الحاسوب .. تعريفه و مكوناته

يوصف العصر الحالي بأنه عصر المعلومات
إن تعاملنا مع المعلومات في واقعها الحالي يتطلب استخدام كافة التقنيات الحديثة ، وخصوصا أجهزة الحاسوب بطريقة علمية ومفيدة . فالعقل البشري وحده والمكتبات بمفهومها القديم ليس بإمكانها احتواء وفرز وتصنيف هذا الكم الهائل من المعلومات . لذا فلا بد من استخدام الحاسب الآلي لتنظيم هذه المعلومات و ترتيبها ليسهل علينا استخدامها و الإستفادة منها ، ولعل شبكة الإنترنت أوضح دليل على طبيعة عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم .
لقد دخل الحاسوب في جميع مجالات الحياة ، فلا تكاد تجد بيتاً أو مدرسة أو متجراً أو مصنعاً أو مؤسسة تخلو من الحاسب ؛ لأن التعامل مع الحاسوب أصبح أمراً لا بد منه في عالم يزدهر بالمعلومات ، و ذلك ليتمكن الإنسان من مواكبة التطور الهائل في جميع مجالات الحياة والذي يوفر له من الوقت والجهد الكثير .

الحاسوب
جهاز إلكتروني يستقبل البيانات Data (المدخلا Input ) لمعالجتها و برامج ( programs ) معينة للحصول على المعلومات (مخرجات output )
الحاسوب لا يستطيع أن يقوم بمفرده بأي عمليات حسابية من دون تدخل الإنسان ، والإنسان أيضا لا يستطيع أن يسخر الحاسوب في خدمته من دون وسيلة اتصال تربطه بالحاسوب . و وسيلة الإتصال هذه يطلق عليها اسم البرمجة أو لغة الحاسوب و التي بدونها لا توجد اي فعالية لجهاز الحاسوب .

مميزلت الحاسوب
@ السرعة الفائقة في الأداء: يستطيع الحاسوب أداء اعقد العمليات الحاسبية والمنجطقية المطلوبة بسرعة فائقة

@ الأداء الدقيق للعمليات الحسابية والمنطقية: يستطيع الحاسوب القيام بأداء العمليات الحسابية المعقدة بمنتهى الدقة

@ التخزين والأسترجاع للبيانات: يقوم الحاسوب بتخزين كم هائل من البيانات و المعلومات و البرامج على وسائط التخزين المختلفة ، وبإمكانه تحديد مكان المعلومات المطلوبة و إخراجها للمستخدم بصورة مباشرة

@ عرض المعلومات بوسائط متعددة :قدرة الحاسوب على عرض المعلومات في صور كتابية ، أو صور ثابتة أو صور متحركة أو صور فيديو و هذا ما يسمى ملتميديا multimedia

@ تبادل المعلومات: يمكن عن طريق الحاسوب تبادل المعلومات مباشرة في أماكن متعددة من العالم من خلال شبكات الحاسوب مثل شبكة الإنترنت

@ تنوع أدوات الإدخال و الإخراج: يمكن الفاهم و توصيل المعلومات إلى الحاسوب عن طريق أدوات عديدة كالإدخال عن طريق لوحة المفاتيح والماوس و الماسح الضوئي ، والإخراج عن طريق السماعات والشاشة و الطابعة

@ الإستمرارية: وهي قدرة الحاسوب على العمل لفترات طويلة دون كلل أو ملل



مجالات استخدام الحاسوب
@ الصناعة: يستخدم الحاسوب في مجال الصناعة على نطاق واسع ؛ ليشمل صناعة الآلات والتمديدات الكهربائية وصناعة السيارات والتبريد و الإلكترونيات .

@ التعليم: لقد اصبح الحاسوب ضروريا في عملية التعلم والتعليم ، و لا يخفى على أحد ما له من تأثير واضح في تحسين العملية التعليمية ، وخصوصا بعد شيوع استخدام الإنترنت كمصدر رئيسي للمعلومات للطالب والمعلم ، لذلك فقد انتشر استخدام الحاسوب في المدارس والجامعات انتشارا واسعا .

@ الإتصالات: إن تقنية الإتصالات من أكثر المجالات تأثراً بإستخدام الحاسوب ، بل إن معظم التطور يصب في هذا المجال مما جعل عملية الإتصال سهلة وميسرة .

@ المواصلات: يدخل في صناعة وسائط المواصلات ، وخصوصا ما يتعلق بإدارتها وتنظيمها .

@ الترفيه: يستخدم الحاسوب في مجال الترفيه فهناك الكثير من البرامج والألعاب التي تستخدم لهذا الغرض

@ الأعمال الإدارية: يستخدم الحاسوب في الأعمال الإدارية للمساعدة على تنظيم العمل ، مما يسهل في تنفيذ الغجراءات الإدارية

@ الطب: يستخدم الحاسوب في مجال الطب بشكل كبير للتحكم في بعض الأجهزة التي تستخدم في علاج كثير من الأمراض مثل : مرض القلب ، والأعصاب ، والدماغ ، وغيرها من مجالات الطب ، كما يستخدم لمساعدة الطبيب في تشخيص المرض وعمل التحاليل اللازمة ؛ هذا بالإضافة إلى استخدامه في ملفات المرضى ومواعيد مراجعتهم .

@ البنوك: يستخدم الحاسوب في البنوك بشكل كبير ، وخصوصا في مجال إصدار الشيكات و إدخال الأرصدة ، و كذلك السحب من الأرصدة ، ولاصراف الإلي هو نموذج لإستخدام الحاسوب في البنوك

@ المجالات العسكرية: يستخدم الحاسوب في العديد من المجالات العسكرية كتوجيه الصواريخ عن طريق الأقمار الصناعية و استقبال المعلومات من اقمار التجسس

@ محطات الفضاء: يستخدم الحاسوب في الإتصال ومراقبة الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء.







الحاسوب الفائق supercomputer
و هو أكبرالحواسيب حجما و أكبرها سرعة و أغلاها ثمناً ، ويستطيع أن يخدم آلاف من المستخدمين معاً

الحاسوب الكبير large computer
يخدم هذا الحاسوب المئات من المستخدمين ، وكثيرا ما نجده في المؤسسات العلمية والجامعات

الحاسوب المتوسط minicomputer وهو أصغر حجما و أقل سعة وسرعة من الحاسوب الكبير و أرخص سعرا

الحاسوب الصغير microcomputer وقد اشتهر هذا النوع بإسم الحاسوب الشخصي personal computer و أختصارها pc ، حيث يخدم شخصاً واحدا وفيما يلي أهم أنواع الحاسوب الصغير

# حاسوب الكف plamtop : هو في حجم اللآلة الحاسبة . و هو يحتوي على مفاتيح جميع الحروف والأرقام ، و على شاشة صغيرة ، و يعمل الحاسب بواسطة بطاريات قابلة للشحن

# الحاسوب الدفتري notebook : وهو بحجم الدفتر أو الكتاب ، و هو ذو مواصفات أعلى بكثير من مواصفات حاسوب الكف

# حاسوب الطاولة desktop : و يعد هذا الحاسوب من اكثر الحواسيب الشخصية انتشارا ، وهو حاسوب ثابت صمم ليناسب وضعه فوق طاولة المكتب

أما بالنسبة إلى حواسيب الجيل الخامس فيتوقع العلماء أن يكون لها ذكاء اصطناعي ، بحيث يستطيع الحاسوب أن يفهم لغة الإنسان الطبيعية ، و التي يمكن أن يتخاطب من خلالها مباشرة مع الإنسان .



يحتوي الحاسوب على وسائل ادخال و وسائل اخراج
و من اهم وسائل الإدخال
@ الفأرة Mouse

@ لوحة المفاتيح Keyboard

@ الماسح الضوئي Scanner

@ المياكروفون Microphone

@ الكاميرا Camera

@ القلم الضوئي Light pen

و من اهم وسائل الإخراج
@ شاشة العرض monitor

@ السماعات speakers

@ الطابعات Printers وتنقسم الطابعات الى

*dot matrix الطابعات النقطية

*desk jet طابعات سطح المكتب

*laser jet الطاباعات اليزرية

*plotters الراسمات ، و تستخدم كثيرا مع برامج الرسم الهندسي مثل AutoCAD



وحدات الذاكرة الرئيسية :
تقسم الى قسمين :
1- ذاركة ثابتة ROM)Read Only Memory ) : و هي عبارة عن شريحة مجمعة من الدوائر الإلكترونية تحتوي على برامج ثابتة مسجلة فيها تم وضعها بواسطة شركات الإنتاج و لا يمكن تغيرها براسطة وسائل البرمجة التقليدية ، و هي تسمى بذاكرة القراءة فقط ، و لا تفقد محتوياتها في حال انقطاع التيار الكهربائي .
و هي تحتوي على بعض البرامج التي تنفد تلقائيا عند تشغيل الجهاز و التي تشاهدها عند تشغيل الحاسوب .

2- ذاركة مؤقتة RAM)Random Access Memory ) : و هي تقوم بتخزين مؤقت للمعلومات و تفقد محتويتها عند انقطاع التيار الكهربائي ، و تسمى بذاكرة الوصول العشوائي .
و تقاس سعة التخزين بوحدة تسمى byte و التي تمثل حرف واحد أو رقم أو رمز و الجدول التالي يوضح مضاعفات وحدة الـ Byte:









وحدات المعالجة المركزية
وحدات المعالجة المركزية Central processing Unit
(CPU):
هي الجزء الرئيسي في الحاسوب و هي عبارة عن مجموعة من الدوائر الإلكترونية موضوعة في تجميع دقيق على شريحة صغيرة لا تتعدى ابعادها السنتيمترات طولا و عرضا و وضيفتها القيام بإجراء العمليات الحسابية و المنطقية و التحكم بجميع أجزاء الحاسوب .
لقد أنتجت شركة IBM جهاز الحاسوب الشخصي بإستخدام المعالج 8088 و بعد فترة استخدمت معالجا أكثر تطورا و هو 80286 ، بعد ذلك أصبح كل تطور على المعالج أخد نفس السلسلة من الأرقام فكان هناك 80386 و 80486 و بعدها معالج

pentium1
pentium 2
pentium 3
pentium 4

و هذه امثلة على انواع المعالجات
INTEL
AMD



storage unit وحدات التخزين
وحدات التخزين
وضيفتاه : تخزين الملفات على أحد وسائط التخزين و استعادتها ، و عملية التخزين هنا لا تفقد المعلومات عند انقطاع التيار الكهربائي ، و تتكون من فسمين .

@ محركات driver

@ وسائط التخزين media storage

المحركات : هي التي تقوم بعملية القراءة و المسح و التسجيل
و من اهم انواعها :
floppy driver
CD-ROM Driver
DVD Driver
CD-R



وسائط التخزين :
هو الذي يخزن عليه الملفات ، و هي نوعان
1- أجهزة تخزين متسلسلة مثل :الأشرطة المغناطيسية أو الكاسيت
2- أجهزة تخزين مباشر مثل الأقراص المرنة و الثابتة ( الصلبة) مثل :
السي دي CD
و الدي في دي DVD
و الفلوبي Floppy
و الهارد ديسك Hard Disk

ابن الرومي

أبو الحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بابن الرومي الشاعر. (2 رجب 221هـ بغداد - 283هـ).

كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشكّ أنّه رومي الأصل ، فإنّه يذكره ويؤكّده في مواضع من ديوانه .

من حياته و شعره
وكانت أُمّه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية صالحة رحيمة ، كما هو واضح من رثائه لها .

ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلاّ أُناس من مواليه الهاشميين العباسيين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميين الطالبيين أحفظ منه لِعهد الهاشميين العباسيين .

وكان طويل العيرالنفس في شعره، ويمتاز بالقدرة السحريه على التحليل، كما أنه أبدع في التصوير والوصف الدقيق حتى فاق شعراء عصره في ذلك الجانب.

وقد مات مسموماً عام 283 هـ.

شعراء عصره
عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر : الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .

وليس لهؤلاء ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحّاك ، ودعبل الخزاعي. لبال

تحقيقات ديوانه ومراجعه
وقد عُني الدكتور حسين نصار بتحقيق ديوانه الضخم، ونشر منه حتى الآن خمسة مجلدات، وكان كامل الكيلاني قد نشر مختارات منه. ومن الدراسات الممتازة عنه كتاب عباس محمود العقاد (ابن الرومي: حياته من شعره).

ومن مراجع ترجمته (شذرات الذهب لابن العماد، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي). كما ألف عنه في العصر الحديث الدكتور علي شلق، والدكتور عمر فروخ، ومحمد عبد الغنى حسن وغيرهم.

ومن بينهم :

من أروع ما قال ابن الرومي
المؤلف: إميل ناصيف
عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 2006، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الجيل
ديوان ابن الرومي
المؤلف: ابن الرومي
تحقيق: عبد الأمير مهنا
عدد الاجزاء: 6، سنة النشر: 2001، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار ومكتبة الهلال،
ابن الرومي
المؤلف: كمال أبو مصلح
عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1995، الطبعة رقم: 1، الناشر: المكتبة الحديثة للطباعة والنشر،
ابن الرومي
المؤلف: ابن الرومي، محمد حمود
عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1994، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الفكر اللبناني،
ابن الرومي، عصره حياته نفسيته فنه من خلال شعره
المؤلف: عبد المجيد الحر
عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1992، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الكتب العلمية،
كل ما قاله ابن الرومي في الهجاء
المؤلف: نازك سابا يارد
عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1988، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر،
ابن الرومي
المؤلف: جورج معتوق
عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1984، الطبعة رقم: 2، الناشر: الشركة العالمية للكتاب
ابن الرومي أو القصيدة المجنونة
المؤلف: اميل كبا
عدد الاجزاء: 1، الطبعة رقم: 1، الناشر: مكتبة سمير،
ابن الرومي
المؤلف: خليل شرف الدين
عدد الاجزاء: 1، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار ومكتبة الهلال،
ابن الرومي
المؤلف: عباس محمود العقاد
عدد الاجزاء: 1، الطبعة رقم: 1، الناشر: المكتبة العصرية- الدار النموذجية،
نوادر ابن الرومي
المؤلف: يحيى شامي
عدد الاجزاء: 1، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الفكر العربي،
ابن الرومي (شاعر الغربة النفسية)
المؤلف: فوزي عطوي
عدد الاجزاء: 1، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الفكر العربي،
ديوان ابن الرومي
المؤلف: ابن الرومي
تحقيق: عمر فاروق الطباع
عدد الاجزاء: 3، سنة النشر: 2001، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع،

Describing a Person or Place

Descriptive writing has always been a headache for me. Most L2 learners, and even some native speakers, just don’t have a firm enough grasp of English to handle the sensory descriptions, so they avoid descriptive writing exercises, and if they have to do it, resort to piling adjectives on top of one another.

Let’s start by looking at this:

I have a coworker. Her name is Linda. She has three dogs, and takes them to dog shows very often. During work breaks we would get together and talk about her three dogs and my boyfriend.

The more I get to know her, the more I realize she has low self-esteem. For one thing, she thinks she is over-weighted, and her troublesome relationship with her boyfriends seemed to confirm that fact for her.

At first, I did not know why she never talked much about her family. But as I got to know her, I realized they were never there for her. Her lousy dad left her shortly after she was born, and her depressed mom was always drinking. Perhaps that is why she has so much trouble with personal relationship.

A month ago, she broken up again with her ninth boy friend, and a stable long-term relationship is not very likely for her. What a shame. She told me she would find someone who would accept her dogs as part of her. I certainly hope she will find that special someone one day.





The problems with this piece: The narrator spends too much time telling us what Linda is like, but readers would rather see for themselves. Besides, the piece moves at one pace and seldom dwells on details readers like to know about.

These are just a few things I’ve found that really help:

You need to give a vivid portrayal of whatever you are describing.

If you are describing a person:

1. Tell your readers how the person looks. List the person’s physical features and describe them.
2. Describe the person’s actions.
3. Provide dialogues. Let the person speak for herself.
4. Give an anecdote or incidents that helps illustrate that person’s character.
5. Give a hint of what the narrator feels about the person.

If you are describing a place, tell us how it looks, sounds, feels, and smells, and what it means to you. Decide whether you will be looking at the place from 1) a stationary vantage point, 2) a moving viewpoint or 3) a combination of both.

This is a rewrite of the original. Note the use of dialogues and anecdotes throughout:

“Look at MY kids! He won Best in Show and she won Best of Breed…this is in the local AFC show…” Linda went on and on, flashing (a stronger action verb instead of a more generic “show”) photo after photo of her victorious poodles before my eyes.

I keep no dogs, but have a boyfriend and a cat to look after. During our work breaks, I walk to her cubicle so we can brag about our “kids”. Her 12-by-14 cubicle is right at the far corner on the top floor, with pictures of her dogs all lined up on her shelf, next to her Bible. Numerous dog show certificates on the cubical walls. No sign of any family photos. (Readers may wonder why there are no family photos.)

Whenever I visit her, Linda has a stack of photos in one hand and a K9 Magazine in the other. She smiles, shakes her little finger at me and says, "Hey Jules!" (Jules is also the name of one of her dogs.) We get the routine down pat -- five minutes on poodle coat care (one of her poodles has corded coat), another five on the politics of dog shows, and a minute or two on my cat -- and she shoves the pictures to me to look at in my own time.

Our daily chat, other than pet anecdotes, consists of not much more than tireless streams of grievances ---more from her than me. She could not have lavished more adjectives on canine beauty than on her frustrations of life. “My idiot boyfriend left me again.” “All these stupid people think I’m stuck with losers.” “My boss promoted a tall skinny blonde over me.” "I’m too fat to get a husband.”

When I first heard the last complaint, I took a good look at her – short, plump, black curly hair, hazel eyes, and really rosy cheeks. She looked almost pretty in loose clothing. (Physical description of Linda) I told her I would rather be a little bigger myself, skinny as I am. But she said I was closer to the norm, and since her parents passed her such fat genes, she elected not to contribute to the gene pool. She would breed dogs instead. (Note that the narrator chooses to paraphrase the dialogue here.)

I lost no time in pursuing her about her family. Reluctant at first, she told me her story bit by bit -- her father left her mother for a teenage girl soon after she was born, and her mother has been drinking herself nearly to death ever since. Linda ended up spending a great deal of time with her grandmother, who is now in a nursing home, diagnosed with pancreatic cancer. (Linda’s background)

As if to convince herself not to get involved in another relationship, she incessantly reminds herself of the frailties of men: they are scoundrels, scumbags, losers, craving only youth and beauty, even if they have neither. All reminders are lost, however, when she runs into an attractive guy. Just last month, I overheard her saying, “I went by the drugstore yesterday to pick up some drugs, and they had a new pharmacist. Now talk about cute, and no ring on the finger!” I could not help smiling.

Her poodles seem to be a constant source of dispute between her and her men. In fact, her ninth boyfriend just left her because of the animals. “He said it’s either him or them. But how can I part with my dogs?” She blotted away her tears with two balls of tissue paper. “You know what, if I am ever going to marry, I’ll make sure my husband loves my dogs as Jesus loves his church. I’ll think about whether to obey him later.”

I walked away from her cubicle almost exhilarated about having a man and a cat as stable companions. (The narrator feels lucky when comparing herself with Linda)





This is from “El Hoyo”, by Mario Suarez:

“From the center of downtown Tucson the ground slopes gently away to Main Street, drops a few feet, and then rolls to the banks of the Santa Cruz River. Here lies the section of the city known as El Hoyo. (A moving point of view) Why it is called El Hoyo is not very clear. In no sense is it a hole as its name would imply; it is simply a river's immediate valley. Its inhabitants are chicanos who raise hell on Saturday night and listen to Padre Estanislao on Sunday morning. (How the place sounds to the narrator)While the term chicano is the short way of saying Mexicano, it is not restricted to the paisanos who came from old Mexican with the territory or the last famine to work for the railroad, labor, sing, and go on relief. Chicano is the easy way of referring to everybody. Pablo Gutierrez married the Chinese grocer's daughter and now runs a meat department; (Action) his sons are chicanos. So are the sons of Killer Jones who threw a fight in Harlem and fled to El Hoyo to marry Cristina Mendez (action). And so are all of them.”





And this is a descriptive piece from one of our forum gurus, written from a stationary vantage point. Note the action verbs that paint a vivid picture of the view (from Thread Topic "Merry Christmas! What can you see from your window?"):

This morning I see the miniature maple just outside the window, drenched from last night's rain. Only about a dozen wet, dead leaves remain, hanging by a thread, twisting and turning in the cool breeze. It's hard to say whether they're bored waiting for the inevitable, or whether they are actively attempting suicide. (Personification)

The furnace has started up. It's chilly today.

Absent mindedly slurping morning coffee, I see the well-kept homes and well-manicured lawns of my neighbors. I see the wet streets and the little puddles strewn with dead leaves and reflecting the sky, just like in the Escher print (Here, the narrator compares the view to the Escher print). The magnolia is still green, though, and the hedges of juniper and rosemary. I see our residential street disappear as it rounds the bend and heads toward the bigger streets in town, looking for action, I suppose.

It's already nine o'clock, but not a sign of life in sight - except for the motor home parked in front of a distant neighbor's home. Holiday visitors, I assume.

Stillness. A light misty rain begins to fall. Aha! And now there's the cat, in a distinctly sulky mood as he moves slowly across the driveway. Silently cursing the wet weather, he seems resigned to the prospect of a bad hunting day. I sometimes say "my" cat because I feed him now and then, but he belongs to someone else in the neighborhood - someone I've never met.

An enormous black crow swoops onto a neighbor's lawn to investigate anything that might be of interest, particularly anything edible. Designed more for flight, he struts awkwardly, but for all his awkwardness he manages to make himself look bossy all the same. Thirty seconds inspecting the grass and he's off. Not even a quick squawk to break the silence (Finally a sound!), so unimpressed is he by the slim pickings.

The blue-gray clouds seem to thin and the sunlight seems to intensify - nature on a dimmer switch. A few tiny insects rise through the growing light, paddling frantically through the air on even tinier wings, as if divers desperate to reach the surface for a breath of air.

And then it happens. The switch is turned all the way up, and the sun blasts through the mist in one glorious, blinding shaft of light, reflecting in all directions off the pools of standing water. The atmosphere itself seems to glow.

And then, slowly, the process reverses, and the dimness returns.

I wonder where we'll all be next year at this time.

د ر ا ســــــة ¦¦ الأبارتيد الصهيوني (ج 6) ¦¦‏‏

لقد وافقت إسرائيل في أوسلو على قيام سلطة فلسطينية، لكنها تصر على أن لها الحق في توجيه وتحديد صلاحيات هذه الدولة، والتخلص ممن لا ينفذون رغباتها، وبناء عليه تصر المخابرات الإسرائيلية، استناداً إلى وثيقة قدمتها إلى رئيس الوزراء في تشرين الأول 2000 على ضرورة التخلص من رئيس السلطة الفلسطينية لأنه أصبح يعيق سياسة اسرائيل.‏

2ـ يبقي النموذج الإسرائيلي للحكم الذاتي على الترتيبات الأمنية الإسرائيلية للأمن الخارجي والداخلي، فيتعامل مع حدود ومناطق أمنية وأخرى عليها سيطرة عسكرية، وتقسم الترتيبات الأمنية على النحو التالي:‏

أ ـ مناطق منزوعة السلاح: كل المناطق التي تشملها اتفاقية الحكم الذاتي، منزوعة السلاح، خالية من القوات العسكرية ذات الطابع الهجومي، ولا تقام فيها مطارات كبيرة.‏

ب ـ مناطق أمنية: تتواجد فيها قوات إسرائيل محددة بغرض الدفاع الجوي، والردع والقيام بمهام الهجوم والدفاع الأوليين.‏

ج ـ المستوطنات: ومعروف أن الدور الأمني للاستيطان، يفوق كل وظائفه الأخرى، وتؤدي المستوطنات مهام محددة في الهجوم والدفاع والتحشد والدفاع الإقليمي والإنذار المبكر والاستطلاع...الخ.‏

د ـ نقاط المراقبة: تقام في غور الأردن وشاطئ غزة وعلى الحدود بين قطاع غزة ومصر وفي مطار قلنديا.‏

هـ ـ حرس الحدود: تقوم دوريات مشتركة فلسطينية ـ إسرائيلية ـ أردنية أو فلسطينية ـ إسرائيلية مصرية بالدوريات وتعطى حق الملاحقة على جانبي الحدود.‏

3ـ أراضي الدولة: تتمسك إسرائيل بأن يكون لها السيطرة على أراضي الدولة ومصادر المياه. تحصل سلطات الحكم الذاتي على جزر من أراضي الدولة، ويتسلم الجيش المناطق الأمنية. وتوضع البقية الباقية تحت تصرف سلطة عليا مشتركة: مصرية ـ أردنية ـ إسرائيلية، وتعتبر أراضي متنازع عليها.‏

تشمل المناطق الأمنية مايلي:‏

أ ـ الأراضي التي سيرابط عليها الجيش الإسرائيلي بعد إعادة انتشار قواته.‏

ب ـ الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات، تدخل ضمن نطاق المناطق الأردنية، وفي أراضي دولة، حتى ولو كانت أملاكاً خاصة.‏

ج ـ المناطق الأمنية دائمة وليست مؤقتة، وهي تؤخذ في الاعتبار لدى إجراء أية تسوية نهائية حول مستقبل وضع المناطق المحتلة.‏

د ـ تعرض إسرائيل في المفاوضات خارطة تحدد المواقع الأمنية الدائمة.‏

4ـ السكان: يتعامل الحكم الذاتي، من وجهة النظر الإسرائيلية مع السكان باعتبارهم أغلبية فلسطينية وأقلية إسرائيلية، والأغلبية الفلسطينية لا توجد أية روابط بين تجمعاتها ويفضل الإسرائيليون أن يستفيدوا من المستوطنات الإسرائيلية لضرب الوحدة الإقليمية لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحويلها إلى كانتونات منفصلة. (46)‏

الخلاصـة..‏

الأبارتـيــد ثمرة الاستعمار الاستيطاني القائم على إنكار حقوق الشعوب غير الأوروبية في المساواة والاستقلال والتقدم من منطلقات عنصرية تعطي للأوروبي الأبيض حق استغلال الأخرين وتقرير مستقبلهم باعتبار أن الإنسان الأبيض يمثل «شعب الله المختار». ولا يختلف في مجال فرض الفصل العنصري وتشريع التمييز ضد غير الأوروبيين واعتبار الأقاليم التي يسعى الأوروبيون إلى إقامة نظم الاستعمار الاستيطاني عليها، مناطق خالية من السكان، لا يختلف الاستعمار الاستيطاني في الولايات المتحدة، جنوب إفريقيا روديسيا سابقاً وإسرائيل، ولقد ترافقت محاولات إقامة «ديمقراطيات الشعب المختار» مع الإصرار على فرض الفصل العنصري والحرمان والقهر على السكان الأصليين، واستخدام كل وسائل الإكراه ضدهم. ولقد كفلت التشريعات والدساتير والقوانين المعمول بها في هذه أنظمة الاستعمار والاستيطان المشار إليها إلى إسباغ شكل من أشكال الشرعية الزائفة والمضللة على عمليات القهر والاستغلال والحرمان. ولئن كانت إسرائيل آخر مشاريع الاستعمار والاستيطاني، فهي أكثرها تعقيداً وخداعاً. وكل الدلائل والبراهين تكشف أن بنيتها وممارساتها لا تختلف عن كل الأنظمة العنصرية في العالم، وأن مشروع الإدارة الذاتية، أو الحكم الذاتي، ليس إلا محاولة لإعادة إنتاج الاحتلال بشكل رخيص وبرخصة إقليمية ودولية.‏



((‏

( هوامش البحث:‏

1ـ Oxford Concise Dictionary of Politics. Oxford University Press. 1996.‏

2ـ Farsoun Samih, Setter Colonialism and Herrenvolk ـ Democry, taken from Richard P. Stevens. and Abdelwahab M. E L ـ Messiri, Israel and South Africa, The Progression of a Relationship, New york, 1976. P ـ 18.‏

3ـ Oxford Concise Dictionary of Politics.‏

4ـ Cach, info – 12ـ html. Copyright (C) 1994 – 2001 Encyclopedia Britannica. Inc. Luigi Luca Cavalli – Sfroza.‏

5ـ Microsoft (R) Encarta, (R) Encyclopedia, 2001 © 1993 – 2000.‏

6ـ Encarta, opp. Cit.‏

7ـ Encyclopedia Britannice, oppcit‏

8ـ جبور جورج، الطبيعة العنصرية للاستعمار الاستيطاني والمسائل القانونية الناجمة عنه، المجلة المصرية للقانون الدولي، مجلد 1971 ص 182‏

9ـ Farsoun. Samih Settler Colonialiam and Herrenvolk Democrcy.oppcit‏

10ـ Ibid‏

11ـ حماد، مجدي، النظام السياسي والاستيطاني، دراسة مقارنة، اسرائيل وجنوب إفريقيا، دار الوحدة، بيروت 1981 ص 46‏

12ـ ليوكوبر، مأخوذة عن سميح فارسون، مصدر سابق‏

13ـ مأخوذة عن حماد، مصدر سابق.‏

14ـ شورافي، أي، تيودور هرتزل، ص 141 طبعة باريس، 1960 مأخوذة عن د. روجيه غارودي، ملف إسرائيل، ترجمة محمد ياسر شرف، دار الوثبة، دمشق ص 54، 55‏

15ـ ناتان بالين – مور إسرائيل، إسرائيل، تاريخ جماعة شتيرن، 1946ـ 1948، ص 98، الطبعة الفرنسية باريس 1978 مأخوذة عن د. روجيه غارودي ملف إسرائيل، مصدر سابق، ص 55‏

16ـ قاموس الفكر السياسي، الجزء الثاني، ترجمة د. انطون حمصي، دراسات فكرية، رقم 22، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1994‏

17- H.C Armatrong. Grey Steel , J.C. Smuts. A Study in Arrogance , London. 1937.pp. 300 – 301‏

18- Sarah Gertrade Millin General Smut. vol. Ll. London , 1936. p. 109. Extracted by Steven. and Elmissiri , opp. cit. p. 25.‏

19- Ruppin.Arthur , The Jews Today , Trans. by Margery Bentwitch, London , 1913. p.8‏

20- Third Would Report , vol.5.No. 7. September p. 489.‏

21ـ رودنسون، مكسيم، إسرائيل والرفض العربي، القاهرة، الهيئة العربية للاستعلامات بدون تاريخ، ص 10‏

22- Sunday Times , 15 –6 –1969‏

23ـ رودنسون، مكسيم، مصدر سابق‏

24- Pierre de Meron , Againsl Israel , Tranlated from french by H.D. Bachour , 1968, p. 14‏

25ـ أعددنا هذه المادة بالاعتماد على‏

Encarta Encyclopedia, opp. Cit.‏

26ـ See Microsoft Encarta Encyclopedia , 1993ـ 2000‏

27ـ See Stevens and Elـ Missiri – opp. cit‏

28ـ Ibid‏

29ـ لمزيد من التفاصيل عن بشاعة الأبارتيد ونضال شعب جنوب إفريقيا ضده بقيادة نيلسون مانديلا، من المفيد مراجعة‏

Helen Joseph , Side by Side , Third world Zed Books – 1986.‏

ومؤلفة الكتاب من المناضلين البيض ضد الأبارتيد، وقد سجنت مع مانديلا‏

30ـ لمزيد من المعلومات حول الفهم الاسرائيلي للحكم الذاتي، راجع حمد سعيد الموعد‏

إعادة إنتاج الاحتلال عبر الحكم الذاني، شؤون فلسطينية عدد 275‏

31ـ لمزيد من المعلومات راجع نص المذكرة المقدمة من حمد سعيد الموعد، إلى اللجنة البرلمانية البريطانية لشؤون الشرق الوسط التي حضرت إلى سورية في 6/9/2000/ بمهمة تقصي حقائق حول أوضاع اللاجئين الفلسطينين.‏

32ـ التفاصيل العاملة نجدها في كتابنا " الصهيونية " تعليم الحقد – قراءة في تشكيل العقل الإسرائيلي دار الملتقى، قبرص، 1993، خصوصا الفصل الذي يحمل عنوان " فلسفة العنف"‏

33ـ وكالة الصحافة الفرنسية 14/ 11/ 1991/‏

34ـ الشرق الأوسط 23/ 5/ 1992/‏

35ـ الشرق الأوسط 32/ 5/ 1992/‏

36ـ انظر صحيفة الفجر المقدسية 17/6/1992/ مقال بقلم سعيد عياد.‏

37ـ لمزيد من التفاصيل راجع بحث عبد الحليم محمد بعنوان " مفهوم الحكم الذاتي " بين صيغتين، المنشور في صحيفة الحياة الإعداد 26/5/1992/ و 28/5/1992/‏

38ـ انظر كليب، فتحي، الحكم الذاتي بين النظرية والتطبيق، السفير 6/7/1992/‏

39ـ اعتمدنا على تقرير معهد جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب لعام 1989، بعنوان «خيارات اسرائيل للسلام في الضفة الغربية وقطاع غزة » وقد ترجمنا هذا التقرير عام 1989 ونشر كاملا في الاتحاد الظبيائية‏

40ـ المصدر السابق، الطبعة الإنكليزية. ص 47ـ48‏

41ـ المصدر السابق.‏

42ـ نص خطاب مناحيم بيغن في الكنيست، مأخوذة عن «مسيرة السادات الاستسلامية من زيارة القدس حتى صفقة كامب ديفيد، مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية / دمشق / 1978/ ص304 ـ 306.‏

43ـ المصدر السابق، ص 293 – 300‏

44ـ المصدر السابق.‏

45ـ معريف 11/5/1979/‏

46ـ اعتمدنا في تحديد وجهة النظر الإسرائيلية حول مفهوم الحكم الذاتي على وثيقة وزعتها دائرة العلاقات القومية والدولية في م. ت.ف. بتاريخ 30/11/1979/ونشرتها صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر في 27/12/1979/.‏

د ر ا ســــــة ¦¦ الأبارتيد الصهيوني (ج 5) ¦¦

وفي عام 1946 شكلت الجمعية العامة للأمم المتحدة «اللجنة الخاصة لفحص المعلومات المنقولة وفقاً للمادة 73 من ميثاق المنظمة الدولية». وتحولت هذه اللجنة بتاريخ 8/1/1952 وبموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 569 إلى «لجنة المعلومات المتعلقة بالأقاليم غير المحكومة ذاتياً». وفي27/11/1953 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 742 وتم بموجبه تحديد العناصر التي يتم بموجبها تقرير إذا كان الإقليم يتمتع بالحكم الذاتي أم لا. وقد شملت هذه العناصر مايلي:‏

1ـ ضرورة فحص حالة كل إقليم على حدة في ضوء ظروفه الخاصة.‏

2ـ صلاحية الصيغ الخاصة بالانتماء بين هذه الأقاليم والدول الاستعمارية أو أية دولة أخرى.‏

3ـ يعتبر الحصول على الاستقلال بمثابة حكم ذاتي.‏

4ـ المسؤولية الدولية للإقليم وتشمل علاقاته الخارجية وسياسته، وعضويته في الأمم المتحدة وعلاقاته مع الدول الأخرى الإقليمية والدولية.‏

وفي أثناء الفترة ما بين 1952 و1955 حصلت أربع دول على حكم ذاتي تعتبر كل واحدة منها نمودجاً خاصاً.‏

1ـ كندا وحصلت على حكم ذاتي من بريطانيا.‏

2ـ بورتوريكو حصلت على الحكم الذاتي من الولايات المتحدة بتاريخ 25/7/1952.‏

3ـ سورينام وحصلت على الحكم الذاتي من هولندا.‏

4ـ تونس حصلت على الحكم الذاتي (الاستقلال) من فرنسا بتاريخ 3/6/1955. (37)‏

وتجدر الإشارة إلى حقيقة هامة وهي غموض مفهوم الحكم الذاتي منذ ظهوره في وثائق الأمم المتحدة، ولا تتضمن تلك الوثائق أي تعريف شامل ودقيق للحكم الذاتي.‏

وبالمفهوم الإسرائيلي، يصبح الحكم الذاتي شديد الغموض لأنه لا يعدو كونه تجميلاً للاحتلال وتخلصاً من قبل المحتلين من الأعباء الإدارية لهذا الاحتلال، فيما تحافظ إسرائيل على سيطرتها الكاملة عسكرياً واقتصادياً وبالحد الأدنى من التكلفة، ومن الطبيعي أن تضع إسرائيل والولايات المتحدة كل الشروط التي تتكفل بتقييد أو بالأحرى، بانتقاص حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. (38)‏

فالحكم الذاتي، من وجهة نظر إسرائيل، هو الحل الإقليمي الوسط بين خيارات الضم واستمرار الوضع الراهن، أي تكريس الاحتلال، وتخلي إسرائيل عن السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة لصالح أشكال الفيدرالية أو الكونفدرالية. وتميز الدراسات الإسرائيلية بين ثلاثة أنواع أو نماذج للحكم الذاتي:(39)‏

1ـ النموذج الذي ورد في اتفاقيات كامب ديفيد، وبالتفسير الإسرائيلي للنصوص التي اتسمت بالعمومية والغموض الشديدين ويلخص على النحو التالي:‏

إنه إدارة ذاتية Self- rule للسكان وليس للأرض، يستثنى منها اليهود الذين يعيشون في تلك المناطق فيما يتوقف بناء المستوطنات، وتحتفظ سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمهام الأمن الداخلي والخارجي والسيطرة على المياه وأراضي الدولة والجمارك، وما عدا ذلك يخضع لسلطة الإدارة الذاتية. وتتجمع قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق محددة للقيام بأعمال روتينية محددة تمليها مهام الأمن والقيام بأعمال الدفاع الأولية في مواجهة الهجوم. وتمتد فترة الإدارة الذاتية، ما بين ثلاثة وخمس سنوات يجري التفاوض بعدها على مستقبل المناطق المحتلة ويمكن حصر نقاط الاختلاف بين مصر وإسرائيل في النقاط الست التالية:‏

أ ـ مهمة مجلس الحكم الذاتي إدارية فقط وهو يتألف من 12 إلى 15 عضواً بينما طالبت مصر أن يضم 100 عضواً وأن تكون له صلاحيات تشريعية.‏

ب ـ إسرائيل تقول الحكم الذاتي للسكان وليس للأرض، بينما تطالب مصر بالحكم الذاتي الكامل.‏

ج ـ تبقى السيطرة بيد الحكم العسكري، وتحدد سلفاً صلاحيات مجلس الحكم الذاتي بينما طالبت مصر بإلغاء الحكم العسكري ونقل السلطة إلى مجلس الحكم الذاتي الذي تبقى صلاحياته بدون تحديد.‏

د ـ اقترحت إسرائيل سيطرة مشتركة على المياه وأراضي الدولة، وأن تحتفظ بالسيطرة على هجرة السكان العرب واليهود، واقترحت مصر إشراف مجلس الحكم الذاتي على مسألة الهجرة.‏

هـ ـ أخرجت إسرائيل سكان القدس الشرقية من دائرة الحكم الذاتي، بينما طالبت مصر بإشراكهم.‏

و ـ لإسرائيل حرية تحريك قواتها العسكرية في الضفة والقطاع، أما مصر فقد اشترطت موافقة الحكم الذاتي المسبقة على هذه التحركات العسكرية.‏

وترمي إسرائيل من خلال إصرارها على تفسير الحكم الذاتي بهذا الشكل، حتى ولو اختلفت مع شريكتها في الاتفاقية، مصر والولايات المتحدة، تحقيق عدة أهداف من أهمها:‏

* الإدعاء أن هذه هي التسوية الوحيدة المعترف بها دولياً للمسألة الفلسطينية.‏

* إضفاء الشرعية على الاحتلال المعترف بها دولياً للمسألة الفلسطينية.‏

* تستطيع إسرائيل أن تؤخر البحث في مصير المناطق المحتلة إلى أبعد أمد ممكن، وأن تعمل لتحسين صورة إسرائيل دولياً، وخصوصاً علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وذلك بدون أن تتنازل عن أحلام إقامة إسرائيل الكبرى.‏

2ـ حكم ذاتي شامل، وهو يختلف عن النموذج السابق على النحو التالي:(40)‏

أ ـ إدارة ذاتية موسعة للفلسطينيين قد تتضمن نشيداً وطنياً وعلماً، بدون أية مقومات حقيقية للسيادة الوطنية.‏

ب ـ السيطرة على أراضي الدولة خارج نطاق مناطق تواجد قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات.‏

ج ـ سيطرة مشتركة في مجالات المياه والجمارك والهجرة.‏

ـ تصبح اتفاقية الحكم الذاتي ذاتها مصدراً للسلطات.‏

ـ حكم ذاتي من طرف واحد، أي تقوم إسرائيل من تلقاء نفسها، وبدون التفاوض مع العرب، بسحب مؤسساتها الإدارية والخدمية من بعض المناطق، والسماح للفلسطينيين بإقامة مؤسساتهم الخاصة البديلة، بينما تحتفظ إسرائيل لنفسها بحق التدخل العسكري وإعادة الأمور إلى سابق عهدها إذا ارتأت أن هنالك إساءة استخدام صلاحيات في مناطق الحكم الذاتي. ومنذ ظهر مثل هذا المشروع إبان تسلم موشي دايان منصب وزير الخارجية، وكانت إسرائيل تهدف إلى إيجاد قيادة فلسطينية محلية فترضى التعاون مع الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه تخفيف الاحتكاكات اليومية بين السكان وقوات الاحتلال، أي بكلمة أخرى تخفيف الأعباء العسكرية عن كاهل قوات الاحتلال. (41)‏

ملاحظات على النموذج الإسرائيلي للحكم الذاتي‏

1ـ يأخذ النموذج الإسرائيلي للحكم الذاتي في الاعتبار كل المتغيرات التي أحدثها الحكم الإسرائيلي في الطبيعة الجغرافية والتكوين البشري والوضع القانوني في الضفة الغربية وقطاع غزة وينسحب ذلك على السيادة على القدس وإقامة المستوطنات وتوسيعها، بل ويطالب اعتبارها حقائق ثابتة لا يجوز تجاوزها أو حتى الجدال حولها والمثال على ذلك:‏

أ ـ ضم القدس الشرقية يوم 28 حزيران 1967‏

لنستمع إلى ما ورد في خطاب مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، فور عودته من كامب ديفيد وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع السادات وجيمي كارتر. يقول بيغن حول وضع مدينة القدس.‏

«ينبغي أن أوضح أموراً أخرى، أولها ـ قضية القدس ـ في أحد أيام مؤتمر كامب ديفيد، عرض علينا إمكانية رفع علم إحدى الدول العربية فوق جبل الهيكل (المسجد الأقصى) فرفضنا وأنزلنا العلم قبل أن يرفع.‏

وفي اليوم التالي عرضت علي مسودة رسالة كانت سترسل إلي وللرئيس السادات بخصوص مكانة القدس، فأبلغنا المندوبين الأمريكيين أنه إذا ما بقيت الرسالة هكذا، وأرسلت إلينا ـ فنحن لن نوقع على أية اتفاقيات ولذلك تم إلغاء هذه الرسالة، وأرسلت لنا رسالة أخرى بدلاً عنها وأجبت عليها بالشكل التالي:‏

«سيدي الرئيس، يشرفني أن أبلغك بأنه في يوم 28 حزيران 1967، أصدر مجلس النواب الإسرائيلي قانوناً يقول: «يحق للحكومة أن تطبق القانون والإدارة المتبعين في الدولة على كل أراضي دولة إسرائيل. وبناءً على هذا القانون أصدرت حكومة إسرائيل أمراً في تموز 1967 بموجبه تعتبر القدس مدينة موحدة وغير قابلة للتقسيم، وعاصمة لإسرائيل».‏

وما كتبته للرئيس كارتر باسم دولة إسرائيل، هو الذي سيكون ساري المفعول والذي سنصر عليه: القدس عاصمة إلى الأبد، وغير مقسمة على مر الأجيال وإلى أبد الآبدين». (42)‏

وخلال عقدي الثمانينات والتسعينات اتسعت القدس وأصبحت تمتد من رام الله شمالاً حتى بيت لحم جنوباً ما يعني أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية وتعزل المستوطنات القدس عن الضفة الغربية. وخلال مؤتمر كامب ديفيد في تموز 2000 أصرت اسرائيل على ضرورة الإبقاء على ضم القدس واعتبارها حقيقة منتهية.‏

ب ـ المستوطنات:‏

وتطالب إسرائيل باعتبارها حقيقة لا يجوز أن تناقش، بل أكثر من ذلك، بينما كان بيغن وشمير يصران على زيادة المستوطنات وتوسيعها ومدها بالطاقة البشرية، طالب رابين بتدعيم الاستيطان الأمني، وطالب كل من نتنياهو وباراك وشارون باستمرار الاستيطان، بحجة الاستجابة لحاجات النمو الطبيعي للمستوطنين.‏

ج ـ الإصرار على تفسير نصوص المعاهدات:‏

ومن ضمنها معاهدة كامب ديفيد كما يحلو لها ـ ولو خالفت بذلك نصوصاً صريحة جداً لما ورد في اتفاقية كامب ديفيد بالحرف الواحد: ولتوفير حكم ذاتي كامل للسكان. إن الحكومة الإسرائيلية وإدارتها المدنية ستنسحبان بمجرد أن يتم انتخاب سلطة حكم ذاتي انتخاباً حراً، من قبل سكان هاتين المنطقتين لتحل محل الحكومة العسكرية الموجودة حالياً».(43) وبعد التوقيع على اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية تصر حكومات إسرائيل على أن لا تكون الدولة الفلسطينية العتيدة، أكثر من شكل من أشكال الحكم الذاتي.‏

أما مناحيم بيغن، فهو يعطي لنفسه الحق بالتصرف مع أعضاء مجلس الحكم الذاتي كما يشاء، ففي كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي قال:‏

«ولقد سئلت السؤال التالي: إذا ما تم انتخاب أحد المتعاطفين مع منظمة التحرير الفلسطينية كعضو في المجلس الإداري، فكيف ستعامله؟ فقلت رداً على ذلك: لينتخب ـ لينتخب، فنحن سنقول له عندئذ: إذا ما تصرفت بشكل صحيح فبإمكانك الجلوس في المجلس الإداري. ولكن لا تفكر أبداً بإلحاق الضرر بأحد في إسرائيل وإلا تخرق النظام، هذا هو الجواب الذي أعطيته، وأنا أصر عليه الآن. (44) وبعد مضي أكثر من عشرين عاماً من هذا الحديث، لا يكل قادة إسرائيل من المطالبة بأن تكون السلطة الفلسطينية وأجهزتها حراساً وخدمـاً لإسرائيل.‏

وفي وقت لاحق وجه مناحيم بيغن رسالة إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر قال فيها:‏

«هل تعلم يا سيدي لما أصررنا بشدة على مجلس إداري؟ لأنه إذا قام هذا المجلس يوماً وادعى أنه سلطة الحكم الذاتي وأعلن ذلك وطلب اعتراف العالم به، فإن أعضاء هذا المجلس سيزج بهم في السجن. ببساطة سيعتقلون لأن مهمتهم هي إدارة شؤون الحكم الذاتي، لا تشكيل حكومة». (45)‏

د ر ا ســــــة ¦¦ الأبارتيد الصهيوني (ج 4) ¦¦‏‏

ولقد بات قسم من المفكرين والكتاب اليهود والإسرائيليين لا يجادلون في حقيقة أن الفلسطينيين تعرضوا للإرهاب والطرد. يقول الكاتب الإسرائيلي حنا ارندت «سيكون لزاماً علينا ذات يوم أن نواجه حقيقة أن إسرائيل ليست بريئة ولا يمكن أن تحصل على الصفح... فبمجرد خلق إسرائيل ذاتها، وتوسعها، تسبب اليهود بخلق ما عانوا منه ذات يوم، شعب من اللاجئين ودياسبورا (شتات)». وبالتالي لا مجال للحديث عن سلام دائم وعادل دون الاعتراف بالحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وجوهرها أن الفلسطينيين، «وبضربة واحدة عام 1948، تحولوا من شعب على أرضه، إلى لاجئين فقدوا ممتلكاتهم، وبيوتهم ووسائل العيش، وحقوقهم المدنية والسياسية، والاقتصادية والثقافية التي يوفرها لهم قيام الدولة المستقلة. إن اللجوء يعني تشرد الفلسطينيين والمساس بإنسانيتهم»، وبناء عليه تعتبر العودة حقاً عادلاً ومشروعاً وممكناً وينسجم مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها القرار رقم 194 لعام 1948، يضاف إلى ذلك أن حرمان الفلسطينيين من حق العودة، يخالف الفقرة 12 من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان المدنية والسياسية الصادر عام 1966 والذي ينص على أنه «لا يجوز أن يحرم أحد بالقوة من العودة إلى وطنه». وهو مخالف أيضاً للفقرة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 الذي يؤكد أن لكل شخص الحق بالعودة إلى وطنه أو وطنها، وهو أيضاً مخالف للاتفاقية الأوروبية لحماية الحقوق الأساسية للإنسان، وخصوصاً الفقرة الثالثة من البروتوكول الرابع الذي يشدد على أنه من غير المسموح به حرمان أي شخص من حق العودة إلى الدولة التي كان أحد مواطنيها. وهو أيضاً مخالف للميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب الصادر بتاريخ 17 حزيران 1981 الذي يقضي بأن لكل شخص الحق بالعودة إلى بلده أو بلدها. وأخيراً إنه يتناقض مع الميثاق الأمريكي لحقوق الإنسان لعام 1969 الذي يقول إنه من غير المقبول طرد أي شخص من وطنه أو وطنها وحرمانه من العودة إليه.‏

إلى ذلك إن تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين ينسجم مع المصالح الحقيقية لكل الشعوب في المنطقة وفي العالم، وهو يساعد في تحرير اليهود من ذهنية أو سيشفيش، ويساهم في تحويل إسرائيل من دولة يهودية إلى دولة مواطنين، كما أن ازدواجية المعايير وسياسات القوة المتمثلة بإعطاء اليهودي الجنسية الإسرائيلية حالما تطأ قدمه أرض إسرائيل، وحرمان الفلسطيني من حق العودة، يؤدي إلى تقسيم البشر في المنطقة إلى فئتين، فئة تحترم حقوقها ومصالحها وتطلعاتها ويتم حمايتها بكل الوسائل، وفئة أخرى تقرر مصائرهم وحقوقهم استناداً إلى مصالح غيرهم. وهذه عنصرية مفضوحة... إنها أبارتـيــد.‏

ومنذ مؤتمر مدريد عام 1991، وتوقيع اتفاقية أوسلو في 13 أيلول 1993، يتزايد ازدراء إسرائيل وتحديها لقرارات الشرعية الدولية، ومن ضمنها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة باللاجئين، وفي الوقت نفسه، وتحت شعار تهويد القدس، وخلال ما يعرف بالحرب على بطاقات الهوية للمقدسيين، تتخذ السلطات الإسرائيلية كل الإجراءات الممكنة لتجريد الفلسطينيين في القدس الشرقية من بطاقات الهوية، ومن ثم يجري طردهم إلى أماكن أخرى، أي يتحولون إلى لاجئين، وهذا نوع أخر من الأبارتـيــد يفرض على الإنسان الفلسطيني، لا مثيل له في أي مكان أخر في العالم. (31)‏

ب ـ الفلسطينيون في إسرائيل:‏

عام 1948 حدثت النكبة، طرد نحو 85% من الشعب الفلسطيني خارج الوطن، وتحول نحو 22% من أراضي فلسطين إلى مناطق تابعة لكل من الأردن ومصر، وسيطرت إسرائيل على 78% من الوطن الفلسطيني، وكأي كيان استيطاني في العالم، سارع الكيان الاستيطاني الصهيوني إلى ممارسة سيادته وتنفيذ مصالحه ورغباته، بل وأحقاده العنصرية القديمة والجديدة في إطار القانون، وليس خارجه.‏

ومباشرة بعد انتهاء الانتداب البريطاني في أيار 1948، واستكمال عمليات طرد الفلسطينيين في أواخر تشرين الأول 1948 ظهرت في إسرائيل مؤشرات ذات دلالة.‏

* البروز الضخم للجهاز القانوني الإداري وهذا يشمل تضخيم أجهزة البوليس والمخابرات والجيش والسجون، واستخدام هذا الجهاز بشكل تعسفي جداً ضد الفلسطينيين لتكريس سياسات الإكراه.‏

* تطور أجهزة فرض القانون إلى درجة قوية جداً، بحيث تجعل من الإرهاب والعنف «غير القانوني» نادراً جداً. بل إن القوانين الموجودة في إسرائيل تمكن، من الناحية النظرية تقديم أي شخص يخالف القانون، أو يعتدي على غيره سواء كان عربياً أم غير ذلك للمحاكمة. أخذين إن كل عمليات التمييز والقهر والإكراه التي تنسجم مع السياسات العامة للصهيونية أدخلت ضمن القوانين وباتت شرعية.‏

* السعي دائماً لتقليد «لعبة العدالة» المعروفة في القانون البريطانية التي تجعل الجماعة الاستيطانية الصهيونية تظهر بمظهر ديمقراطي. مثلاً، عندما اندلعت انتفاضة الأقصى في أيلول 2000، شهدت مدينة الناصرة وغيرها من المدن والقرى العربية في الجليل مسيرات مؤيدة وتضامنية، استخدمت الشرطة ضدها الرصاص الحي والقناصة مما أدى إلى استشهاد 13 فلسطينياً، ولخداع الرأي العام الداخلي والخارجي سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى تشكيل لجنة تحقيق برئاسة قاضٍ. ويستدل من كل الوقائع، أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة في وصول اللجنة إلى أية نتائج، رغم وجود دلائل تدين قائد لواء شرطة الشمال الجنرال أريك رون، واحد ضباطه الذي كلف عناصره بإطلاق النار على قوات الشرطة الإسرائيلية لتبرير رد الأخيرة بإطلاق النار بقصد القتل واستخدام القناصة في أماكن متعددة.‏

وفي 29/10/1956، ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي مجزرة كفر قاسم، وقدم قائد الوحدة العسكرية وهو برتبة ملازم أول وعناصر وحدته للمحاكمة، وأصدرت المحكمة العسكرية حكمها الشهير بتغريم الجنود مبلغ 1/2 أغورة لكل عربي قتل. (32)‏

وبعيداً عن هذه «اللعبة العادلة» أو المظهر الديمقراطي المخادع، يعيش الفلسطيني في إسرائيل، كما هو معروف في ظل قوانين وجدت لتكرس التمييز العنصري ضده في مجالات: العودة، الجنسية، الأرض...الخ، وبالتالي تشرعن الأبارتـيــد، وسنناقش هذه القوانين بالتفصيل في الفصل الثالث.‏

ومن جهة أخرى، استخدمت إسرائيل كل الوسائل «القانونية» وأساليب الإكراه للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من خلال المصادرة لأغراض الاستيطان أو الأمن أو الطرق الالتفافية، أو توسيع المستوطنات القائمة، أو إيجاد محميات طبيعية، مما جعل التجمعات الفلسطينية تتحول إلى معازل، وسنحاول إلقاء الضوء على هذه الناحية في الفصل الرابع.‏

وأخيراً، تستخدم اللعبة العادلة في تبرير هدم منازل الفلسطينيين، سواء داخل الخط الأخضر، أو في المناطق المحتلة عام 1967، وخصوصاً في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة. ومن المعروف أن إسرائيل ترفض، أو تضع عراقيل كبيرة جداً قبل إعطاء تراخيص بناء للعرب، ومن يبني بيتا بلا رخصة يجد نفسه مضطراً لدفع غرامات باهظة وتكاليف هدم منزله.‏

ج ـ الأراضي المحتلة عام 1967:‏

عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وإمعاناً بالتمسك، باعتبارها أرضاً خالية أو شبه خالية، أطلقت عليها عبارة الأراضي المدارة Administered Territories، وبدلاً من اسم الضفة الغربية تستخدم إسرائيل اسمي يهودا والسامرة، وأخيراً فصلت القدس عن الضفة الغربية.‏

أما السكان فقد وجدوا أنفسهم يخضعون لمشيئة الحاكم العسكري الذي يتحكم بكل التفاصيل اليومية العامة والخاصة، من أراضٍ ومدارس ومياه، وزراعة، ومحاكم، ومشافٍ، وتجارة...الخ، ولا يجوز الاعتراض على أوامره، والناس يقدمون إلى محاكم عسكرية أحكامها تصل في عدد من الأحيان إلى أكثر من مئة سنة.‏

وخلافاً لاتفاقيات جنيف، خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تمنع قوات الاحتلال من نقل السكان إلى المناطق المحتلة، يندفع المستوطنون، بحماية قوات الجيش وحرس الحدود للاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي تتقابل شريحتان أو فئتان من البشر، إحداهما تتمتع بكل الحقوق، بما فيها حق الاعتداء على الأخرين وسلب أملاكهم، وتدميرها، والاعتداء على أرواحهم، ومصادرة ثرواتهم الطبيعية، وفئة أخرى تعتبر جماعة من الغرباء تعيش على أرضها بشكل دائم، ولا تختلف نظرة الاحتلال إلى الفلسطيني ومعاملته القاسية جداً للفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، عن معاملة حكومة بريتوريا العنصرية للسود الأفارقة، قبل سقوط نظام الأبارتـيــد.‏

وإذا كانت الأخيرة أنشأت المعازل Bantustans وأجبرت السود الأفارقة على العيش فيها، فقد سعت إسرائيل، من خلال الاستيطان والطرق الالتفافية إلى خلق هذه المعازل، وسنناقش هذه القضية بالتفصيل في الفصل الرابع.‏

ومن جهة أخرى، ومثلما سعت جنوب إفريقيا إلى استخدام الحكم الذاتي للمعازل كوسيلة للتخلص من السكان الأفارقة، فرض الفصل العنصري، وتكريس مبدأ التطور المنفصل للمعازل السوداء عن جنوب إفريقيا، مع بقاء إمكانية استغلالها في كل المجالات، لجأت إسرائيل إلى الحكم الذاتي لإعادة إنتاج الاحتلال بتكاليف أقل، وباعتراف ودعم دوليين، مقابل إعطاء الفلسطينيين مهمة القيام بالأعمال القذرة خدمة للاحتلال.‏

ولو عدنا إلى الوراء قليلاً، إلى بداية جلسات المفاوضات في الجولة السادسة في واشنطن اعتباراً من 23/8/1992، قدمت إسرائيل مشروعها للحكم الذاتي الذي جاء في ثلاثين صفحة وكان متخلفاً عما ورد في اتفاقيات كامب ديفيد، وهو يستهدف بالدرجة الأولى «ضرب علاقة الإنسان الفلسطيني بأرضه» ويجرد الفلسطينيين، حسب أقوال ميرون بنفنيستي، مدير مركز المعلومات حول الضفة الغربية، «من حقين أساسيين يتيحان تنمية الأراضي المحتلة وحرية امتلاك الأراضي». ولا يغيب عن أذهاننا أن الكاتب الإسرائيلي يتجاهل عمداً حق السيادة والسيطرة باعتباره جزءاً لا يتجزأ من حق تقرير المصير،(33) علماً أن اتفاقية كامب ديفيد تناولت قضية الحكم الذاتي بصيغ عامة وفضفاضة. وهذا ما يؤكده المصريون باعتبارهم الطرف الآخر في اتفاقيات كامب ديفيد. يقول د. مفيد شهاب، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والشؤون العربية في مجلس الشورى المصري، وعضو الوفد المصري في مباحثات الحكم الذاتي: «إن اتفاقيات كامب ديفيد لم تتضمن صورة محددة للحكم الذاتي، بل كلاماً عاماً، أما التفاصيل الإدارية والنيابية، فلم يتم التطرق إليها، ولم تشر إلى حق تقرير المصير للفلسطينيين».(34)وذكرت فقط مشاركة الفلسطينيين في تحديد مستقبلهم. ويلقي السفير المصري طاهر شاس ـ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو الوفد المصري لمباحثات الحكم الذاتي، والمستشار لاحقاً لدى الوفد الفلسطيني في مفاوضات واشنطن ـ الضوء على مسألة غاية في الأهمية وهي إن أحكام كامب ديفيد قد اتسمت بالغموض، الأمر الذي أدى إلى تمسك كل من الطرفين، المصري والإسرائيلي، بمواقفه مما أدى إلى فشل المفاوضات. (35)‏

الحكم الذاتي: مفاهيم عامة‏

إن الحكم الذاتي شكل منقوص من أشكال السيادة أو حق تقرير المصير بحيث (يمارس الشعب الواقع في ظل الحكم الذاتي سيادته الوطنية كاملة. وهو يمنح عادة للأقليات الدينية والقومية والعرقية. وقد اختلفت سلطات الحكم الذاتي من حيث مدى السلطة في إصدار التشريعات، وتسيير الأمور الداخلية، لكن صلاحياتها كانت معدومة في مجالات الشؤون الخارجية والدفاع).‏

ويمنح الحكم الذاتي لجزء من مواطني دولة ما، لكنهم يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من تلك الدولة، يتوارثون مع سكانها حق ممارسة السيطرة على الأرض وما عليها، وتظل الفئة الخاضعة للحكم الذاتي محتفظة بانتمائها للدولة الأم ويحملون جنسيتها. (36)‏

ولا يعتبر الحكم الذاتي بديلاً لحق تقرير المصير أو معادلاً له، ولا يحق لأية دولة محتلة أن تفرض على الدول الخاضعة للاحتلال حكماً ذاتياً. كما أن الاحتلال مهما طال وتجذر لا يمكنه إذابة الخواص الحضارية والثقافية والإنسانية والعقائدية التي تميز شعباً عن آخر أو أن تلغي الشرعية الوطنية للشعب الواقع تحت الاحتلال.‏

وقد ارتبط مفهوم الحكم الذاتي ببدء مرحلة تصفية الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية أي ما بين 1945 و1955، وقبل ذلك وردت الإشارة إليه في ميثاق حلف الأطلسي الموقع بتاريخ 14/8/1941 ومسودة ميثاق الأمم المتحدة التي أعدتها بريطانيا والولايات المتحدة عام 1943، وتضمنت المادة 73 من الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة الصادر عام 1945 الإشارة إلى الأقاليم الخاضعة للحكم الذاتي، وظهر داخل الأمم المتحدة تياران:‏

1ـ الأول ومثلته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واعتبرت الحكم الذاتي شكلاً من أشكال الحكم وبديلاً عن السيادة الوطنية والاستقلال.‏

2ـ التيار الثاني ومثلته مصر والهند وبعض الدول التي شكلت فيما بعد نواة دول العالم الثالث وكتلة عدم الانحياز، واعتبرت هذه الدول الحكم الذاتي خطوة أولى على طريق تصفية الاستعمار ومنح المستعمرات حقها في الاستقلال والسيادة الوطنية.‏

د ر ا ســــــة ¦¦ الأبارتيد الصهيوني (ج 3) ¦¦‏‏

الفصل العنصري Racial Segregation‏

إن أبرز مظاهر الأبارتـيــد، بل يمكننا القول، إن الشكل العملي لتجسيد الأرباتيد يتجلى من خلال الفصل العنصري. وقد مورست هذه السياسة رسمياً في الولايات المتحدة حتى الستينيات من القرن الماضي، وفي جنوب إفريقيا حتى التسعينيات من القرن الماضي وفي اسرائيل، حتى الآن. وتطابقت تجليات جوهر الفصل العنصري في كل من هذه البلدان الثلاثة رغم وجود فوراق أو تباينات. اقتضتها بعض ضرورات معينة، خصوصاً في إسرائيل.‏

أ ـ الفصل العنصري في الولايات المتحدة:‏

يجب التمييز بين نمطين من الفصل العنصري.‏

1. الفصل القانوني de jure Segregation، ويتجسد هذا الفصل من خلال التشريعات والقوانين التي تفرض الفصل العنصري وتعاقب من يرتكب أية مخالفة. وقد الغي هذا النوع من الفصل في أواسط الستينيات.‏

2. فصل الأمر de facto Segregation ويأتي نتيجة لممارسات اجتماعية وقرارات سياسية وظروف اجتماعية وسياسات حكومية تؤدي إلى فصل الناس على أساس عرقي أو اثني رغم عدم وجود تشريعات تنص على ذلك، ولا يزال هذا الشكل من الفصل العنصري موجوداً في أماكن كثيرة في الولايات المتحدة.‏

تؤكد الوقائع التاريخية أن الفصل العنصري في الولايات المتحدة هو الأقدم والأكثر دموية، وقد مورس ضد الزنوج الأفارقة الذين كانت تختطفهم سفن القراصنة من الشواطئ الأفريقية وتحملهم إلى الولايات المتحدة للعمل في المزارع، وقد تمركزت الأغلبية الساحقة من الزنوج في الولايات الجنوبية، وكان الموقف من مسألة تحرير الزنوج أحد أبرز قضايا الخلاف بين الولايات الشمالية والولايات الجنوبية إبان الحرب الأهلية.‏

سمة أخرى للفصل العنصري في الولايات المتحدة وهي أنه لم يصل لدرجة الأبارتـيــد لأن الزنوج كانوا يشكلون أقلية سكانية تستخدم للعمل في الأرياف، والأغلبية الساحقة منهم كانوا عبيداً وبالتالي يعتبرون من الأملاك المنقولة.‏

تعود بدايات الفصل العنصري في الولايات المتحدة إلى بدايات الغزو الأوربي للعالم الجديد، وخصوصاً أمريكا، وقد استمر حتى الستينيات من القرن الماضي عندما ألغي قانونياً، لكنه لا يزال يطبق على أرض الواقع.‏

قبل الحرب الأهلية 1861ـ1865 لم يكن يسمح للزنوج بالالتحاق بالمليشيات أو الجيش أو البحرية، ولكنه يسمح للزنوج الأحرار بالحصول على جوازات سفر، وفي عام 1857 أعلنت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أنه لا يمكن للزنوج أن يكونوا مواطنين أمريكيين. وبعد الحرب الأهلية، وخصوصاً خلال فترة إعادة البناء 1865ـ1877 صدرت الكثير من القرارات التي خففت معاناة الزنوج الأمريكيين، ومنها التعديل رقم 13 تاريخ 1865 الذي ألغى العبودية، والتعديل رقم 14 تاريخ 1868 الذي اعتبر الزنوج مواطنين أمريكيين، والتعديل رقم 15 تاريخ 1870 الذي ألغى التمييز العنصري في مجالات التصويت والانتخابات. ومع ذلك بقي الفصل العنصري في مدارس سان فرانسيسكو حتى عام 1956 وفي كاليفورنيا حتى عام 1940. ومن اللافت للنظر أن الفصل العنصري ازداد حدة بعد الحرب الأهلية في الولايات الجنوبية، لأن الأغلبية الساحقة من الزنوج كانوا عبيداً. وتماشياً مع تزايد حده الفصل العنصري أقرت المجالس التشريعية ما يعرف بقوانين السود Black Codes التي قلصت وبشكل حاد، حريات السود، رغم أن الأوضاع كانت تختلف بين ولاية وأخرى وقلصت حريات الزنوج في مجال العمل، حقوق التملك، وقد صدرت قوانين خاصة عرفت باسم قوانين مكافحة التشرد Vagrancy Laws وبموجبها أجبر الزنوج على العمل عند البيض، ومنعوا من الاستئجار في المدن، ومنعوا من إبداء المعارضة أو رفض العمل لدى البيض.‏

وثمة قضية أخرى لافتة للنظر، وهي أن الديمقراطيين الذين سيطروا على الولايات الجنوبية عام 1877 ألغوا كل الإنجازات التي حققها الزنوج في عهد الجمهوريين، وأعادوا عدداً من قوانين الفصل العنصري، وأوجدت بعض العقبات للحيلولة دون ممارسة الزنوج الذين حصلوا على حرياتهم حقهم في الانتخابات، ومن هذه العقبات، فرضت ضريبة انتخابات باهظة، لا يستطيع الزنوج دفعها، وفرض امتحان اجتياز الأمية، علماً أن تعليم الزنجي للقراءة والكتابة كان عملاً خارجاً عن القانون، وفي بعض الأحيان اعتبر عملاً مخالفاً لتعاليم الكنيسة.‏

وفي عام 1883 وقفت المحكمة العليا في الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي وأعلنت عدم مقدرتها على مواجهة قوانين التمييز العنصري وقال القاضي جوزيف برادلي «أن الرجل الذي يخرج من العبودية، بمساعده من قوانين الإحسان، لابد أن يمر بمرحلة من التطور ليرفع نفسه خلالها ـ قبل أن يصل إلى مرحلة المواطنة» وفي عام 1896 أقرت المحكمة العليا بليسي فرجسون مبدأ الفصل العنصري بين السكان في المواصلات والمؤسسات والمرافق العامة. وفي عام 1898 منع الزنوج في ولاية المسيسبي من العمل في المحاكم، ومن الانتخاب، وحتى عام 1914 كان الزنوج في لويزانا يدخلون السيرك من بوابات خاصة، وفي أوكلاهوما، كانت ثمة هواتف خاصة بالزنوج. وفي عام 1920 اعتبر الحديث عن المساواة جريمة. وفي بعض الولايات كانت الكتب المدرسية التي توزع على البيض تحفظ في مخازن خاصة ولا يجوز أن تعطى للطلاب السود. وبقي الفصل العنصري في الولايات الجنوبية شبه كامل حتى عام 1954، وهذا يشمل المدارس، المطاعم، الفنادق، محطات القطار، غرف الانتظار، المصاعد، الحمامات العامة، الجامعات، المشافي، المقابر، المسابح، المناهل، السجون، والكنائس، وفي المحاكم، كان البيض يحلفون على نسخة من الكتاب المقدس، والزنوج على نسخة أخرى.‏

فرق الموت الأمريكية:‏

تعتبر فرق الموت الإسرائيلية التي كلفت باغتيال نشيطي الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987ـ1983 والانتفاضة الثانية التي تفجرت في 28أيلول 2000 وكانت في البداية تعمل سراً Units Under Cover ومن ثم أصبحت تعمل علناً مخالفة للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وتعتبر فرق الموت هذه امتداداً لفرق الموت الأمريكية التي كانت تمارس ما يعرف بالإعدام Lynching حيث تقوم عصابات من البيض الأمريكية بمهاجمة الزنوج، وإلقاء القبض على بعضهم وإعدامهم شنقاً في الساحات العامة وبلا محاكمة، أو إعدامهم حرقاً حتى الموت، أو بالضرب حتى الموت. وقد بلغ عدد الذين نفذ بهم حكم الإعدام بهذه الطريقة خلال الفترة ما بين 1890ـ1900 نحو 2000 زنجي، وخلال الفترة ما بين 1900ـ1901 أعدم 200 زنجي وفي بعض الأحيان كانت العصابات، ومن أشهرها عصابة كلوكلاس كلان K.K.K تنفذ عقوبة الإعدام بالبيض الناشطين في مجال الدعوة لمساواة الزنوج. (25)‏

ب ـ جنوب إفريقيا:‏

يعتبر الفصل العنصري في جنوب إفريقيا هو الأقرب إلى التجربة الصهيونية، بسبب الأصول الفكرية والتوراتية المتماثلة النظرة إلى السكان الأصليين، الاعتماد على دولة أو دول عظمى لتوفير الدعم الخارجي، اعتماد ما يعرف بلعبة العدالة البريطانية. The British Game of Justice التي تتمثل بإيجاد نظام برلماني ديمقراطي للفئة الحاكمة وتشريعات تكرس التمييز العنصري، وقوات شرطة وجيش ومهمتها تطبيق القوانين، لكن الشيء الأهم في النموذج الجنوب إفريقي كما سنرى، أنه تجسد في اسرائيل بما يعرف بالحكم الذاتي للسكان، وليس للأرض مما يبقي السيطرة على الأرض ويسمح باستمرار استغلال السكان الأصليين باعتبارهم قوى عاملة رخيصة، وأخيراً جاءت فكرة المعازل التي طبقتها جنوب إفريقيا وارادت اسرائيل تطبيقها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.‏

البانتو ستانات Bantustant‏

أطلق على المعازل التي فرضت على السود في جنوب أفريقيا العيش فيها اسم بانتوستانات وهي تعني موطن السود Black homelands والكلمة مشتقة من الافريكانية وتتألف من جزأين Bantu وتعني أسود All black وستان تعني بلاد homeland. وقد صدر القانون بتشكيل البانتوستانات رسمياً عام 1950 وبقي ساري المفعول حتى عام 1994 وبموجب هذا القانون حددت عشرة معازل للسود هي: (26)‏

1ـ بوفوثسوانا Bophuthswana‏

2ـ سيسكاي Cieksi‏

3ـ غازان كولو Gazan kulu‏

4ـ كانغوار Ka Ngeare‏

5ـ كواند بيلي Kwa Ndebele‏

6ـ كوازولو Kwa Zulu‏

7ـ ليبوا Lebowa‏

8ـ كواكوا Qwa qwa‏

9ـ ترانسكاي Transkei‏

10ـ فينداي Vendei‏

وبموجب قانون تطوير الأراضي لعام 1936، حددت مساحة 13% من أراضي جنوب أفريقيا للسود لتبنى عليها المعازل لاحقاً، وقد شرع هنريك فيرفور Hendrik Verwore وزير خارجية جنوب أفريقيا 1950 ـ 1985 ورئيس وزرائها ما بين 1966 ـ 1985، شرع في تطبيق سياسة المعازل. وفي عام 1951 صدر ما يعرف بقانون سلطة البانتو The Bantu Authority. وخصصت بموجبه حكومة جنوب أفريقيا أجزاء من احتياطي أراضى الدولة لبناء المعازل، وعينت لكل من المعازل سلطة مسؤولة عن قضايا المشافي، الطرق، المؤسسات التعليمية. (سنرى لاحقاً كيف حاول مناحم بيغن تطبيق مفهوم الحكم الذاتي ذاته على الفلسطينيين) وفي عام 1959 وضمن قانون تطور سلطات الحكم الذاتي The Promotion of Self ـ Government تأسست الوحدات الوطنية National units أي أن تتطور كل من المعازل بشكل مستقل عن المعازل الأخرى، وفي الوقت ذاته مستقل عن جنوب أفريقيا. (27)‏

وفي عام 1963 صدر مرسوم ترانسكاي الذي يسمح للجمعية التشريعية والمجلس التنفيذي بادارة أراضي ترانسكاي. وفي عام 1971 صدر قانون دستور المعازل The Bantu Homeland Constitution Act وطبق على كل المعازل. وبموجب القانون المذكور يحق لرئيس جمهورية جنوب أفريقيا تشكيل المجالس التشريعية للمعازل تعيين أعضاء سلطة الحكم الذاتي، ويحق للسكان الأصليين انتخاب نصف أعضاء المجلس التشريعي، ويحتفظ بالنصف الثاني للزعماء الإقليميين الذين خلقت سلطات جنوب أفريقيا بينهم خلافات ومصالح أنانية متناقصة تسهل على السلطات في بريتوريا حكمهم. (28)‏

وتنحصر مهام وصلاحيات سلطات الحكم الذاتي بجمع الضرائب، إصدار القوانين المتعلقة بالمدارس، السجون، الطرق، الشرطة، ولكن لا علاقة لسلطة الحكم الذاتي بالسياسة الخارجية، الدفاع، الاتصالات، المصارف، الشؤون المالية، وكل ما يتعلق بالأمور المذكورة أعلاه مرتبط بموافقة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، ومن المهم أن نتذكر أنه عندما يتمتع أحد المعازل بالحكم الذاتي، تسقط جنسية جنوب إفريقيا عن كل السكان التابعين له، وهذه طريقة فريدة للتخلص من السكان وتجريدهم من حقوقهم بلا ترانسفير، بينما كانت الرؤية الإسرائيلية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 تقوم على اعتبارهم غرباء ويقيمون بشكل دائم، ولا يحق لهم سوى الإشراف على الشؤون البلدية والقروية، المدارس، المشافي، ولا علاقة لهم بالسيطرة على الأمن، الجيش، المياه... الخ. ولا مجال في مناطق الحكم الذاتي لزيادة عدد السكان غير اليهود.‏

ولو ألقينا نظرة على جغرافية المعازل لتبين لنا أن معظم المعازل تشكلت من قطع أرض منفصلة، غير متواصلة إقليمياً، فقيرة أو غير قابلة للزراعة، وإن اقتصاد المعازل يبقى بشكل أساسي يعتمد على جنوب إفريقيا، أما بالنسبة للعمال فهم يعملون في النهار خارج المعازل ويعودون إليها ليلاً بموجب تراخيص انتقال صدرت ضمن ما يعرف بقوانين الانتقال Pass laws. وفي بعض الأحيان، وعندما تقتضي مصلحة جنوب إفريقيا يمكن نقل العمال من منطقة إلى أخرى، ليصبحوا عندئذ عمالاً مهاجرين، ولا يختلف الوضع كثيراً عن أوضاع العمل والعمال في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأخيراً أصبح سكان المعازل عبارة عن جماعات بشرية تكتظ في مناطق فقيرة جداً، وتعمل في صناعات يديرها البيض خارج المعازل (29) (قارن ذلك مع مشروع النجوم السبعة لشارون في الضفة الغربية، وما يعرف بالمناطق الصناعية الغربية من خطوط التماس).‏

جـ ـ إسرائيل‏

يعتبر المشروع الصهيوني آخر التجارب الاستعمارية في العالم وأكثرها تعقيداً، فهو، أولاً، مارس ما يعرف باستيطان الانفصال الذي مارسه المستوطنون في جنوب إفريقيا وروديسيا وكينيا وأدى إلى قيام كيانات استيطانية ومارس الاستعمار الاستئصالي أو الإجلائي لإزالة كل ما ينتمي إلى فلسطين بشرياً وحضارياً قبل عملية بناء الكيان. وهذا ما سندرسه بالتفصيل في الفصل الثاني الذي يعالج الترانسفير الصهيوني كشكل من أشكال حل مشكلة السكان الأصليين بعد أن اتضح، ولأسباب لا مجال لذكرها هنا، عدم إمكانية تطبيق الخيار الأمريكي مع الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم جسدياً، ثانياً: جمع بين القومية والدين، بين النظام الاستيطاني الإجلائي والاستعمار التقليدي القائم على التوسع ونهب الخيرات، وبدلاً من الاعتماد على دولة عظمى واحدة، اعتمد على النظام الأوروبي في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، وما بين الحربين العالميتين، ثم نقل ولاءه وتحالفه عبر المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة، ثالثاً: أوجد تشكيلة اجتماعية/ اقتصادية فريدة في تكوينها، وجدت مؤسسات السلطة فيها قبل أن يتشكل المجتمع عينة، فالوكالة اليهودية كانت بمثابة الدولة حتى عام 1948، الهستدروت تأسس تقريباً قبل أن تتشكل الطبقة العاملة التي يمثلها، والهاغناة كانت الجيش والشرطة وكل ما يتعلق بالإكراه وممارسته. رابعاً استفادت إسرائيل من كل تجارب الأبارتـيــد والفصل العنصري في العصر الحديث، فقد أشرف العسكريون البريطانيون، كما سترى لاحقاً في الفصل الرابع على اختيار مواقع المستوطنات وتحصينها، وتدريب المحاربين فيها، وقدمت الولايات المتحدة لإسرائيل الشكل العملي لتطبيق لعبة العدالة البريطانية في التمييز ضد العرب في الأراضي المحتلة عام 1948، وفي تكريس سياسة حق القوة، وقدمت جنوب إفريقيا تجربة فريدة في التخلص من السكان من خلال الحكم الذاتي، والسيطرة على الأرض. خامساً: تعددت تجليات ممارسة الأبارتـيــد على الفلسطينيين، في الشتات، داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وفي الضفة الغربية وقطاع غزة اللتين احتلتا عام 1967. (30)‏

وسنناقش فيما يلي تجليات الأبارتيد الصهيوني‏

أ ـ اللاجئون‏

اعتبرت الصهيونية الترحيل (الترانسفير) الحل الوحيد لمشكلة السكان الأصليين، وبذلك اختلفت مع كل الكيانات الاستيطانية التي سبقتها، وإذا كنا سنناقش الترانسفير في الفكر الصهيوني بالتفصيل في الفصل الثاني، فمن المناسب أن نلقي بعض الضوء على الأبارتـيــد الواقع على اللاجئ، والذي لا يستطيع المجتمع الدولي أن يغمض عينيه ويتجاهله، طالما استمر تجاهل إسرائيل وازدراؤها للشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، وحقهم في العودة إلى أرضهم، وتقرير المصير وبناء الدولة الوطنية المستقلة.‏

د ر ا ســــــة ¦¦ الأبارتيد الصهيوني (ج 2) ¦¦‏‏

الفصـل الأو َّل :الأبارتيد المقارن

( قبل الدخول في البحث عن الأبارتـيــد، تعريفه، أصوله، مظاهره، دور الغزو الاستعماري الأوربي في نشأته، دور المستوطنين، والاستيطان الأبيض في بناء الكيانات الاستيطانية التي مارست الأبارتـيــد، علاقات سلطات الأبارتـيــد مع السكان الأصليين سواء خلال حملات إبادة الجنس Genocide أو إبادة الشعب Ethnocide، أو خلال ممارسة سياسات العزل العنصرية Racial segregation، القوانين والتشريعات التي كرست الأبارتـيــد كواقع حياتي تقسم الشعوب على أساسه إلى من يتمتعون بكل شيء ومن يحرمون من كل شيء، قبل الدخول في ذلك من المفيد القول إن مصطلح الأبارتـيــد ظهر أول مرة في جنوب أفريقيا عام 1944، وقد صاغه الدكتور د.ف.مالان،D.F.Malan زعيم الحزب القومي في جنوب أفريقيا، وخاض الانتخابات على أساس ذلك الشعار الذي ساهم في ائتلاف قوى يجمع كل الفئات والطبقات الافريكانية (البيض وهم من أصول هولندية وأوربية ويتكلمون لغة تعرف بالافريكانية)(1) واستمرت ممارسة الأبارتـيــد رسمياً في جنوب أفريقيا مدة أربعة عقود، وقد حظيت هذه السياسة بالدعم الكامل من الكنيسة الإصلاحية الهولندية، وهي كنيسة بروتستانتية تؤمن بأن عدم مساواة الأعراق مشيئة إلهية، وأن السود الذين تعتبرهم الكنيسة من أحفاد حام بن نوح، وجدوا ليخدموا البيض أحفاد سام. واعتبر البوير، وهم فلاحون هولنديون اعتنقوا البروتستانتية في القرن السادس عشر، وشكلوا القاعدة المادية للمستوطنين البيض في جنوب أفريقيا، اعتبروا إلغاء العبودية مخالفاً لتعاليم الكتاب المقدس، وبالنسبة للأفريكانيين البيض يعتبر الزنوج الأفارقة منحطين، غير متحضرين مهمة الرجل الأبيض تحضيرهم وتحديثهم.(2) وعندما أصبح ف.و.دي كلارك F.w.Deklerk زعيما للحزب القومي عام 1989 وأطلق سراح نيلسون مانديلا ورفاقه المعتقلين في السجون العنصرية عام 1992، عارضت الكنيسة الإصلاحية الهولندية هذه الإجراءات التي أدت إلى انتصار المؤتمر الوطني الأفريقي بزعامة مانديلا عام 1994 وبذلك انتهت سياسة الأبارتـيــد رسمياً في جنوب أفريقيا. (3) وتعني أبارتـيــد apartheid بالأفريكانية العزل Separateness أو الفصل apartness وهي عملياً السياسة التي حكمت العلاقات بين الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا والأغلبية من الملونين الأفارقة والآسيويين، وأسست وبالتالي شرعنت الفصل العنصري Racial Segregation ، والتمييز الاقتصادي والسياسي ضد غير البيض. وسياسة الأبارتـيــد التي تعرف غالباً بالتطور المنفصل منذ الستينات، أصبحت ممكنة نتيجة قانون تسجيل السكان عام 1950 الذي صنف كل سكان جنوب أفريقيا إلى سود Bantus ملونيين Colored، أو بيض، وفيما بعد أضيفت فئة رابعة للآسيويين وشملت الهنود والباكستانيين.‏(4)‏

ومن البديهي أن منشأ الأبارتـيــد هو العنصرية Racism، أي الاعتقاد الذي يتحول من خلال الممارسة العملية إلى سياسة تحيلنا إلى موقف سبقي Prejudice أو موقف سالب أو موجب، كون مقدماً دون دلائل كافية يتمسك به أتباعه ومؤيدوه بانفعال يصل إلى حالة العصاب أحياناً. ويزعم العنصريون تفوقهم العرقي على بقية الأعراق الأخرى. واستناداً إلى هذا الزعم الذي يرقى إلى مرتبه الإيمان عند أتباعه تقسم البشرية إلى أنماط مختلفة من الجماعات والشعوب على أساس اللون، وتطلق عليهم الأوصاف الاجتماعية والأخلاقية استناداً إلى الفئة التي ينتمون إليها. (5)‏

وعندها تصبح العنصرية سياسة رسمية للدولة، تقر القوانين التي تكرسها. ففي الولايات المتحدة، وحتى العقد السادس من القرن العشرين، كان القانون الفيدرالي الأمريكي يسمح بالتمييز العنصري في مجالات العمل والسكن والتعليم والخدمات والمرافق العامة، والتصويت في الانتخابات والوضع القانوني للأفراد أمام المحاكم العامة. (6) وعندما صعدت النازية إلى الحكم في ألمانيا في الثلاثينيات، وفي سبيل تكريس تفوق العرق الآري The Aryan Race ارتكب النازيون مجازر بشعة داخل ألمانيا وخارجها ضد الأقليات الدينية والأثنية وشعوب المناطق التي احتلتها القوات النازية. وجرى تقسيم شعوب العالم على أساس عرقي بحت. وفي جنوب أفريقيا، أصبح الأبارتـيــد سياسة رسمية عندما تسلم الحزب القومي السلطة عام 1984، وصدر عام 1950 ما يعرف بقانون مناطق الجماعات The Group Areas Act الذي حددت بموجبه مناطق معينة داخل المدن لكل من الأعراق المختلفة ومنع الاختلاط في السكن والعمل، وكذلك تملك الأراضي خارج المناطق المحددة. وفي عامي 1954 و1955 صدر قانونان آخران، عرفا مع قانون عام 1950 بقوانين الأرض، التي جاءت مكملة لعملية طويلة استمرت ما بين عامي 1913 و1936. وسيطرت بموجبها السلطات العنصرية على أكثر من 80% من الأراضي، وأجبرت الزنوج على الحصول على تصاريح مغادرة بموجب ما عرف باسم Pass laws قوانين المرور والمغادرة، وصدرت قوانين حظرت كل أشكال الاتصال الاجتماعي وأسست لما يعرف بالفصل العنصري تمهيداً لتطبيق سياسة التطور المنفصل. (7) وفي إسرائيل، وبسبب الإصرار الصهيوني الذي يصل إلى مرحلة الاستلاب Alienation على يهودية الدولة، كما تنص على ذلك وثيقة ما يعرف بإعلان دولة إسرائيل الصادرة في أيار عام 1948، تتيح القوانين الإسرائيلية علانية وبلا أية مواربة، التمييز ضد غير اليهود في كل المجالات.‏

وتؤكد الدراسات التاريخية أن الأبارتـيــد هو ثمرة النظام الاستعماري الاستيطاني، الذي شهدته مناطق مختلفة في العالمين القديم والجديد في القرن السابع عشر، علماً أن مصطلح الاستعمار الاستيطاني حديث نسبياً ويعود تاريخ ظهوره إلى الستينيات من القرن العشرين. ورغم أن الباحثين اتفقوا على خصائص النظام الاستعماري الاستيطاني، إلا إنهم لم يتفقوا على تعريفه وهذه بعض الأمثلة.‏

* في عام 1971 نشر الدكتور جورج جبور بحثاً في المجلة المصرية للقانون الدولي، تحت عنوان «الطبيعة العنصرية للاستعمار الاستيطاني والمسائل القانونية الناجمة عنه». وحاول د. جبور في هذا البحث تعريف الاستعمار الاستيطاني بقوله: «ثمة حالة استعمار استيطاني في كل مرحلة حدث فيها، في العصر الحديث، أن قام غرباء (هم في الأغلبية أوربيون) بالاستيطان في قطر معين أو أرض معينة لا تخصهم وحيث جاء هذا الاستيطان نتيجة التأييد الضمني أو العلني للنظام والقوى السياسية الأوروبية، وحيث أخذ المستوطنون، بعد توطيد استيطانهم، بممارسة السلطة فوق ذلك القطر أو تلك الأرض، وفوق كل من كان ولا يزال في ذلك القطر أو تلك الأرض من سكان أصليين»، ويضيف الباحث أن الاستعمار الاستيطاني يتضمن نقل السكان من أوربا، وزرعهم في المناطق المكتشفة حديثاً في العالم من قبل الأوربيين، ثم تأييد النظام الأوربي كل محاولات الاستيطان المختلفة، وأخيراً ممارسة المستوطنين للسلطة فوق الإقليم الجديد بمشاركة الدولة الأم. أولاً ومن ثم بشكل مستقل عنها. (8)‏

ويلاحظ أن هذا التعريف مفصل ليناسب الوضع في إسرائيل وجنوب أفريقيا سابقاً وروديسيا سابقاً (زيمبابوي حالياً).‏

* قدم الدكتور سميح فارسون، من قسم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في واشنطن، د.س بحثاً تحت عنوان «جنوب أفريقيا وإسرائيل ـ علاقات خاصة» وذلك في المؤتمر الذي عقد حول الاتجاهات الاجتماعية ــ الاقتصادية والسياسية في جنوب أفريقيا برعاية المعهد الأفريقي للتنمية والتخطيط التابع للأمم المتحدة ومقره في داكار عاصمة السنغال. وعقد المؤتمر في دار السلام في الفترة ما بين 29 تشرين الثاني و 12 كانون الأول 1975 وأعيد نشر البحث ضمن كتاب السيدين ستيفنس والمسيري «إسرائيل وجنوب أفريقيا» تحت عنوان «الاستعمار الاستيطاني وديمقراطية السادة (الشعب المختار)».‏

يرى الدكتور فارسون أن العامل الأكثر أهمية في تحديد هوية الاستعمار الاستيطاني هو (أن العلاقة تتمثل في علاقة المستوطنين بالسكان الأصليين، وفي علاقتهم بالأرض، ومعنى ذلك أنه لا ينبغي التركيز فقط على أهمية عنصر السيطرة على الأرض، وإنما ينبغي تحديد موقف السكان الأصليين وحالتهم. ثم يقول الدكتور فارسون عن ديمقراطية الشعب السادة The Herrenvolk Democracy إنها تتميز بازدواجية تتمثل بديمقراطية برلمانية للمستعمرين المستوطنين ونظام استعماري للسكان الأصليين. ويركز الدكتور فارسون جل اهتمامه على التجربة الإسرائيلية فيوضح كيف جرت محاولة الاستيلاء على الأرض على حساب السكان الأصليين، وبينما أتاحت القوانين في جنوب أفريقيا للبيض السيطرة على 93% من الأرض بموجب ما يعرف بقانون الأراضي للسكان الأصليين لعام 1913 1913) (The Natives land Act of وتغيرت النسبة إلى 87% عام 1936، حاول الإسرائيليون في البداية الاستيلاء على الأراضي من خلال الشراء، ومن ثم جاءت القوانين التي سنتها إسرائيل وخصوصاً قانون أملاك الغائبين لعام 1950 لتشرعن الاستيلاء على أراضي اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من قراهم ومدنهم عام 1948. (9) من خلال ما عرف بأملاك الغائبين Absentee Verdict.‏

وبالنسبة لعلاقة المستوطنين مع الدولة الأم يقول الدكتور فارسون إن ثمة تناقضاً مزدوجاً في هذه العلاقة، فهي غير متوافقة مع مصالح السكان الأصليين، وكذلك الأمر بالنسبة للرأسمالية في البلد الأم، ولذلك يبدأ التناقض التناحري أو اللاتصالحي على الأقل بين مصالح المستوطنين وكلا الجانبين الآخرين، وعندما تنشب حرب الاستقلال السياسي للسكان الأصليين، يجد المستوطنون أن وجودهم في خطر ويخوضون حرباً لاهواده فيها على جبهتين ـ حرب بكل المعنى ضد السكان الأصليين، وحرب أخرى من حين لآخر ضد الدولة الأم، قد تكون عنيفة جداً في بعض الأحيان. (10)‏

ولا شك في أن هذا التعريف ينطبق على حالة الولايات المتحدة، كندا، الجيش السري الفرنسي في الجزائر، ولكننا لا نظن أن أحداً يمكن أن يصدق أكذوبة الصهيونية حول ما تسميه بحرب 1948 (حرب الاستقلال) ضد الانتداب البريطاني.‏

* في كتابه النظام السياسي والاستيطاني ـ دراسة مقارنه ـ إسرائيل وجنوب أفريقيا، الصادر عن دار الوحدة 1981، يقول الدكتور مجدي حماد في خلاصة مبحثه الأول الذي يحمل عنوان (التعريف بالاستعمار الاستيطاني) أنه يقوم على ثلاثة عناصر: (11)‏

1ـ الهجرة الاستيطانية‏

2ـ السيطرة المنظمة على الأرض‏

3ـ الغزو العلني، ومن ثم يضيف قائلاً إنه يلزم لقيام الكيان الاستيطاني الاستعماري ثلاث قواعد أساسيه هي :‏

1ـ القاعدة الديمغرافية وتتمثل في الهجرات الجماعية.‏

2ـ القاعدة الجغرافية وتتمثل في الاستيلاء على الأرض‏

3ـ القاعدة السياسية وتتمثل في غزو الإقليم وغزو السلطة.‏

* يركز ل. كوبر في كتابة «الطبقة والسلطة والعرق» الصادر في شيكاغو عام 1975 على سمتين أساسيتين من سمات الكيان الاستعماري الاستيطاني وهما:‏

1ـ المركز القانوني للمستوطنين حيث تتمتع كيانات المستوطنين البيض بتشريع يحدد بدقة علاقتهم بالدولة الأم أو المستعمرة.‏

2ـ يبرز عن الاستعمار الاستيطاني حالة متطرفة من التعدد الثقافي.‏

هذا التحديد صحيح نسبياً، لكن ثمة دول لا يمكن اعتبارها كيانات استعمار استيطاني ولكن يبرز فيها وبوضوح حالات من التعددية الثقافية تصل في بعض الأحيان إلى التناقض التناحري، وثمة أمثلة كثيرة على ذلك في دول الشرق الأوسط. (12)‏



الهجرة الاستيطانية‏

إن الهدف الأساسي للاستعمار الاستيطاني هو أن يتحول الاستيطان من حقيقة مادية اجتماعية / اقتصادية إلى حقيقة سياسية كيانية مستقلة عن الدولة الأم أو مرتبطة بها. ولا يمكن لموجات الهجرة إلى مركز الاستيطان أن تكتسب هذه الصيرورة إلا إذا كانت مرتبطة بقوة خارجية تنظمها وتمولها وتشرف عليها وتحدد لها أهدافها. وسنبين في فصل لاحق كيف اشرف ضباط بريطانيون على اختيار مواقع المستوطنات اليهودية في فلسطين، وكيف وفروا لها الحماية والتمويل، وبالمقابل كيف تعاونت أيضاً المنظمة اليهودية العالمية مع بريطانيا وألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية للحصول على دعم هذه الدول، بغض النظر عن الخلافات السياسية بينها حول المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين.‏

ومن خلال مقاربة تاريخية بسيطة يتضح لنا، أن دور المنظمة الصهيونية العالمية، والوكالة اليهودية، باعتبارها الذراع التنفيذي والمسؤولة بالشكل العملي والمباشر عن تنفيذ المشروع الاستيطاني الصهيوني، والإشراف عليه، وقيادته حتى يتحول إلى دولة، أن هذا الدور، من حيث الجوهر، لم يختلف كثيراً عن دور الشركات الاستعمارية التي شكلتها الدول الاستعمارية في القرنين الثامن والتاسع عشر لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية، ووفرت لها كل الدعم والحماية العسكرية، ومن بين الشركات الاستعمارية نذكر: (13)‏

شركة بورنيو البريطانية وتشكلت عام 1881‏

شركة أفريقيا الملكية للبريطانية وتشكلت عام 1888‏

شركة جنوب أفريقيا البريطانية وتشكلت عام 1889‏

شركة الهند الشرقية البريطانية.‏

ومنذ بداية الانتداب البريطاني على فلسطين، اعتبرت سلطات الانتداب الوكالة اليهودية دولة ضمن الدولة، ووضعت رغباتها ومصالحها على رأس سلم أولوياتها السياسية، ولم تدخر جهداً في سبيل تسهيل استيلائها على الأراضي، سواء بالترغيب أو الترهيب أو المنح من الأراضي الأميرية التي تشرف عليها سلطات الانتداب.‏

والهجرة إلى مركز الاستيطان تختلف من حيث النوع والكم عن أنواع أخرى من الهجرات البشرية، فهي ليست هجرة موسمية أو مؤقتة، وليست بحثاً عن العمل أو الانتقال إلى مكان آخر للعيش فيه، بل إنها تتخذ أحياناً شكل التهجير الإجباري، كما فعلت الحكومات البريطانية المتعاقبة التي هجرت خلال فترة 1788 و 1867 أكثر من 150 ألف مجرم إلى استراليا، وكذلك الاتفاقات التي وقعتها المنظمة الصهيونية العالمية مع ألمانيا النازية لتهجير عشرات آلاف اليهود من ألمانيا والمناطق التي احتلتها، والأساليب التي اتبعتها لجعل اليهود في روسيا، العراق، المغرب، اليمن، أثيوبية وأماكن أخرى من العالم لا يملكون خياراً سوى الهجرة إلى فلسطين ـ واليكم بعض الأمثلة:‏

* في عام 1895 التقى تيودور هرتزل مع القيصر الألماني، وكتب تيودور هرتزل في مذكراته قبل اللقاء: (سأقول للقيصر: اتركونا نرحل! فنحن مختلفون عنكم، كما لا يسمح لنا بالاختلاط مع أهل هذه البلاد ولا نقدر على ذلك) وفي عام 1896 كتب هرتزل في مذكرته «إن أعظم أنصاري اليوم هو إيفان سيموني المعادي للسامية». وعندما التقى هرتزل وزير خارجية روسيا القيصرية المعروف بعدائه الشديد للسامية، قال له هرتزل «لكم قلت للمرحوم الإمبراطور اسكندر الثالث لو استطعنا إغراق ستة ملايين يهودي في البحر الأسود لاكتملت سعادتي» لأن اليهود الباقيين سيسارعون بالهجرة إلى فلسطين حسب اعتقاد هرتزل. (14)‏

* تشير وثيقة من المحفوظات السرية لوزارة الخارجية الألمانية مؤرخة في 23/6/1937 إلى وجود اتفاق بين الرايخ الهتلري والوكالة اليهودية يقضي بتهجير اليهود إلى فلسطين تؤكد «هذا الإجراء الذي تفرضه اعتبارات متعلقة بالسياسة الداخلية، قد يساهم في دعم اليهود في فلسطين ويسرع في إقامة الدولة اليهودية الفلسطينية» وفي 27/1/1937 صرح كلوديوس، المستشار السياسي لهتلر «إن مسألة هجرة يهود ألمانيا قد بت فيها بقرار من الفوهرر ـ يوافق على الاستمرار» ويتحدث ثاثان إليه ـ مور: أحد قادة شتيرن أحد أفراد الجماعة الموفدين إلى النازيين أثناء الحرب عام 1948 فيقول : (اعتبرت مشروعاتنا المتعلقة بالهجرة الجماعية بمثابة ميزة اضافية للألمان، فهي تحقيق لأحد أهداف النازية المعلنة (تخليص أوروبا من اليهود). (15)‏

وعي الذات:‏

شكلت آراء الفلاسفة من أمثال جورج لويس دي بوفون 1707ـ1788 Georges Louis Leclerc de Buffon وجوزيف اثر غوبينو 1816ـ1882 Joseph Arthur Goubineu مؤلف كتاب «بحث في اللامساواة بين العروق»، أساساً فكرياً لاعتبار الشعوب غير البيضاء بدائية، وساعدت بالتالي في تسويغ الغزو الاستعماري واسباغ المسحة الحضارية على الرجل الأبيض الذي يأتي التقدم على يديه، وبشرت بالتالي بنموذج راق للإنسانية يتمثل بالجنس الأبيض. (16) فالعلاقة بين الرجل الأبيض والشعوب الأخرى مثل العلاقة بين (المدينة والصحراء) والاستعمار الاستيطاني الذي ينتشر في مختلف البلدان، كما يرى الجنرال سمومتس، زعيم جنوب أفريقيا، وصديق حاييم وايزمن، ومن سهل له الدخول إلى كل دوائر اتخاذ القرار في العاصمة البريطانية للحصول على وعد بلفور في عام 1917 «الاستعمار الاستيطاني هو «مدينة البيض» ومن يقومون بهذه المهمة لهم سمات مشتركة كما يقول هـ.س.ارم سترونغ H.C.Armatrong وذلك في معرض مقارنته بين البوير في جنوب أفريقيا والمشروع الاستيطاني في فلسطين «أن للبوير واليهود الخلفية ذاتها كشعبين، الهولنديون في الحقول، واليهود في الصحراء، ولهما السمات ذاتها، فكلا هما شعبان مران قاسيان، يتمسكان بالدين بشكل قوي في حياتهما معتمدين على الكتاب ذاته ـ كتاب العهد القديم». (17)‏

والعرب لدى سموتس، كما يقول كاتب سيرته، «ليسوا غريبين بالنسبة للجنوب أفريقيين بقدر غرابتهم بالنسبة للأوربيين، لأن الجنوب أفريقي يعرف جيداً ذوي البشرة الداكنة، وهم بالتأكيد أناس يشبهون العرب، وربما ثمة دم عربي يجري في عروقهم، وطيلة حياته كان الجنوب أفريقي يعيش محاطاً بهؤلاء الناس ذوي البشرة الداكنة، وهم كالبدو يعيشون في أكواخ أو يهيمون في البراري. وهم لطيفون، وشجعان وشاعريون أكثر مما ينبغي، وما لم تجبرهم المدينة، سيمضون حياتهم، كالبدو، يعملون، ويتكاثرون ولا يملكون شيئاً».(18)‏

وبالنسبة لسموتس كأوروبي، يبدو العرب وذوو البشرة الداكنة غريبين.‏

وعندما حدثت النكبة وطرد العرب من قراهم ومدنهم، عبر قادة جنوب أفريقيا عن حماسة لا مثيل لها لإسرائيل، واعتبروا انتصارها انتصاراً للبيض على غير البيض وهذا يذكرنا بتعليق مناحيم بيغن عندما وصلته الأخبار عن مجزرة صبرا وشاتيلا إذ قال «غير اليهود يقتلون غير اليهود».‏

أما بالنسبة لإسرائيل ذاتها، فقد كتب مؤسسو الحركة الصهيونية سابقاً وقادة إسرائيل لاحقاً الكثير عن علاقة إسرائيل بالغرب، وكيف أنها ستكون قلعة للحضارة الغربية في مواجهة الهمجية والتخلف، كما كان يقول هرتزل، أو أنها ستكون حاملة طائرات لا تغرق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كما يقول ارئيل شارون، أو أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تقوم على قيم الديمقراطية التي يؤمن بها العالم الغربي الحر. لكن المهم لنا، كيف نظر قادة الصهيونية وإسرائيل إلى أنفسهم عرقياً؟ إلى أي مدى كانوا على استعداد للدفاع عن ساميتهم المزعومة؟‏



بكل بساطة نقول إن قادة الصهيونية وإسرائيل اعتبروا أنفسهم بيضاً أوربيين.‏

وهذه الأمثلة:‏

* يقول ارثر روبن Arthur Ruppin في بحثه «اليهود اليوم» إنه يفضل أن ينظر إلى اليهود باعتبارهم من العرق الأبيض، ويفضل أن توجه ضربة إلى السامية. والفرق بين اليهود والأوربيين حسب اعتقاده من الأفضل ألا ينظر إليه على أساس أنه ثمرة زواج مختلط. والمقصود باليهود هنا هم الأشكناز الغربيون. وحتى عام 1948 كانت الصهيونية تصر على تهجير اليهود الأوربيين، وتسعى جاهدة لاستثناء السفارديم من الهجرة. ولم يكن ارثر روبين سعيداً لهجرة اليهود الشرقيين الذين «ينحدرون من مكانه روحية وثقافة متواضعة جداً ستؤدي بشكل عام إلى تدني مستوى اليهود الاشكناز في فلسطين. واليهود الشرقيون الذين يهاجرون بأعداد صغيرة سيكونون مفيدين لأنهم يعرفون التقاليد السائدة، ولأن حاجاتهم قليلة. والأهم من ذلك لأن لديهم مقدرة على العمل الزراعي بأجور منافسة للعرب». ويقارن روبين بين المزارعين المثقفين والصناعيين المهرة الذين يحصلون على مستويات عالية من الدخل، ومجتمعات فقيرة تسودها الأمية ولا تشبه الصهيونية بأي شكل. (19)‏

* بعد حرب تشرين زار دايان جنوب أفريقيا عام 1974 وألقى كلمة في الجالية اليهودية هناك قال فيها:‏

«إن أكبر مشكلة تواجه اسرائيل هي أن اليهود الشرقيين يتفوقون عددياً على اليهود الغربيين» وناشد موشي دايان يهود جنوب إفريقيا مساعدة اسرائيل في حل هذه المشكلة عن طريق الهجرة إليها. (20)‏

* يقول أبا ايبان، وزير خارجية اسرائيل الأسبق، وهو يهودي هاجر من جنوب إفريقيا.‏

«بعيداً عن القول إن المهاجرين اليهود الشرقيين يشكلون جسراً للتعامل مع العالم المتحدث باللغة العربية، سيبقى من واجبنا حقن هؤلاء اليهود بالروح الغربية بدل أن نسمح لهم بجرنا إلى شرقية غير اعتيادية».‏

* منذ مطلع 1948 حاولت قيادة الحركة الصهيونية إقناع الفيلسوف والعالم البرت اينشتاين قبول تسلم منصب رئيس الدولة في إسرائيل عند إعلان قيامها. ومن المعروف أن بن غوريون بذل مساعي حثيثة في هذا المجال مع اينشتاين، وكذلك فعل حاييم وايزمن. وفي أحد اللقاءات بين وايزمن واينشتاين سأل الأخير وايزمن اذا حصل اليهود على فلسطين، ماذا سيكون مصير العرب؟ فأجاب وايزمن ببساطة انهم لاشيء تقريباً. (21)‏

وما يقوله وايزمن ينسجم تماماً مع مفهوم الاستعمار الاستيطاني للسلطات الأجنبية، فقد اعتبر الاستعماريون، الدول غير الأوربية خالية من السكان أو خالية من الحضارة. وأن السكان الأصليين يصبحون خارج أية معادلة عند الحديث عن مستقبل البلاد. ولا يكلف الاستعمار الاستيطاني نفسه بتحليل مستوى التطور القومي للسكان الأصليين ومضمون ثقافتهم وحاجاتهم أو مصالحهم، وحتى إمكانية أخذ رغباتهم في الحسبان أو حتى مجرد الاطلاع عليها. ولا مجال عنده للحديث عن حقوق هؤلاء السكان ناهيك عن حقهم في تقرير المصير كغيرهم من البشر.‏

* في مقابلة مع صحيفة صندي تايمز بتاريخ 15/6/1969 قالت غولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في تلك الفترة.‏

«ليس للفلسطينيين وجود. إن المشكلة ليست مشكلة وجود شعب في فلسطين يعتبر نفسه الشعب الفلسطيني، وليست المشكلة أننا طردناهم وأخذنا أرضهم عندما حضرنا، منهم فهم لم يوجدوا أساساً». (22)‏

هذا التعالي المتغطرس الذي يجسد الوجه الآخر للدونية، هو نفسه إحساس المستوطنين بالاستعلاء على السكان الأصليين الذين اعتبروا بمثابة برابرة اتيحت لهم فرصة التعرف على منجزات الحضارة الغربية وهو ينبع من مجموعة الأساطير نفسها التي طالما رددها المستوطنون كما يقول المفكر المعروف مكسيم رودنسون والتي تزعم أن الأراضي التي يجري استيطانها خالية من السكان لا يملكها أحد. (23)‏

وهذا المنطق هو الذي وحد المستوطنين في أكثر من مكان، لأنه بالنسبة إليهم يشكل القضية الأساسية لمستقبلهم. لنقرأ ماذا يقوله بيان وزعته قيادة الجيش السري الفرنسي الذي كان يحارب سياسة ديغول الرامية للانسحاب من الجزائر:‏

«برأينا للإسرائيليين كل الحق، ومثل فرنسا في الجزائر، أن يبقوا في البلاد التي أخضعوها بعملهم، وخلقوها من لاشيء وهي بكل بساطة لهم وحدهم، إن الحقائق على الأرض تدمر كل الأوهام، ولا يبقى سوى خيار واحد ووحيد: ـ إما أن تقهر إفريقيا على نطاق كوني شامل أو نقبل باختناق دولة إسرائيل في زمن ما، وبما أن الأمر هكذا، نحن مقاتلو الجيش السري الفرنسي نحيي جنود إسرائيل الذين يعملون وحدهم، مثلنا، لحماية حضارتنا المشتركة». (24)‏

د ر ا ســــــة ¦¦ الأبارتيد الصهيوني (ج 1) ¦¦‏‏

مقدمــــة..

إن مقارنة المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين بالتجارب الاستيطانية الأوروبية في الولايات المتحدة، كندا، أمريكا اللاتينية، جنوب إفريقيا، استراليا، الجزائر جنوب شرق آسيا، روديسيا (زيمبابوي حالياً) موزمبيق، كينيا وانغولا تبين لنا أن القاسم المشترك الأعظم بين هذه المشاريع الاستيطانية هو أنها رافقت، أو جاءت بعد حملات استعمارية، كان هدف المستوطنين فيها دعم المستعمرين، من جهة واستغلال السكان المحليين، إلى أقصى درجة ممكنة. من جهة أخرى، وفي أحيان كثيرة نجحت الهجرات الجماعية الكبيرة من المستوطنين الذين ينتمون إلى الدول الأوروبية الاستعمارية في تحقيق السيطرة السياسية في الإقليم القريب، ومن يسكن فيه، وفي النهاية أعلنت الكيانات الاستيطانية التي شكلت ما يعرف بالأمم المتحدة قيام دولة أو دول المستوطنين، سواء تم القضاء على السكان المحليين وإبادتهم، كما جرى في الولايات المتحدة، كندا واستراليا، أو اخضعوا بفعل آليات السيطرة والقهر لدولة المستوطنين، كما جرى في جنوب أفريقيا، موزانبيق، روديسيا والكثير من دول المحيط الأطلسي والهادي.‏

إلى ذلك، إن النظرة الصهيونية إلى السكان العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي فلسطين بشكل عام، هي استمرار لنظرة الاستعمار الأوربي في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين إلى سكان المستعمرات، فقد اعتبرت شعوبها أقل شأناً ويستحقون أن يمارس الاحتقار ضدهم وبشكل علني، وأن تسند إليهم مهمة القيام بالأعمال الحقيرة في المجتمعات التي يسيطر عليها المستوطنون، وثمة فارق بسيط هو أن الصهيونية تـتــبع منهجاً مختلفاً هو أقرب إلى عقيدتها، وينبع من التفوق اليهودي المزعوم، من خلال الدعوة إلى عزل العرب تمهيداً لإجبارهم على الخروج من الأرض التي يعيشون فوقها.‏

ولقد استفزت الممارسات العنصرية للمستوطنين، حتى في بدايات المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، بعض المتنورين من قادة الحركة الصهيونية أنفسهم، مثل احادها عام، الذي قال في تقرير كتبه عام 1891: (إنهم يعاملون العرب بروح العداء والشراسة، ويمتهنون حقوقهم، ويحرمونهم من ممارستها، ويوجهون لهم الإهانات، ويسيئون إليهم دون مبرر، حتى إنهم يفاخرون بتلك الأعمال الخسيسة).‏

وثمة وجه آخر للمقارنة بين التجربة الاستيطانية في كل من جنوب أفريقيا وفلسطين، وذلك فيما يتعلق بالنظرة إلى الأرض، ففي فلسطين، أنشأت المنظمة الصهيونية العالمية الصندوق القومي اليهودي عام 1901 ليكون المالك الوحيد للأرض التي تستولي عليها المنظمة الصهيونية، وهكذا، وكلما اتسعت رقعة الاستيطان الصهيوني، لا تتناقص مساحة الأرض المحددة للعرب فحسب بل وينحصرون في مناطق معينة يصبح فيها من المتعذر عليهم العيش خارجها. تماماً كما جرى في جنوب أفريقيا، إذ استهدف الاستيطان هناك تجميع السكان الأصليين في بقع محصورة لا يجوز لهم أن يتملكوا أو يعملوا خارجها. واللافت للنظر أن الكيانين الاستيطانيين المذكورين استخدما الأساطير والمقولات المؤسسة المستمدة من التوراة التي تؤيد التفوق العرقي وعدم المساواة بين الأمم والشعوب.‏

وبشكل عملي، يؤدي التشابه في بنية ووظيفة التجربتين الاستيطانيتين في جنوب أفريقيا وفلسطين إلى خلق الأداة نفسها ـ المستوطن الأبيض الذي يؤدي الوظيفة ذاتها ويلعب الدور نفسه. ويعلق الصحفي الإسرائيلي جبرائيل شنكر في مقال نشرته صحيفة عل همشمار بتاريخ 12/5/1976 بقوله: (اليهودي في إسرائيل وبشكل خاص، اليهودي الغربي، يلعب الدور الذي يلعبه الأبيض في جنوب أفريقا، والعرب في ظل الاحتلال هم في وضع مماثل تماماً لوضع السود في أفريقيا، اليهودي في إسرائيل = الأبيض في جنوب أفريقيا = مستوطن أجنبي = رب عمل مستغل = ناهب وعنصري. العربي في إسرائيل = الأسود في جنوب أفريقيا = مواطن أصلي = عامل مستغل، منهوب يتعرض للتمييز العنصري).‏

ولا بد لأي إنسان أن يستنتج أن الأبارتيد في كلا البلدين هو النظام السائد وهذه هي المقولة الأساسية التي يحاول الكتاب اثباتها.‏

منهج البحث:‏

خلافاً للرأي السائد، فالأبارتيد ليس فقط مجموعة من القوانين والتشريعات التي تشرعن التمييز ضد الآخرين، إنه نظام سياسي / اقتصادي واجتماعي، وهو جزء لا يتجزأ من تشكيلة اجتماعية اقتصادية محددة الملامح تسود فيها علاقات انتاج محددة.‏

واستناداً إلى هذه الرؤية، اعتمدنا في بحثنا المنهج التالي: في الفصل الأول يجري التعريف بالأبارتيد كظاهرة متعينة، والقيام بمقارنات بين أبرز تجليات الأبارتيد في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وإسرائيل، وذلك استناداً إلى المبدأ الفكري المعروف «أن الجوهر واحد وتجلياته مختلفة»، وفي الوقت ذاته، إن تجليات الأبارتيد في مكان معين، لابد أن تحمل سمات الكل، وهذا يشمل، وعي الذات عند المستوطنين، النظرة إلى السكان الأصليين، طريقة التعامل معهم، ودور المؤسسات التشريعية في وضع القوانين والتشريعات اللازمة لذلك. وقد نوهنا في الوقت ذاته إلى خصوصية الأبارتيد في الكيان الصهيوني، بسبب تعقيداته وكثرة تجلياته، لأن تطبيقاته على اللاجئين تختلف نسبياً عنها فيما يتعلق بالعرب في الأراضي المحتلة عام 1948، وأخيراً أيضاً تختلف عن الآليات المتبعة لتنفيذه في الأراضي المحتلة عام 1967.‏

وفي الفصل الثاني تناولنا، وبشكل مفصل، استراتيجية الصهيونية للتخلص من الشعب العربي في فلسطين لتحقيق الأكذوبة الكبرى (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وذلك من خلال الترحيل (الترانسفير) لأنه الوسيلة المثلى لنفي الآخر، ماديا وسياسيا، وكي يكون البحث مفيداً، رأينا أن نستعرض في البداية تطور فكرة الترانسفير في الأيديولوجية الصهيونية منذ ما قبل مؤتمر بال 1897 إلى وقتنا الراهن، ومن ثم سلطنا الضوء على التطبيق العملي لمبدأ الترحيل، وأشرنا إلى تقاسم الأدوار بين الأطراف المختلفة في الحركة الصهيونية سابقاً، وفي إسرائيل لاحقاً للتخلص من الفلسطينين.‏

ولاعطاء البحث القدر الأكبر من المصداقية، حاولنا استشفاف الموقف الإسرائيلي من مسألة الترحيل، في ظل التسويات المحتملة، ولا يفوت الباحث أن يؤكد أن للترحيل من الناحية العملية، طرائق عدة أهمهما وأكثرها انسجاماً مع الرؤية الصهيونية الحرب والمجازر. ونذكر القارئ العزيز أن الترحيل، وحرمان اللاجئ من العودة، هو الأبارتيد، استناداً إلى مبادئ القانون الدولي.‏

وفي الفصل الثالث نسلط الضوء على شكل ملموس من الأبارتيد الصهيوني يمارس وفق ما يعرف بلعبة العدالة البريطانية The Baritish Game Of Justice فثمة قوانين وتشريعات تصدر عن الكنيسيت وكل السلطات الرسمية الإسرائيلية هدفها الأساسي المعلن هو التمييز ضد العرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ولقد عملنا جاهدين لدراسة نصوص القوانين ذاتها، وليس ما كتب عنها.‏

وفي الفصل الرابع، نتناول واحدة من أهم مظاهر الأبارتيد، وإحدى آليات تكريسه التي قلما درست من هذا المنظور ـ منظور خلق المعازل (الغيتوات أو البانتسوستانات). فبدون الاستيطان والطرق الالتفافية لا يمكن أن تخلق المعازل وتطوق التجمعات العربية وتفصل بعضها عن بعض. وأهمية المنظور التاريخي الذي اعتمدنا عليه أنه يكشف لنا كيف أن فكرة خلق المعازل جزء لا يتجزأ من الأيديولوجية الصهيونية. وكيف أن حماتها البريطانيين، لم يكتفوا بتقديم الأرض والحماية للاستيطان الصهيوني، بل وفي كثير من الأحيان، اختاروا مناطق الاستيطان، ورسموا خرائطه. ولئن كان جوهر خلق المعازل واحد، فإن آليات تنفيذه في الأراضي المحتلة عام 1948، وفي الأراضي المحتلة عام 1967 مختلفة من ناحية الكم.‏

وفي الفصل الخامس درسنا ما أطلقنا عليه (اللاسامية المعكوسة) أي متاجرة الصهيونية بالدم اليهودي منذ ما قبل مؤتمر بال، وبينا كيف تحالفت الصهيونية مع مرتكبي المجازر ضد اليهود في روسيا القيصرية، إيطاليا الفاشية، وألمانيا النازية. ولم يكن الهدف استعراض الأحداث التاريخية، رغم أهميتها، بل الوصول إلى الاستنتاج القائل إن الاصرار على تكريس ذهنية أوسشيفيتس (المحرقة) ينبع من إصرار الصهيونية على تكريس حالة الغيتو لدى اليهود ورغبتها في تأجيج التطرف الفاشي بينهم وخلق حالة ذهنية معينة لدى اليهودي العادي، واحتمال استخدام اللاسامية ضد اليهود أنفسهم، وخلق مجتمع يقدس القوة ويعبدها، لكن تلك القوة قد تكون سبباً في تدميره تماماً كما كان مصير الفاشية والنازية. وليس بعيداً اليوم الذي تتشكل فيه جبهة عالمية لمواجهة الفاشية الصهيونية.‏

الصعوبات:‏

كثيرة هي الكتب والدراسات التي تناولت مسألة التمييز ضد العرب في القوانين والتشريعات الإسرائيلية، لكننا نظن أن هذه أول دراسة تحاول أن تسلط الضوء على الأبارتيد الصهيوني من كل جوانبه، ومن خلال سيرورته التاريجية، وتتحدث عن مستقبله، انطلاقاً من مستقبل تجارب الأبارتيد في أماكن أخرى من العالم، صحيح أننا نحاول الابتعاد عن التعميمات النظرية، والتسطيح والتبسيط والاستقراء الصوري بالقدر الممكن، ونحرص على أن نقدم وجهة نظر متكاملة، وهذا يعني أنه يمكن أن تكون في البحث بعض القضايا الإشكالية من جهة، وبعض الأخطاء، ونحن مسؤولون عنها.‏

اعتراف بالجميل:‏

اشعر بالامتنان لكل الزملاء والأخوة الذين قدموا لي المساعدة في الحصول على المصادر المطلوبة، وكذلك الأخوة الذي ناقشوا الأفكار المختلفة الواردة في الكتاب قبل صياغتها صياغة نهائية. وقد استفدت كثيراً من آرائهم، ولقد استفدت كثيراً من وجودي خلال عقد الثمانينات في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية للاطلاع على المصادر الإسرائيلية، وأنا ممتن لذلك.‏

وأشكرالعاملين في دار الشجرة للدراسات والنشر والخدمات الطباعية، خصوصاً الزميلتين منال غنيم ومي شهابي على جهودهما في طباعة الكتاب وتنضيده.‏

الرماديات الملونة

الرماديات نوعان هي الرماديات الحيادية ونحصل عليها بمزج الأسود والأبيض، والرماديات الملونة نحصل عليها بمزج الألوان الأساسية فيما بينها بكميات متفاوتة أو بطرية أسهل نقوم بمزج كل لونين متكاملين كما يلي :
1 ) أخضر + أحمر = رمادي داكن
هذا الرمادي الداكن + أحمر = رمادي محمر
2 ) برتقالي + أزرق = رمادي داكن ( لكنه مخالف للأول لأن النسب مختلفة )
هذا الرمادي الداكن + أزرق = رمادي مزرق
3 ) بنفسجي + أصفر = رمادي داكن ( لكنه مخالف للأول والثاني لأن النسب كذلك مختلفة )
هذا الرمادي الداكن + أصفر = رمادي مصفر
يمكننا الحصول على رماديات ملونة أخرى بمزج باقي الألوان المتكاملة المتبقية في الدائرة اللونية (أي المتقابلة رأسيا )
ملاحظة : 1 ) لتوضيح أكثر هذه الرماديات الملونة نظيف لها كمية من الأبيض فنحصل على درجات مختلفة
2 ) إن تحضير هذه الألوان صعب نوعا ما على التلاميذ لأنهم قليلو الإحساس باللون لكن هناك من ينجح في الحصول عليها

يوم سمير القنطار، يوم الأسرى العرب

في22 نيسان أبريل 1979 كان سمير القنطار يقود مجموعة من أربعة فدائيين من جبهة التحرير الفلسطينية التي كان يتزعمها الراحل طلعت يعقوب ( توفي سنة 1988) أبحرت من شاطئ الجنوب اللبناني إلى الشواطئ الفلسطينية في نهاريا،حيث كانوا يريدون اختطاف عالم الذرة الإسرائيلي (داني هران) الذي قتل فيما بعد وخلال عملية الاشتباك التي جرت بين الفدائيين بقيادة البطل اللبناني في عرض البحر، هذا بعد أن نجح سمير ومعه رفيقه الأسير الذي تحرر سنة 1985 ، السوري أسعد الأبرص في الوصول إلى زورقهم المطاطي والإبحار مع عالم الذرة وأبنته، بينما كان البطلان سمير عبد الواحد ومهنا المؤيد يشغلان جنود الاحتلال وحرس الحدود في نهاريا كي يتمكن سمير واسعد من الإبحار بهدوء مع رهائنهم من الإسرائيليين.لكن الأمر أكتشف ولاحقت الزوارق الحربية والسفن الإسرائيلية وطائرات الهليكوبتر زورق المجموعة وعندما تأكد للإسرائيليين بأن حظوظ وصول المجموعة للبر اللبناني قد تكون ممكنة وفعلية قاموا بإطلاق الرصاص والقنابل والاشتباك مع المجموعة مما أدى إلى مقتل عالم الذرة الإسرائيلي وابنته برصاص جيش الدفاع وكذلك إصابة كل من سمير واسعد بجراح وأسرهما كلاهما.

وقد حكم على سمير بالسجن المؤبد 35 مرة هذا بالإضافة ل47 سنة إضافية بحيث بلغت عدد سنوات الحكم مجتمعة 542 سنة قضا منها سمير لغاية الآن 24 عاما وها هو على أعتاب دخول عامه الخامس والعشرين. ويعتبر سمير من أهم القيادات الوطنية في السجون وواحد من أعلامها الوطنيين والقوميين وأحد أبرز القادة في المعتقلات والسجون ومن أقدمهم بجوار شيخ المعتقلين أبو السكر وبعض الأسرى القلائل الذين أمضوا أيضا سنوات طويلة في السجن ولازالوا يواجهون بصر وثبات وحزم وإيمان وعزيمة مصيرهم الآني وينتظرون من المخلصين لقضياهم العمل الفعلي والد ؤوب من أجل نصرة حريتهم والعمل لتحريرهم بكل الوسائل والطرق الممكنة.

في يوم الأسرى العرب المميز ويوم سمير القنطار الأكثر تميزا ومفخرة للشعوب العربية، يؤكد الشعب الفلسطيني بصموده ومثابرته بأنه لازال ملتزما بحرية سمير وإخوانه ورفاقه من الأسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين والامميين، هؤلاء البواسل الذين قاتلوا مع الشعب الفلسطيني من اجل حرية واستقلال وتحرير فلسطين.هؤلاء الذين لهم علينا دين ولنا أن نعمل من أجل سد هذا الدين، ولا يتم تسديد الديون إلا بتحريرهم من المعتقلات والزنازين والسجون التي حولها سمير ورفاقه لمدارس تخرج أجيالا جديدة من ثوار فلسطين الذين خرجوا من السجون ليفجروا الانتفاضة ويقودوا المقاومة في فلسطين.

في يوم سمير القنطار ويوم الأسير العربي المصادف 22 ابريل نيسان من كل عام نقول لسمير الكبير أنه لا مكان بيننا لمن يساوم على حريتكم، و حرية شعبنا هي كحريتكم مقدسة ومحفوظة وحاضرة دائما ولن تتم بدون حريتكم، فحرية فلسطين المحتلة وفك قيدها من حريتكم ومن فك قيدكم، فلن يفك القيد إلا جماعة، فأنتم وفلسطين سوف تتحررون ولو بعد حين.. أما رسائلكم من خلف القضبان فهي الحافز الذي يجعل الإصرار فينا يكبر ويزداد ويعلو عاليا حتى يطال بكبريائكم عزة الأرض وما عليها وما فوقها من سماء.

فلن تدم عتمة الليل ولن تطل وحشة الزنزانة ولا بد للقيد أن ينكسر وللحرية الساطعة أن تجاور ضياء الشمس في بهجتها ونورها القادم مع أنواركم. نحن نتعلم منكم كيف نداوي الجراح وكيف نتمكن من الاستمرار على الرغم من حريتنا المقيدة بعار التجربة وسخط الاتفاقيات وما صنعته المذلة بالذين وقفوا في المحطات التي كانت على طريق الخلاص.في يومك ورفاقك وإخوتك الأسرى العرب في سجون الاحتلال نقدم لكم تحياتنا وسلامنا وعهدنا على متابعة المسيرة حتى إطلاق حريتكم وزوال حرية الاحتلال في العبث بأرضنا،وما على سجانكم سوى الاستعداد لإطلاق سراح نفسه من سجنه الذي سجنكم به طيلة تلك الأعوام،لأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر على قمع الجلاد مهما طال الزمن ومهما كان جبروت القهر وسلطة الإرهاب والقمع.

Vent

Le vent est un mouvement de l’atmosphère. Il peut apparaître sur n’importe quelle planète disposant d’une atmosphère. Ces mouvements de masses d’air sont provoqués par deux phénomènes se produisant simultanément : un réchauffement inégalement réparti de la surface de la planète par l’énergie solaire et la rotation de la planète.

Sur Terre, plusieurs régions ont des vents caractéristiques auxquels les populations locales ont donné des noms particuliers. Les vents sont une source d’énergie renouvelable, et ont été utilisés à travers les siècles à divers usages, par les moulins à vent, la navigation à la voile, le vol à voile ou plus simplement le séchage. La vitesse du vent est mesurée avec un anémomètre mais peut être estimée par une manche à air, un drapeau, etc

بوتاسيوم

البوتاسيوم أو الكاليوم بالاتينية هو عنصر كيميائي في الجدول الدوري ، يرمز له بالرمز k وعدده الذري 19 .

تعود تسمية الكاليوم إلى أصلها العربي الأندلسي "القلجة" و تعني رماد النباتات، و تم ترجمتها إلى الاتينية بإسم "كالي" لتأخذ النهاية اللاتينية المعتادة "يوم" لتصير التسمية كاليوم.

فوسفور

الفوسفور عنصر كيميائي في الجدول الدوري ، رمزه الكيميائي P وعدده الذري 15 (يسمى في الترجمات الحديثة الأَلْقَن، على وزن فَعْلَن من أَلَقَ البرقُ: لمع وأضاء، ذلك عنصر كيميائي برّاق، رمزه الكيميائي العربي ق). يدخل في تركيب كافة الخلايا الحية ، وبسبب نشاطه الكيميائي فهو لا يوجد في الطبيعة بشكل حر.

الفوسفور المحضر بالتقطير مادة صلبة صفراء اللون شمعية الملمس شديدة القابلية للالتهاب و الوسيلة المأمونة هي أن تكون تحت الماء و إذا سخن هذا النوع من الفوسفور المسمى الفوسفور الأبيض أو الأصفر في إناء مغلق عند درجة حرارة 250 درجة مئوية تقريبا فإنه يتحول إلى مسحوق أحمر يسمى الفوسفور الأحمر و هو أقل قابلية للالتهاب و يمكن تداوله بأمان أكثر و هو أقل سمبة إلى حد بعيد و عند تسخين الفوسفور تحت الضغط ينتج الفوسفور الأسود.

الفسفور ذوميل كبير للتفاعل و هو لا يوجد في الطبيعة في الحالة العنصرية و لكنه موجود في أنواع كثيرة من الصخور على هيئة فوسفات و ترتيبه الحادي عشر بين أكثر العناصر المألوفة لب القشرة الأرضية و يعتبر فوسفات الكالسيوم هي أشهر معادنه التي تستخرج بكميات كبيرة من مناجمها لتستخدم كمخصب للتربة و تكون فوسفات الكاليسوم الجزء الأكبر من وزن العظام و الفوسفور ضروري للحياة و توجد منه كميات ضئيلة في كل الأنسجة الحية.

يستخدم الفوسفور في صناعة أنواع معينة من البرونز تسمى البرونز الفسفوري و تستخدم هذه أساسا كموانع للإحتكاك في الآلات و في صناعة أعواد الكبريت حيث يستخدم الفسفور الأحمر في صناعة أعواد الكبريت لأنه أكثر أمانا بعد أن كان يستخدم الفسفور الأبيض السام و يستخدم الفسفور أيضا كمادة كيميائية لتحضير أنواع عديدة من المبيدات.

أرغون (عنصر)

الأرغون (أو) الأرجون (بالإنجليزية Argon) هو عنصر كيميائي في الجدول الدوري له الرمز Ar و العدد الذري 18 ، وهو غاز أحادي الذرة، عديم اللون والرائحة، خامل كيميائياً حيث ينتمي إلى فصيلة الغازات النبيلة ، وهو أكثرها توافراً على سطح الأرض.

التسمية العربية للعنصر
الرَهْوَن بالعربية (رمزه الكيميائي العربي هو) من الرَهْو أي السكون، على وزن فَعْلَن (وهو وزن العناصر الكيميائية بالعربية) ذلك أنه عنصر غير نشيط كيميائيا.

نبذة تاريخية
اشتق اسم أرغون من اليونانية (الإغريقية) αργόν التي تعني الخامل أو الكسول ، وذلك إشارة إلى خموله الكيميائي. كانت هناك شكوك من قبل العالم هنري كافيندش عام 1785 حول وجود الأرغون في الهواء، إلا أن اكتشافه تم عن طريق لورد رايلي والسير وليام رامسي عام 1894 وذلك خلال تجربة قاما خلالها بإزالة كل الأكسجين والنيتروجين من عينة من الهواء.

يعد الأرغون من أول الغازات النبيلة التي تم اكتشافها، وكان يرمز له بالبداية بالرمز A حتى عام 1957 حيث استبدل بـ Ar.

وجوده في الطبيعة
يتواجد غاز الأرغون في الغلاف الجوي للأرض وذلك بنسبة 0.934% حجم (1.29% كتلة) ، كما يوجد في الغلاف الجوي للمريخ بنسبة 1.6% من الأرغون 40 و 5 (ج.م.م) أجزاء من المليون ppm من الأرغون 36 .

يحصل على غاز الأرغون كناتج عرضي في عملية تسيل و تجزئة الهواء تحت ضغط عالي ، أي التقطير التجزيئي للهواء.

الخواص الكيميائية

قطعة من جليد الأرغون، ويلاحظ الاتصهار السريع لهاغاز الأرغون من الغازات الخاملة كيميائياً، أي أن لديه غلاف إلكتروني مكتمل، ثمانية إلكترونات في الطبقة الإلكترونية الخارجية، بالتالي غير قادر على تشكيل المركبات الكيميائية في الشروط العادية من الضغط ودرجة الحرارة. لكن في شروط قاسية تم الحصول على مركبات ثنائية وثلاثية الذرة من الأرغون ، والتي لم تتضح بنيتها بعد. بعض الاقتراحات تشير إلى أن هذه المركبات نواتج ضم برابطة فان دير فالس، في أن أخرى تقول أنها ذات طبيعة شاردية أو تكافؤية (مشتركة).

في عام 2000 تم اصطناع مركب (هيدرو فلوريد الأرغون HArF ) من قبل باحثين في جامعة هلسنكي عند تعريض الأشعة فوق البنفسجية على فلوريد الهيدروجين الموجود في (ماتريكس) من الأرغون عند درجة حرارة 7.5 كلفن.

انحلالية غاز الأرغون في الماء مشابهة لغاز الأكسجين ومقدارها 0.0336 ل(غاز)/ل(ماء).

ألومنيوم

الألومنيوم عنصر في الجدول الدوري له الرمز Al والعدد الذري 13 . وهو فلز ذو لون أبيض فضي من مجموعة البورون من العناصر الكيميائية. وهو معدن مطيلي أي قابل للسحب. وهو عنصر غير ذواب في الماء في الشروط العادية.وهو من أكثر الفلزات وفرة في القشرة الأرضية، وترتيبه الثالث من بين أكثر العناصر وفرة في الكرة الأرضية بعد الأكسجين والسيليكون. يشكل الألومنيوم 8% من وزن سطح الأرض الصلب. ويعتبر الألومنيوم أكثر المعادن فعالية كيميائية كمعدن حر، ولذلك نجده مرتبطا بأكثر من 270 معدن مختلف[1]. المصدر الرئيسي للألومنيوم هو معدن خام البوكسيت. يمتاز الألومنيوم بمقاومته للتآكل وبخفة وزنه حيث يدخل في صناعة الطائرات.

وللألومنيوم قدرة مميزة على مقاومة التآكل بسبب ظاهرة التخميل وبسبب كثافة المعدن المنخفضة. العناصر البنيوية المصنوعة من الألومنيوم وسبائكه ذات دور فعال في الصناعة الفضائية ومهمة جدا في مجالات أخرى مثل النقل والبناء. وطبيعته التفاعلية جعلته مفيدا كحفاز أو كمادة مضافة في الخلائط الكيميائية، باللإضافة إلى استخدامه في متفجرات نترات الأمونيوم لتعزيز قوة الانفجار.

الخواص
الألومنيوم فلز خفيف الوزن، ومتين، وذو مظهر يتراوح بين الفضي والرمادي الداكن بحسب خشونة السطح. والألومنيوم غير ممغنط، وهو غير ذواب في الكحول، مع أنه يذوب في الماء في أشكال محددة. جيد التوصيل للحرارة والكهرباء. مقاومة الخضوع للألومنيوم النقي هي 7-11 ميغا باسكال، في حين أن سبائك الألومنيوم ذات مقاومة خضوع تتراوح من 200 إلى 600 ميغاباسكال[2] .و للألومنيوم نحو ثلث كثافة وجساءة الفولاذ. فهو مطيلي، و سهل التشغيل، والسباكة، والبثق. وهو قابل للسحب ووللطرق حيث يمكن قولبته بشكل سهل نسبياً.

تعود قدرة الألومنيوم الممتازة على مقاومة التآكل إلى الطبقة السطحية الرقيقة من أكسيد الألومنيوم التي تتشكل عندما يتعرض الفلز للهواء، مما يمنع استمرار عملية الأكسدة. أقوى سبائك الألومنيوم تكون أقل مقاومة للتآكل بسبب التفاعلات الجلفانية مع سبائك النحاس[2]. وهذه المقاومة للتآكل عادة ماتنخفض انخفاضا كبيرا عندما يوجد عدة محاليل ملحية، لا سيما بوجود معادن مختلفة.

تترتب ذرات الألومنيوم في بنية مكعب متمركز الوجوه (fcc).

الألومنيوم أحد المعادن القليلة التي تحافظ على انعكاسها الفضي الكامل عندما تكون بشكل مسحوق دقيق، مما يجعله مكونا هاما جدا فى الطلاءات الفضية. ومرآة الألومنيوم ذات أعلى انعكاس من أي معدن عند أطوال موجات (200-400 نانومتر) (في مجال الأشعة فوق البنفسجية) و عند 3000- 10000 نانومتر (قي مجال الأشعة تحت الحمراء)، في حين أن القصدير والفضة تتفوق عليه في مجال الضوء المرئي 400-700 نانومتر كما أن الفضة والذهب والنحاس تتفوق عليه في مجال الطول الموجي 700*3000.[3]

الألومنيوم هو موصل جيد للحرارة والكهرباء، ووزنه أقل من النحاس. يمكن للألومنيوم أن يكون موصلا فائقا، مع درجة حرارة حرجة للتوصيل الفائق 1.2 كلفن، ومجال مغناطيسي حرج حوالي 100 غاوس.[4]

النظائر
للألومنيوم تسعة نظائر يتراوح عددها الكتلي بين 23 و 30. يوجد في الطبيعة نظيرين فقط هما Al27 (نظير ثابت) وله وفرة طبيعية مقدارها 99.9%، وAl26 (مشع عمر النصف له 7.2 × 105 سنة). ينتج النظير Al26 من الأرغون في الغلاف الجوي بواسطة التشظي (Spallation) الذي تسببه بروتونات الأشعة الكونية. تستخدم نظائر الألومنيوم في التطبيقات العملية لتحديد تاريخ الترسبات البحرية، وعقيدات المنغنيز، والثلج الجليدي والكوارتز في القصف الصخري والنيزكي. وقد استخدمت نسبة Al26 إلى Be10 لدراسة دور نقل وترسيب وتخزين الرواسب وأوقات الدفن والتآكل على مدى 105 إلى 106 عام بالمقاييس الزمنية[5]. وقد استخدم النظير الكوني Al26 أول ما استخدم في دراسات القمر والنيازك. فشظايا النيازك، بعد انفصالها عن الجسد الأب، كانت معرضة لقصف مكثف من الأشعة الكونية خلال سفرها عبر الفضاء، مما تسبب في توليد Al26. وبعد سقوطها على الأرض، حجب الغلاف الجوي شظايا النيزك من إنتاج المزيد من Al26، وبذلك يمكن استخدام اضمحلاله في تحديد عمر النيازك الأرضية. وقد أظهرت الأبحاث النيزكية أن Al26 كان وفيرا في وقت تكوين كوكبنا. ويعتقد معظم علماء النيازك أن الطاقة المنطلقة من اضمحلال Al26 كانت مسؤولة عن ذوبان وتمايز بعض الكويكبات بعد تشكيلهم منذ 4.55 مليار سنة[6].

وجوده في الطبيعة
فلز الألمنيوم هو من أكثر العناصر الفلزية توافراً في القشرة الأرضية بعد الأكسجين والسيليكون [7] بنسبة مقدارها 8.3%. لا يواجد فلز الألومنيوم في الطبيعة بشكله النقي الحر، ويعود ذلك إلى إلفته القوية للأوكسجين، فيكون في الأكاسيد أو السيليكات. الفلسبار، وهى أكثر مجموعات الفلزات شيوعا في القشرة الأرضية، هي سيليكات الألومنيوم. يمكن لمعدن الألومنيوم الأصلي أن يوجد كحالة ثانوية في البيئات منخفضة الأكسجين، مثل داخل بعض البراكين[8]. كما يوجد أيضا في فلزات البريل، والكرايوليت، والغارنيت، والإسبينل، والفيروز[7]قالب:Inote. الشوائب في أكسيد الألومنيوم، مثل الكروم أو الكوبالت تعطي الأحجار الكريمة مثل الياقوت والياقوت الأزرق (سافير)قالب:Inote. أكسيد الألومنيوم النقي والمعروف باسم كوراندوم (Corundum)، هو أحد أقسى المواد المعروفة على الإطلاق[7]قالب:Inote.

ومع أن الألومنيوم هو عنصر شائع ومنتشر وعلى نطاق واسع، إلا أن فلزات الألومنيوم لا تعتبر مصادرا اقتصادية للمعدن. فكل معدن الألومنيوم تقريبا ينتج من معدن خام البوكسيت AlOx(OH)3-2x . يوجد البوكسيت نتيجة التجوية أديم الأرض التي تحتوي على نسبة قليلة من الحديد والسيليكا في ظروف مناخية مدارية[9]. وتوجد كميات كبيرة من البوكسيت في أستراليا ، والبرازيل، وغينيا، وجامايكا ولكن مناجم المعدن الخام الرئيسية هي في غانا، واندونيسيا، وجامايكا، وروسيا، وسورينام[10]قالب:Inote. ويصهر المعدن الخام أساسا في أستراليا والبرازيل وكندا والنرويج وروسيا والولايات المتحدةقالب:Inote. ونظرا لأن عملية الصهر هي عملية كثيفة الاستخدام للطاقة ، فإن المناطق التي يزيد فيها إمدادات الغاز الطبيعي (مثل دولة الإمارات العربية) أصبحت أماكن تكرير للألومنيوم.