس'' الفرنسية، وقد أصبحت من ديكور المنتخب الوطني، بحكم تواجدها في فندق ''الخضر'' منذ لقاء الجزائر أمام رواندا بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
والأخطر من ذلك، أن التمييز طال حتى الإعلام السمعي البصري الجزائري، فحتى التلفزيون الجزائري، وهو التلفزيون الرسمي، لم يحض بالإمتياز الذي منحه محمّد روراوة لـ''كنال بلوس'' و''فرانس 2''.
ولم تختلف معاناة صحفيي ''اليتيمة'' من معاناة إعلاميي الصحافة المكتوبة، رغم أن التلفزيون دفع أكثر من عشرين مليار سنتيم لـ''الفاف''، نظير شراء حقوق البث والتصوير. كما وقف الكل على تواجد بعض الإعلاميين، يقولون بأنهم يملكون مواقع إلكترونية بأوروبا وكندا، قريبين من ''الخضر'' بل وأصبحوا يقيمون مع اللاعبين في الفندق، شأنهم في ذلك شأن بعض الإعلاميين الفرنسيين الذين فتحت لهم الأبواب على مصراعيها ونقلوا ما أرادوا من صور وحوارات للنخبة الوطنية، في حين، حرم مئات الصحفيين الجزائريين الذين يتابعهم ملايين الجزائريين عبر الصحف اليومية، من أخبار وتصريحات وصور لاعبي ''الخضر'' في القاهرة وفلورانس الإيطالية وبني مسّوس بالجزائر والخرطوم، قبل وبعد المباراة، وألزم رئيس ''الفاف'' من خلال التمييز، أن يعمل كل صحفي جزائري بمقولة ''طاف على من طاف''، في رحلة البحث عن المعلومة الصحيحة.
وحتى لا نشكّك في نوايا مسؤولي ''الفاف'' في كيفية التعامل مع الصحافة، فإن قوانين ''الفيفا'' و''الكاف'' واضحة في هذا المجال، حيث تفرض على المنتخبات تنصيب لجنة الإعلام لكل منتخب، وتبرمج الندوات الصحفية قبل وبعد المباريات.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق