بعد مرور 32 سنة من مشاركة المنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين، ستكون الجزائر البلد العربي الوحيد المشارك في نهائيات كأس العالم 2010، حيث سيحمل ''الخضر'' آمال الأمة العربية قاطبة، وهو سلاح ذو حدين، فبقدر ما يزيد أشبال المدرب رابح سعدان إصرارا وعزيمة على الظهور بوجه مشرف، بقدر ما يزيد الضغط على التشكيلة الوطنية التي قد يعجز عناصرها الشابة عن تحمّل هذه المسؤولية الكبرى.
فإذا كان المنتخب الجزائري الذي شارك في مونديال إسبانيا قد شاركه في حمل آمال العرب المنتخب الكويتي، مما جعله يخوض المنافسة متحررا من أي ضغط، خاصة وأنها كانت المشاركة الأولى للجزائر في أكبر منافسة عالمية، فإن قاهري المنتخب المصري في آخر محطة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 سيلعبون تحت ضغط رهيب بعد إقصاء كل المنتخبات المتعودة على الحضور في العرس العالمي على غرار تونس التي ضيعت فرصة المشاركة في المونديال للمرة الرابعة على التوالي، والسعودية التي سدت الأبواب أمامها من قبل البحرين في اللقاء الفاصل الآسيوي دون أن يتمكن هذا الأخير من إسعاد الجماهير العربية في اللقاء الفاصل الثاني أمام ممثل أوقيانوسيا منتخب زيلندة الجديدة. أما المغرب الذي شارك أربع مرات في تاريخه الكروي، حيث كان حضوره آخر مرة في مونديال 1998 بفرنسا، فقد كان خارج الإطار تماما، بدليل إخفاقه في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا واحتلاله المرتبة الأخيرة ضمن مجموعته. صحيح أن مشاركة عدة منتخبات عربية في دورة واحدة من المونديال قد تسمح لأحدها بأداء مشوار جيد مثلما حدث في دورة 1986 حين كانت الجزائر والعراق والمغرب حاضرة في المكسيك، حيث توصل ''أسود الأطلس'' إلى اجتياز الدور الأول عقب الفوز الباهر على البرتغال 3/1، لكنها، بالمقابل قد تلعب دورا سلبيا من خلال تهاون المنتخبات المشاركة مثلما حدث في مونديال 1998 حيث ودعت كل من تونس والسعودية والمغرب المنافسة في الدور الأول. أما دورات 1990 و1994 و2002 و2006 التي عرفت مشاركة بلدين عربيين اثنين، فقد كانت مخيبة للآمال باستثناء المشاركة المشرفة للسعودية في أول حضور لها عام 94 بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصل رفاق العويران، قاهر بلجيكا بلقطة تاريخية، إلى الدور الثاني، في حين خرج المغرب في الدور الأول. وكانت مشاركة مصر والإمارات ''''1990 بإيطاليا، وتونس والسعودية في دورتي 2002 و2006 متواضعة جدا، حيث انهزم الثاني في دورة اليابان وكوريا الجنوبية بثمانية أهداف أمام ألمانيا. كما أن تونس، ورغم حضورها في العرس العالمي أربع مرات في تاريخها، إلا أنها عجزت عن اجتياز الدور الأول أو على الأقل تسجيل مفاجأة في مباراة كبيرة، مما يعني أن مشاركاتها كانت سلبية عموما. فهل سيكون ''الخضر'' في حسن ظن الجماهير العربية ويترك بصماته في بلاد نيلسون مانديلا؟
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق