المعركة ليست في الميدان فقط
المناوشات بين الأنصار الجزائريين والمصريين بدأت في الخرطوم
باشر أنصار المنتخب الوطني عملية غزو العاصمة السودانية الخرطوم منذ ساعات متأخرة
من ليلة أول أمس، حيث توافد عدد كبير منهم على أمل حجز غرف في الفنادق لزملائهم
الذين وصلوا تباعا، صباح أمس، قادمين من مختلف مطارات بعض الدول الأوروبية
وبالأخص من فرنسا وإنجلترا وكذا إسبانيا.
وما إن وطأت أقدامهم السودان، ورغم وصولهم في ساعات متأخرة من الليل، إلا أن أنصار المنتخب الوطني الأوائل لم تنقطع أهازيجهم وحوّلوا العاصمة الخرطوم الهادئة إلى مدينة ستحبس بالتأكيد أنفاسها إلى غاية انتهاء المقابلة. وهو ما كشف عنه سائق سيارة أجرة، الذي قال ''بقدر ما نحن سعداء باحتضاننا مباراة الفصل بين الجزائر ومصر، بقدر ما نحن أيضا خائفون من حدوث تجاوزات بين الطرفين، بدليل أن مناوشات حدثت مباشرة بعد وصول الفوج الأول من أنصار المنتخبين إلى مطار الخرطوم، ولحسن الحظ تدخلت عناصر الشرطة السودانية التي فرقتهم وطلبت منهم احترام السودان كبلد محايد''.
أنت جزائري أم مصري؟
وعند تجوالنا بشوارع الخرطوم التي تعرف بناياتها عمليات ترميم واسعة، لاحظنا تواجد الأعلام الوطنية في شرفات الفنادق الضخمة والمتواضعة، لنقترب من مبنى فندق ''الخرطوم بالاس''، وما إن وصلنا إلى المدخل الرئيسي، حتى اقترب منا شخص طرح علينا مباشرة سؤالا بلهجة غريبة، قائلا ''لا توجد غرف للحجز في هذا الفندق''، وعندما أجبته بالقول: ''بلعقل خوفتنا'' حتى ضحك وقال ''أنت جزائري تاوعنا.. حسبتك مصري فأنت تشبههم''.
وكم كانت دهشتي كبيرة عندما أخبرني رشيد من مدينة كان الفرنسية، قائلا ''ما إن انتهت المباراة أمام مصر، مباشرة، حتى ذهبت للأنترنت لمعرفة الخطوط الجوية التي بإمكانها نقلي إلى الخرطوم.. ولحسن الحظ أجبرت رفقة خمسة من أصدقائي على الذهاب إلى دبي الإماراتية للمجيء هنا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية''.
وفي رده على سؤالنا، هل تعمل بالفندق حتى تقول لنا إن الغرف محجوزة، رد ضاحكا ''اتفقت رفقة أصدقائي على منع المصريين من الحجز في هذا الفندق تفاديا لأي مناوشات، وبصراحة كرهتهم المصريين''، على حد قول رشيد الذي ختم حديثه معنا بعد أن دلنا على مكان إقامة بعض الجزائريين بفندق أفريكا بوسط العاصمة السودانية ''دماء الجزائريين لن تذهب سدى وسنتأهل إن شاء الله إلى المونديال رغم أنف المصريين..''.
السن بالسن.. والبادئ أظلم
وفي طريقنا إلى فندق أفريكا بوسط العاصمة السودانية، التقينا بعض أنصار المنتخب الوطني يجوبون شارع المطار (أحد الشوارع المهمة في الخرطوم) رافعين الرايات الوطنية... وما إن قدمنا أنفسنا، حتى قال لنا أحدهم، فيصل من باب الواد، بطريقة عنيفة وبعفوية ''تمنيت لو لعبت المباراة الفاصلة في القاهرة، لأنني تألمت كثيرا لما حدث للجزائريين وتمنيت أيضا لحظتها أن أكون وسطهم للقتال''، قبل أن يضيف ''هنا في السودان سنظهر لهم من نكون وسنهزمهم بحول الله ونتأهل إلى المونديال'' على حد تعبير فيصل الذي قال لنا إنه ذاهب رفقة أصدقائه الثلاثة إلى مقر إقامة المنتخب المصري ''للتشويش عليهم''.
فيصل ليس الجزائري الوحيد الذي كشف لنا أنه عازم على فعل أي شيء نصرة للمنتخب الوطني، فهناك العديد من الجزائريين هنا في الخرطوم لا حديث لهم إلا عن الطريقة التي بإمكانهم النيل بها من معنويات التشكيلة المصرية، حيث كشف الصديق من وهران ''صاحبي، كيما دارولنا نديرولهم''، متابعا بالقول ''لو كان جاو ليهود لما فعلوا بهم مثل الذي فعلوه هم''. وبعيدا عن حرارة الجزائريين التي فاقت كل التوقعات، التقينا جعفر العنابي (تاجر بزناسي)، فكان حواره معنا معتدلا، حيث بدا مقتنعا أن المنتخب الوطني قادر على كسب تأشيرة التأهل إلى المونديال دون اللجوء إلى أي طريقة أخرى، قائلا: ''لدينا منتخب وطني محترم وأنا على يقين أن رفاق زياني سيسعدون الـ35 مليون جزائري..''.
هذا ومن المنتظر أن تعج أزقة شوارع الخرطوم، صباح اليوم، بأعداد هائلة من أنصار الخضر المتوقع قدومهم من الجزائر ومن مختلف العواصم الأوروبية.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق