2 مليون طلب في الجزائر للتوجه إلى الخرطوم مقابل 10 آلاف تذكرة

جسر جوي ب41 طائرة والأنصار ساخطون
مليونا طلب للتوجه إلى الخرطوم مقابل 10 آلاف تذكرة
150 عون حماية مدنية للتأطير و50 شرطيا لحماية ''الخضر''/ سحب جواز السفر في الدوائر في بضع ساعات




تضاعفت أزمة تذاكر رحلات الجوية الجزائرية للتوجه إلى العاصمة السودانية الخرطوم لمناصرة الفريق الوطني يوم غد، وأصبحت مهمة نقل آلاف المناصرين مهمة مستحيلة. وعلى الرغم من رفع عدد التذاكر إلا أن الطلبات بلغت حوالي مليوني طلب عبر الوطن.
لاحديث للجزائريين هذه الأيام إلا عن السفر إلى الخرطوم، لمساندة الفريق الوطني في المقابلة الفاصلة مع مصر. وتزايد، أمس، الطلب على وكالات الخطوط الجوية الجزائرية، والاحتجاج على عدم توفر التذاكر للسفر.
وقرّرت الجوية الجزائرية، أمس، إجراء يقضي بتحويل كل طالبي السفر إلى مدرجات ملعب 5 جويلية، من أجل تجنب أي انحراف في الأوضاع، خصوصا بعد عملية التخريب الذي شهدتها وكالة باستور بالعاصمة. وبلغ استياء المناصرين الذين أكدوا أنهم ''حوصروا'' في الملعب منذ الساعة الخامسة صباحا وطال انتظارهم إلى ساعة متأخرة من المساء.
واضطر عدد كبير من المناصرين إلى المبيت في الخلاء بسبب تنقلهم من ولايات مجاورة للعاصمة. وقال تاج الدين، 25 سنة، بأنه قدم من خميس مليانة وكان أودع جواز سفره في وكالة باستور. وأضاف ''نحن ننتظر...لكننا نفقد قوانا مع مرور الوقت، ويجب الإسراع بنقلنا إلى الخرطوم لمناصرة الخضر''.
أما شاب آخر فأكد أنه من منطقة أولاد هداج ببومرداس، وأظهر بطاقة تعريفه، قائلا ''أنا من أولاد هداج أصل اللاعب مغني، وسأذهب للمناصرة مهما كان الثمن''.
ومع مرور الوقت تضاعف عدد المناصرين، وامتلأت المدرجات، وكأن المباراة الحاسمة ستلعب في ملعب 5 جويلية. وراح الآلاف منهم يهتفون باسم الجزائر والفريق الوطني ويردّدون شعارات منها ''الدولة يا الدولة واش اتديرو بنا أديونا للسودان''. ولم تفلح إدارة المركب الرياضي في تهدئة غضب هؤلاء عن طريق بث الأخبار الرياضية في الشاشة العملاقة.
واقتحم عدد منهم الملعب وسادت حالة من الفوضى، وتم تحطيم أجهزة الكمبيوتر التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، بسبب التأخّر الفادح في منحهم تذاكر السفر. وتم تطويق الملعب بعناصر الشرطة، فيما عانى المناصرون من الجوع والعطش تحت حرارة الشمس اللافحة، ولم تختلف المعاناة بين الرجال والنساء.
وعلى الرغم من تزايد أعداد المناصرين في الملعب، إلا أن أغلبهم لا يملكون ثمن التذكرة الذي حدد بشكل نهائي بـ20 ألف دينار، ولم تنطلق عملية توزيع التذاكر إلا في حدود الثالثة بعد الزوال.
أقراص لتجنب الإصابة بالملاريا
من جهة أخرى، أكد المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية وحيد بوعبد الله لـ''الخبر''، أن عدد الطلبات التي تم تسجيلها، حتى منتصف نهار أمس، بلغت 73, 1 مليون طلب. وأضاف ''أما على مستوى وكالة باستور فقد تم اكتشاف 9952 جواز سفر تخلى عنها الأنصار وغادروا المكان''. وتبعا لتعليمات الحكومة، فقد تم رفع عدد التذاكر إلى 10آلاف تذكرة مجانية لدخول ملعب الخرطوم.
ولم تتمكن الجوية الجزائرية من الاستجابة لكل الطلبات، التي فاقت كل التوقعات. أما بخصوص المناصرين في ملعب 5 جويلية، فأفاد بأن ''عملية بيع التذاكر فستتم عن طريق مناداة المناصرين إلى غاية نفاد عدد التذاكر''.
وبلغ عدد الرحلات بعد تدخل رئيس الجمهورية 41 رحلة. وهو ما يعد ''جسرا جويا''، لنقل المناصرين تباعا على أن تقلع اليوم 17 طائرة، وتكون آخر رحلة إلى الخرطوم في حدود الخامسة من صباح غد. أما عن أولى رحلات العودة، فستكون بعد المباراة مباشرة نحو مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة.
وتم تزويد المناصرين بالمأكولات والمياه المعدنية وأدوية هي عبارة عن أقراص ''نيفاكين'' لتجنيبهم الإصابة بداء الملاريا في السوداء، تبعا لتعليمات وزارة الصحة. على أن يتم تناولها قبل وبعد العودة.
كما سيتم نقل 150 عون حماية مدنية، يقول وحيد بوعبد الله، من أجل تأطير المناصرين في الطائرات والملعب، حيث يتم توزيع عونين في كل رحلة، أما عن عدد رجال الشرطة الذين تنقّلوا إلى الخرطوم أمس من أجل حماية الخضر فقط، فبلغ 50 عونا.
في سياق منفصل، أعطيت توجيهات لرؤساء الدوائر، من أجل الإسراع في توفير جوازات السفر، حيث يتم تقديم ملف مكوّن من شهادة ميلاد للمعني ولوالده، وشهادة إقامة وصورتين، على أن يتم الحصول على جواز السفر بعد ساعات قليلة من إيداع الملف. وظلت مصالح الدوائر مفتوحة إلى غاية منتصف الليل.
وأوضحت مصادر عليمة بأن ''السلطات الجزائرية تقوم باقتناء تذاكر الملعب في الخرطوم لتمكين الجزائريين منها، عن طريق استعمال سودانيين كوسطاء''.

0 تعليقات حول الموضوح:

إرسال تعليق