المدرب الوطني رابح سعدان لـ''الخبر'' ،، نظرة شاملة حول مسيرة الجزائر في التصفيات حتى المونديال

رغم التعب الذي نال منه بعد نهاية المقابلة أمام مصر، بملعب أم درمان بالسودان، إلا أن المدرب الوطني رابح سعدان أبى إلا أن يجيب على أسئلتنا بكل صراحة..
مبروك التأهل إلى المونديال...
مبروك علينا جميعا، لأن الجزائر هي التي تأهّلت وليس سعدان.
لكن يا شيخ الكل اعترف بفضلك في هده الوثبة البسيكولوجية التي تعيشها حاليا الكرة الجزائرية، والتي أثمرت بتأهل الخضر إلى كأس العالم 2010 بعد غياب عن هدا الموعد لمدة 24 سنة...
الحمد لله، وفقنا العلي القدير على إسعاد الشعب الجزائري برمته، وهذا شرف كبير لشخصي وللطاقم الفني للمنتخب، وبالأخص اللاعبين الذين بذلوا قصارى جهدهم طيلة هذه التصفيات، لاسيما في المقابلتين الأخيرتين أمام مصر في القاهرة والخرطوم.
قبل بداية التصفيات، هل كنت متفائلا بإمكانية كسب تأشيرة التأهل إلى المونديال؟
قبل بداية التصفيات، وبالضبط بعد عملية القرعة، تتذكرون أنني صرحت أن المهمة ستكون صعبة للغاية، بالنظر إلى وجود منتخبات كبيرة في المجموعة الثالثة وبالأخص المنتخب المصري حامل اللقب الإفريقي مرتين، بالإضافة إلى المنتخب الزامبي الذي يملك في صفوفه لاعبين ممتازين وله من الإمكانات كانت إذا استغلها ستوصله إلى إحداث المفاجأة.
قلتم بعد عملية القرعة إن الهدف سيقتصر على التأهل إلى كأس أمم إفريقيا بعد غياب عن هذه المنافسة لدورتين متتاليتين.. لماذا غيّرتم الهدف؟
لم نغيّر الهدف، لكننا أضفنا فقط هدف التأهل إلى المونديال، خاصة بعد البداية الموفقة التي حققناها في كيغالي أمام المنتخب الرواندي، وقبلها تعثر المنتخب المصري في ميدانه أمام زامبيا.. لحظتها تيقنت أننا بإمكاننا شق الطريق إلى المونديال. والحمد لله وفّقنا الله إلى آخر دقيقة من عمر هذه التصفيات.
وقبل مباراة الذهاب أمام المنتخب المصري التي جرت في البليدة، هل كنتم تتوقعون الفوز؟
قبل بداية المباراة كنت متفائلا باعتبار أن العناصر الوطنية كانت محضرة بطريقة جيدة لقول كلمتها، ودخلنا أرضية الميدان بنية الفوز لا غير وليس بنية تفادي التعثر في ميداننا.. كل هذه الأمور كنت أشعر بها من خلال حديث اللاعبين فيما بينهم، وكذا خلال الحصص التدريبية التي أجريناها.. وما أعطى الثقة أكثر للاّعبين وللطاقم الفني، هو وقوف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبالأخص رئيس ''الفاف'' محمد روراوة الذي وفر لنا كل الشروط اللازمة لقول كلمتنا في هذه التصفيات. هذا ناهيك عن وقوف السلطات العليا في البلاد بجانبنا، وبالأخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب..
الظاهر أن الفوز أمام مصر في البليدة بثلاثية فتح لكم الشهية لمواصلة المشوار.. أليس كذلك؟
لا أخفي عليكم أن الفوز أمام مصر في البليدة، زاد من ثقتنا في إمكاناتنا وسمح لنا بمواصلة المشوار بكل الجدية.
هل كنتم تتوقعون أن تأشيرة التأهل ستلعب في القاهرة وبعدها في الخرطوم؟
كنت على يقين أن المنتخب المصري الذي يملك لاعبين كبارا وتشكيلة متناسقة تكوّنت على مدار سنين، سوف لن ترمي المنشفة، وكنت أتوقع أن المصريين سيستعملون طرقا شرعية وغير شرعية لجعل ورقة التأهل تلعب في القاهرة، ومن سوء حظهم لم يتمكّنوا من ذلك.
وماذا عن مباراة القاهرة؟
أنتم على دراية بكل ما حدث في القاهرة منذ أن حطت طائرة المنتخب في مطار القاهرة، لأنكم كنتم معنا هناك.
هل كنتم تتوقعون سيناريو المصريين؟
كنت أتوقع كل شيء، خاصة وأن التشكيلة المصرية ومعها السلطات العليا في مصر أرادت بكل الطرق عدم تفويت فرصة استقبالها للمنتخب الجزائري قصد افتكاك ورقة التأهل.. وهو ما تجسد من خلال الاعتداءات التي كنا عرضة لها. هذا دون أن نتحدث عن الاستفزازات التي لم تنقطع منذ وصولنا إلى القاهرة.
هل كنتم تتوقّعون الهزيمة في القاهرة؟
الحمد لله أننا انهزمنا في القاهرة، فلو انتزعنا تأشيرة التأهل في القاهرة لحدثت الكارثة..
هناك لاعبون لم يقدموا ما كان منتظرا منهم في القاهرة. فبماذا تفسرون ذلك؟
عدد كبير من اللاعبين تأثروا كثيرا بما حدث لهم قبل المقابلة، كما أن الثنائي لموشية وحليش لعبا المقابلة وهما متأثران بإصابات على مستوى الرأس. وكلها أمور جعلتنا نلعب مقابلة القاهرة بمعنويات منحطة.
بعد نهاية المقابلة في غرف تبديل الملابس بملعب القاهرة، صرحت لنا أن المنتخب الوطني سيهزم مصر في السودان، وقلت لنا بالحرف الواحد سننال منهم.. فمن أين استمددت هده الثقة؟
والله لو رأيتم اللاعبين بعد نهاية المقابلة لتيقنتم أنهم سيأكلون ملعب السودان لرد جميل الأنصار الذين سمعنا أنهم كانوا عرضة لاعتداءات خطيرة في القاهرة. كما أنني كنت واثقا أننا سننال منهم، لأن هزيمتنا في القاهرة لا تمت إلى الرياضة أصلا، وإنما انهزمنا لأمور أخرى لا داعي لذكرها حاليا.
وكيف حضّرتم مباراة الخرطوم؟
المهمة كانت صعبة لأنه كان علينا أن نسترجع الثقة في اللاعبين لاسيما الذين تأثروا بما حدث لهم في القاهرة. كما ركزنا على الجانب النفسي للرفع من معنويات اللاعبين. وهو ما وفّقنا فيه، والحمد لله لم نترك لا صغيرة ولا كبيرة أمام المنتخب المصري.
شاوشي أدى مباراة في القمة. فما تعليقكم؟
لم نشك أبدا في قدرات شاوشي، وما كان عليه إلا انتظار الفرصة لإظهار إمكاناته. والحمد لله قام بواجبه على أحسن ما يرام..
وماذا كسبنا بعد ورقة التأهل؟
اتركني أتذوّق طعم الفرحة وبعدها سنرى.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق