نجح محمد روراوة في الانضمام لقائمة رؤساء الإتحادية الجزائرية لكرة لقدم الذين صنعوا التاريخ الكروي الجزائري، بتأهيل المنتخب الوطني للمرة الثالثة إلى العرس العالمي، بعد إلحاح صقال بن علي سنة 82 بإسبانيا في عهد الوزير حوحو وميكيراش وسنة 86 بالمكسيك في عهد الوزير منتوري، في حين يبقى عمر كزال الرئيس الوحيد الذي جلب اللقب القاري للجزائر سنة .90
حتى وإن كان الرئيس السابق حميد حداج شارك في مسيرة الألف ميل للمنتخب الوطني نحو بلد مانديلا الصيف القادم، خلال الشطر الأول من التصفيات المزدوجة، فإن الرئيس الحالي محمد روراوة نجح في كسب الرهان الذي قطعه على نفسه بعد عودته لقصر دالي براهيم بداية الشتاء الفارط، وذلك بالرغم من أن لا أحد كان يتوقع أن تقلب الجزائر موازين القوى مع بطل إفريقيا وتزيح الفراعنة من الطريق نحو جوهانسبورغ.
ولعل عودة محمد روراوة لمقاليد ''الحكم'' في الإتحادية بعد عهدة أولى انتهت بجدل كبير مع الوزير السابق يحيى فيدوم حول نجاحه فيها إداريا وتنظيميا وفشله الفني بسبب إقصاء الخضر من دورة مصر ,2006 ساهمت بقسط وفير في تقوية المنتخب الوطني من حيث الاستقرار وفرض الانضباط وسط المجموعة، إضافة إلى جلبه للإمكانيات المالية التي سمحت بترتيب بيت الخضر بشكل كبير، كتنظيم تربصات في أماكن عالية المستوى وتسخير طائرات وتقديم منح وعلاواة تفوق التوقعات وتسوية مشاكل اللاعبين بسرعة، بما في ذلك التكفل الطبي بهم في أحسن العيادات والمستشفيات الفرنسية.
ويجزم كل العارفين بخبايا الإتحادية أن الحاج روراوة وبعد عهدته الأولى وانضمامه للمكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم سنة 2004 كسب خبرة كبيرة في مجال التسيير الإحترافي، ليس فقط للمنتخبات الوطنية وإنما للفدراليات، ليكسب ود رئيس الكاف عيسى حياتو الذي وضعه في عدة لجان للكاف، من ذلك لجنة المنافسة ولجنة الإعلام، ويتربع على عرش الكرة العربية من خلال توليه مقاليد تسيير الإتحاد العربي لسنوات عديدة، قبل أن يضع قدمه في الاتحادية الدولية لكرة القدم سنة 2005 ويخطف أنظار السويسري بلاتير، الذي عيّنه في لجنة سياسية هامة سمحت للجزائري من الاحتكاك بعالم كرة القدم في مستواها الدولي ويكسب خبرة علاقات لا تقدّر بثمن وظّفها محمد روراوة ليس فقط لصالح الكرة الإفريقية وإنما لصالح الجزائر كذلك، حيث لم يعد بإمكان أي اتحادية في العالم أن تسرق حق الجزائريين رياضيا أو معنويا، وما حدث للخضر في القاهرة ونجاح روراوة في صراعه مع المصريين الذين لهم باع في هذا المجال دليل على ذلك.
وكشف ''تكالب'' المصريين على رئيس الإتحاد الجزائري تسجيل هذا الأخير لعدة نقاط على حساب ممثليهم سمير زاهر وهاني أبو ريدة، حيث تلقى الجزائري دعم كل الإتحاديات الأوروبية والخليجية والآسياوية في قضية الاعتداء على حافلة الخضر بالقاهرة، كما كشفت هذه الحادثة فعالية روراوة في نقل انشغالات الجزائر على أعلى مستوى في هرم السلطة الكروية العالمية بسرعة البرق، وهي نقاط أضحت تحسب لممثل الجزائر الذي قال: ''للأسف الجزائر ضيّعت سنوات في الجدل العقيم كنا قادرين على استغلالها لتحسين وضع كرتنا المريضة''.
0 تعليقات حول الموضوح:
إرسال تعليق