السفارة الجزائرية بمصر ''شاهد ما شافش حاجة''

المصريون حاولوا التستر على فعلتهم بإضافة التذاكر
السفارة الجزائرية بمصر ''شاهد ما شافش حاجة''




عاش كل جزائري في القاهرة قبل المباراة أمام مصر وبعدها، حالة رعب شديدة بسبب الاعتداءات التي كان عرضة لها عدد كبير
من أنصار ''الخضر''، من قبل المتعصّبين المصريين الذين كثـر عددهم بعد نهاية المقابلة.
دفع ثمن تلك الاعتداءات العديد من الجزائريين الذين سالت دماءهم أمام صمت غريب للقائمين على السفارة الجزائرية بمصر. والأكثر من هذا، لم تكلف نفسها حتى عناء إعطاء معلومة واحدة دقيقة لعائلات الجزائريين الذين كانوا في القاهرة.
عبّر العديد من أنصار المنتخب الوطني الذين التقيناهم بمطار القاهرة قبل توجّههم إلى الجزائر، أول أمس، عن استيائهم الكبير من السفارة الجزائرية بالقاهرة التي ''لم تقم بدورها وكانت سببا في الإهانة التي كنّا عرضة لها جميعا''، يقول عزّوز ابن حي ''لافلاسيار''، الذي أضاف ''لو كانت عندنا سفارة محترمة لما كنا عرضة للمذلّة منذ أن وطأت أقدامنا أرض القاهرة، بدليل أن المصريين فعلوا بنا ما شاؤوا دون أن تحرّك السفارة ساكنا وكأنّ الأمر لا يعنيها تماما''.
أما رضا ابن باب الزوّار بالعاصمة، فلم يكتف بتحميل السفارة الجزائرية المسؤولية فحسب، بل حمّلها أيضا مسؤولية هزيمة المنتخب الوطني بالقول ''القائمون على السفارة اكتفوا فقط بتزيين وجوههم حتى يظهروا في شاشات التلفزيون وعلى صفحات الجرائد، لكنهم لم يكلّفوا أنفسهم عناء حماية المنتخب الوطني وأنصاره، خاصة وأنهم كانوا على دراية بأن المصريين متعوّدون على هذه الأمور الاستفزازية''.
نفس الطرح ذهب إليه كمال من عين ولمان بسطيف، حين قال ''لولا تعرّض حافلة المنتخب الوطني إلى الرشق بالحجارة قبل المقابلة وكذا تحذيرات ''الفيفا'' لما تمكنّا من اقتناء التذاكر، لأن الطرف المصري حاول من خلال منحنا تذاكر إضافية، التستّر على فعلته الشنيعة''، على حد تعبير كمال الذي أضاف ''لولا تعرّض حافلة السلك الدبلوماسي للرّشق بالحجارة، لما سمع القائمون على السفارة بأنّنا كنا عرضة للاعتداءات''.
وراح مصطفى من قصر الشلالة بتيارت إلى أبعد من ذلك، حين كشف أن القائمين على السفارة افتقدوا لأدنى معلومة دقيقة عمّا يتعلّق بمخلّفات الاعتداء السافر من قبل المصريين، الذين انتهزوا فرصة ضعف سفارتنا لإهانتنا''، قبل أن يضيف ''ذهبت إلى السفارة صباح الاعتداء، للاستفسار عن زميلي الذي لم يلتحق بالغرفة، فتفاجأت بردّ أحد القائمين عليها، الذي قال لي بالحرف الواحد، اذهب وأبحث عنه في المستشفيات، فربّما تعرّض لإصابة، وأخبرنا بعدها عن أي جديد عن صديقك، وما كان عليّ إلا مباشرة البحث بنفسي.. ولحسن الحظ لم يتعرّض زميلي لأي اعتداء، حيث فضّل الاختباء في ملجأ آخر تفاديا لمواجهة المصريين''.
حالة الاستياء كانت هي أيضا سمة عناصر الجالية الجزائرية المتواجدة بالقاهرة، حيث قال ابراهيم، وهو طالب في كلية الاقتصاد والذي لم يسعفه الحظ في الذهاب إلى الملعب، ''لولا إجبارية الخضوع لبعض الإجراءات الإدارية، لما وطأت قدماي السفارة الجزائرية بالقاهرة''، قبل أن يوضّح بأن القائمين على السفارة منحوا تذاكر دخول الملعب لأحبابهم، في الوقت الذي تجاهلونا تماما، وكأننا غير جزائريين إطلاقا''.
ومهما قيل عن أحداث مصر، فإن الأكيد أن السفارة الجزائرية كانت غائبة تماما عن المشهد التراجيدي، بدليل أنها كانت تجهل أدنى معلومة تخص مخلفات الاعتداء. والأكثر من هذا، ''كنّا كالكرة يجري تقاذفها من جهة لأخرى على أمل الحصول على المعلومـة الدقيقة، غير أن لا حياة لمن تنادي، فما دور السفارة إذن؟''.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق