لن يكون المنتخب المصري حامل اللقبين الإفريقيين الأخيرين حاضرا في العرس العالمي بداية جوان القادم، بعدما أثبت المنتخب الجزائري جدارته في ذلك، وتلقى بذلك العقيد المتقاعد من الجيش المصري رئيس الاتحاد الكروي، سمير زاهر، صفعة قوية وهو الذي ظل مدعما من قبل العائلة الحاكمة الممثلة في نجلي مبارك علاء والرئيس المقبل لمصر جمال.
خطّط سمير زاهر لكل شيء حتى يسقط المنتخب الوطني منذ بداية الشطر الثاني من التصفيات، ونسي بأن منتخبه الذي ظل قويا مدة أربع سنوات، مقبل على التقاعد ولاعبيه أصبحوا ''عجائز'' لا يقدرون على اللعب أكثر من أربعين دقيقة. وعوض أن يقبل زاهر ونجلا مبارك بأن كرة القدم ما هي إلا رياضة تجمع الشعوب حولها ويجب تفادي تسييسها، راحوا يضعون المكائد للإطاحة بالمنافس الجزائري بطرق ملتوية من خلال ضبط سيناريو الهجوم على حافلة ''الخضر'' عند مدخل فندقهم بالقاهرة قبل الانتقام من الجمهور الجزائري في نهاية المباراة.
لكن ما حدث للمصريين في أرض السودان أثبت بأن تشكيلة شحاتة هشة بعيدا عن جحيم ملعب القاهرة، وأنه من الأجدر على المدرب الزملكاوي البحث عن عناصر شابة أكثر انتعاشا بدنيا لأنها نهاية جيل أبوتريكة الذي فقد مصداقيته عند الجمهور الجزائري بعدما تعمّد عدم احترام النشيد الوطني الجزائري في القاهرة السبت الفارط. انتصار ''الخضر''، أمس، هو في الحقيقة انتصار للاّعبين وللمدرب رابح سعدان ولكل المناصرين الذين شدّوا الرحال نحو السودان والذين بكوا لما وقع لهم في القاهرة جراء عنف الشرطة المصرية وانتقام ''جنود'' سمير زاهر بقيادة سكرتيره الخاص وليد مهدي، المعروف عند الجميع بصاحب المهمات القذرة في محيط الاتحاد المصري.
دون شك، سيعود سمير زاهر إلى القاهرة محمّلا بالأثقال، ويفتح ملفه مع العدالة، حيث توبع رئيس الاتحاد المصري قبل سنتين بتهم النصب والاحتيال، وسعى لتوظيف منصبه الكروي للتقرّب من عائلة مبارك كي يسير ملفات العدالة في الكواليس. لكن هذه المرة الشعب المصري سينقلب عليه وسيزول الغطاء السياسي عليه، وسيدفع نحو بوابة الخروج ويدخل معارك العدالة. فقد انتهت المسرحية ''القذرة'' وأسدل الستار على ''العار''، وانتهى الدّرس يا سمير يا زاهر. فالجزائر أخذت بثأرها رياضيا منك، فخلّفت وراءك الإهانة وأمامك إهانة أكبر في عدالة بلدك.
من جهتهما، نجلا مبارك اللذان، وإن لم يصرّحا بتاتا للصحافة الجزائرية طوال هذه الفترة، فإنهما سيواجهان غضب الشارع المصري في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي يعوّل عليها جمال كي يخلف والده حسني مبارك. وما قام به المسؤولون المصريون الذين خانوا الأمانة عندما لم يلتزموا بحماية ضيوفهم في القاهرة، سيبقى وصمة عار في جبينهم حتى وإن كان معظم الشعب المصري شعبا متسامحا وغير عنيف.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق